بِينِيفِيَا ؛ كِيم تَايهيُونغ.

130 16 39
                                    

__________

قصتنا هذه المرة مختلفةٌ عن باقي الكتابات الشاعرية و الغزلية ، بل هي تروي قصَّة شابين في زمنٍ غابرٍ .. رجلٌ متزنٌ و فتاة تهوى المغامرة ..

كان يا ما كان في قديم الزمان و في سالف العصر و الأوان .. في مملكةٍ جميلةٍ شامخةٍ تدعى مملكة 'بينيفيا' و تحديداً في أحد أزقة الحي الشعبي ، هناك أينما يضطجع رسام المملكة الموقر في معمله نهاية الشارع .. يتنعَّم بهدوء الظهيرة و بقهوته اللاذعة .. مزيجٌ كلاسيكيٌ رائع !

نصب عينيه يتأمَّل لوحاته المتنوِّعة معلقةً على إحدى الجدران ، فهو عادةً يرسم ما يحلو له .. مارةً كانوا أم حيواناتٍ لطيفةً .. حسب الطلب أحياناً و أحياناً أخرى مناظر المملكة الخلاَّبة .. أو أيَّ شيءٍ قد يلفت الإنتباه

و بالحذيث عن الطلبات .. هو إبتسم لوهلةٍ مستذكراً الصبي الصغير الذي زاره اليوم باكراً ، و طلب منه بكلِّ وقارٍ و إحترامٍ أن يبدع من أجله في رسم لوحةٍ لدبِّه المحشو 'وينتر بير' ، حتى أنَّ الصغير إنتظره لوقتّ طويلٍ عند عتبة باب المعمل .. قبل موعد الإفتتاح بقليلٍ

و هاهو الأن .. 'وينتر بير' الدب المحشو جالسٌ يركز زرَّي عينيه على من يحتسي قهوته و كأنَّه يطلب منه الإستعجال في تلبية مطلب الصبي .. فترك الرجل فنجانه و أخد ورقةً بيضاء تعَّمد إتخادها لتطابق لون ما سيرسم ، ملبياً طلب الدمية الوهمي !

كان يمعن النظر في وجه الدمية حتى يتسنى له حفظ أدَّق تفاصيلها فيبدأ بتخطيط محيط الرأس و الأذنين .. ثم إنتقل لمحيط الجسد و أطرافه ؛ الذراعان و الساقان

إتضحت ملامح هذه اللوحة التي سيتعبرها الرسام واحدةً من ألطف الطلبات التي حصل عليها طوال مسيرته الفنية و حتى اللحظة ! .. هذه أول مرة يطلب منه صبيٌ صغيرٌ رسم شيء له .. و هو يطلب رسم دميته المحشوة لنكون أكثر وضوحا ! ، هذا سيبقى لأمدٍ طويلٍ في ذكريات الفنان

نقل بصره بعدها لوجه الدمية من جديدٍ في محاولةٍ لرسم العيون .. و حينها أدرك كم أن هذه الدمية عتيقة ! لربما هي مثوارتة ؟ .. بالنظر للخياطة المتكررة لأطرافها و حتى زر العين الأيمن .. يبدو ضرراً حذيثاً ! .. لم يتمكن من كبت فضوله فعزم على سؤال الصبي عندما يعود لإستلام الدمية و رسمتها ..

شرد لهنيهةٍ من الزمن و هو يتتبع الخيوط المغروزة بعشوائيةٍ لإعادة ترميم الدب المحشو .. حتى ؛

" تايهيونغي !!! "

ندهت على الرسام بعلو صوتها و كفَّا يديها تمركزا على طاولة أعماله فضربتها بقوَّةٍ .. لطالما كانت مندفعةً و همجيةً الطباع ، نقيضٌ مثاليٌ لفتيات المملكة الراقيات ..

🎉 لقد انتهيت من قراءة بِينِيفِيَا ؛ كِيم تَايهيُونغ. 🎉
بِينِيفِيَا ؛ كِيم تَايهيُونغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن