بارت ٣٨(الجزء الثاني)

98 7 3
                                    

وقفت أمام باب غرفة الطوارئ عينيها تلمع من الدموع المحبوسة انفصلت عن العالم حولها وكل عقلها في الباب الماثل أمامها
كان الحاج حسين يجلس أمام الغرفة يدعو إلي الله أن تمر هذه الأزمة علي خير أما صالح فقد وقف يزرع الممر ذهابا وإيابا من فرط قلقه لقد تفاجأ بنفسه عندما وقع مصطفي أنه قلق عليه ويتمني شفاءه كيف كان سيقتله في يوم من الايام ويحمل ذنبه طيلة حياته
اتي كمال من بعيد يهرول إلي أن وقف أمامهم سأل عن الحال أخبره صالح بما جري اندهش كمال وقبل أن يجيب خرج أحد الأطباء يسأل عن التاريخ المرضي للمريض
الطبيب: المريض عنده اي سابقة للأزمات القلبية أو بيشتكي من الضغط ؟
كمال: بالعكس يا دكتور هو شخص رياضي وعمره ما اشتكي من حاجه
الطبيب: يعني دي اول مرة ؟
كمال: أيوة يا دكتور
الطبيب: طيب عن اذنك
كمال: قولي بس من فضلك هو ايه حالته
الطبيب: الحمد لله انتوا جبتوه في الاول أزمة قلبية بس مش قويه قوي و لسه الحالة مش مستقرة

غمغمت جنه بصوتها المخنوق : انا السبب انا السبب انا اللي زعلته
كمال: اهدي يا مدام جنه هو اكيد كان مهيأ نفسه لاي مناقشة بينكوا
ظلوا لمدة ساعتين إلي أن استقرت حالته وخرج علي الترولي لا حول له ولا قوه تابعته إلي العناية المركزة
الطبيب: الحالة استقرت بس لسه تحت الملاحظة خلال الاربع وعشرين ساعة اللي جاية عن اذنكوا
الحاج حسين: اتفضل يا ابني ، صالح خد اختك وروحها
جنه: انا مش همشي من هنا
الحاج حسين: ميصحش يا بنتي روحي مع اخوكي وانا هطمنكوا بالتليفون
جنه: انا مش هسيب مصطفي وامشي انا مش هسيبه لوحده
نظر لها والدها بعمق وجدها تجاهد حتي لا تبكي وتفقد ملامحها الحازمة ربت علي كتفها وقال
الحاج حسين: طيب روحي ارتاحي علي الكرسي.
التفت إلي كمال وصالح
الحاج حسين: انا هفضل النهاردة هنا مع جنه وانت يا صالح روح علشان مراتك لوحدها في البيت و بكرة أجل اي مواعيد ليا وانت يا كمال روح هات غيار لمصطفي من البيت
صالح : امرك يا حاج بس هفضل لغاية ما كمال يروح ويجي تاني
كمال : حاضر يا حاج بس انا كمان هفضل هنا لا يمكن اسيب صاحب عمري واروح
ربت علي كتفه وقال له
الحاج حسين: أصيل يا ابني
ذهب كمال إلي فيلا الحسيني وقابلته هنيه
هنيه : في ايه يا بيه ؟لما كلمتني في التليفون قلقتني علي مصطفى بيه ؟ ايه اللي حصل ؟
لمح كمال ظل أحد في أحد زوايا البهو عندها أشار لها بالصمت وقال بصوت عال
كمال: ربنا يستر يا هنيه ربنا يستر
ثم اخذها وصعد إلي الاعلي
كمال: هنيه مصطفي في المستشفي أزمة قلبية
صدمت هنيه ووضعت يديها الاثنتين علي فمها وعينيها تذرف الدموع حاول كمال التهوين عليها لعلمه انها تعتبر مصطفي اخا لها
كمال: اهدي يا هنيه الحمد لله مصطفي دلوقت بقي احسن
هنيه: الحمد لله يارب تمم شفاه علي خير
كمال: بس مش عايز حد يعرف
هنيه : ليه يا بيه ؟
كمال: انا لمحت ظل حد واقف بيصنت علينا وده خلاني اقلق ،قوليلي يا هنيه يوم مصطفي من الصبح لحد ما خرج من الفيلا
سردت له هنيه ما حدث منذ الصباح لوقت خروج مصطفى
كمال : طيب انا هشوف تسجيل الكاميرات في المكتب
نزلا بعد أن أخذ ملابس لمصطفي واتجه إلي المكتب
جلس وفتح جهاز اللاب توب وشاهد تسجيل جميع الغرف ولكن ما لفت نظرة هو وقوف ملكه مع هنيه لفترة بسيطه وصعود هنيه إلي الاعلي ودخول ملكه المطبخ لمدة قصيرة ورجوعها إلي نفس المكان مرة أخري
ومشهد اخر دخول ملكه مرة أخري للمطبخ بعد ذهاب مصطفي صباحا وادخال الخادمة الصينية القهوة المطبخ
وخروجها منه وهي تتلفت حولها بريبة ولكن ما لفت انتباهه هو ظهور طرف كيس من جيبها
كمال: هنيه هو مصطفي كل أو شرب حاجه قبل ما يخرج ؟
هنيه: ايوه طبعا فطر وبعدين راح المكتب وطلب القهوة شرب حبه صغيرين لان الفنجان وقع جوه الصينية وبعد كده خرج قال هطلب قهوة في الشغل
كمال: هنيه انا عايزك تروحي لملكه الهيها في اي كلام علي ما ارن عليكي
اطاعته هنيه علي الفور علي الرغم من دهشتها ولكن لم تعقب سوف تستفهم لاحقا
اتجه كمال إلي المطبخ وبدأ في البحث فيه عن أي شيئ غريب ولكن لم يجد الي أن لمح منديلا عليه آثار مسحوق القهوة ملقي بجانب سلة المخلفات التقطه سريعا ودسه في جيبه والتقط علبة القهوة واخذ منها عينه في كوب صغير ثم خرج من المطبخ ولم ينسي أن يرن علي هنيه
..........................
في هذه الأثناء كانت هنيه تتحدث مع ملكه
هنيه : انا مش هبقي موجودة بكرة في الفيلا
ملكه :وانا مالي يا بتاعة انت ؟
هنيه: مالك طبعا يعني تقومي تعملي اللي عليكي مش تنامي في الخط
ملكه: انتي اتجننتي يا زفته ازاي تكلميني بالطريقة دي ؟
هنية: لأ متجننتش اعملي اللي بقولك عليه ياما لما صاحب البيت يجي يعرف شغله معاكي ربنا يرده سالم
حاولت ملكه أن تستشف حالة مصطفى منها فتكلمت بتهكم
ملكه: وربنا يرده سالم منين بقي هو يعني مسافر !
هنية: كله من نبرك عليه الراجل يا عيني في المستشفي الله اعلم بحالة
ملكه: عارفة يا هنيه هيجي يوم واقطعلك لسانك ده اصبري عليه
هنيه : دا بعيد عن شواربك يا بنت السيوفي
ذهبت هنيه عندما شعرت بإهتزاز الهاتف في جيبها أي أن كمال يتصل بها فذهبت وتركت ملكه تتميز من الغيظ
ذهبت هنيه إلي غرفتها واتصلت بكمال
هنيه: أيوة يا كمال بيه
كمال: أيوة يا هنيه انا خلاص خلصت وخرجت بره الفيلا خليكي طبيعية معاها
هنيه: مع اني مش فاهمه حاجه بس حاضر ..كمال بيه
كمال: ايوه يا هنيه؟
هنيه : الله يباركلك يا بيه عايز اشوف مصطفي بيه واطمن عليه قلبي مش مطمن
كمال : حاضر يا هنيه هاجي بكرة اخدك ليه يلا مع السلامه دلوقت
اغلق كمال الهاتف وانطلق إلي معمل التحليل ليحلل العينه وبعد ذلك ذهب إلي مصطفي في المستشفي
...........................
في المستشفي أمام جناح مصطفى
تجلس جنه أمام الزجاج ويظهر خلفه مصطفي راقدا علي الفراش و محاط بالأجهزة التي تراقب دقات قلبه ونبضه وجهاز التنفس علي وجهه
ربت والدها علي كتفها بحنان وقالت لها
الحاج حسين: سامحيه يا بنتي سامحيه اديله فرصة يكفر عن اللي حصل منه هو فعلا ندمان
جنه: اه انا تعبانه قوي يا بابا قوي تائهة و مش عارفة اعمل ايه
الحاج حسين: سلميها لله ربنا يريح قلبك
وصل كمال إليهم مسحت جنه دموعها بخجل وجلست بعيدا عنهم أما كمال فنظر إلي الحاج حسين نظرة فهمها علي الفور التفت اليها وقال
الحاج حسين: انا رايح اشوف الدكتور تعالي ياكمال وصلني
ابتعدا عنها وهمس له
الحاج حسين: تعالي نتكلم في الكافتيريا تحت
أومأ كمال له واتجها سويا إلي الكافتيريا
الحاج حسين: في ايه يا كمال ؟
كمال: بص يا حاج انا شاكك في حاجه كده تعب مصطفي مش طبيعي
الحاج حسين: قصدك حد عايز يموته! طب ازاي والدكتور قال أزمة قلبية وكان قاعد معانا
حكي له كمال ما حدث في الفيلا
صمت الحاج حسين لبرهة ثم تكلم
الحاج حسين: عندك حق تقلق بنت السيوفي يطلع منها اكتر من كده اللي تعمل حاجه زي اللي عملته مع بنتي ممكن تعمل اكتر من كده بس نتيجة التحليل هتطلع امتي ؟
كمال : بكرة انا هتصرف في الموضوع ده متغلش بالك انا بس عايز منك خدمة
قاطعه الحاج حسين وقال
الحاج حسين: من غير ما تقول انا هاخد جنه وارجعها البيت عندي علشان تعرف تتصرف من غير اي مفاجأت
نظر له كمال بإعجاب بعقلية هذا الرجل
كمال: تصدق يا حاج انت كنت تنفع تكون ظابط مباحث
قهقه الحاج حسين وقال : يا ابني الدنيا شوفت فيها اشكال والوان خلتني اعرف الناس واعرف اللي قدامي من عنيه عايز يقول ايه
كمال؛ المهم دلوقتي مصطفى لازم نتكلم مع الدكتور وتخليه ميقولش اي معلومات عن حالته لاي مخلوق
أومأ له الحاج حسين وقال
الحاج حسين: ربنا يظهر الحق يا ابني
.....................................
في اليوم التالي ،المعمل

الهروب من جنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن