|1|_اسمٌ مُستعارٌ.

259 16 14
                                    

في الساعة الإثنين مساءً بتوقيت مصر، كانا يجلسان على مقعدهم في مطعم شهير، تمسك هي بين يديها قائمة الطعام تُحدق بها؛ لتختار ماذا ستطلب من هذه القائمة، بينما هو يُحدق بها بكلِ حبٍ و هيامٍ، يُحدق بوجهها الملائكي، يُحدق لحُبيبات القهوة خاصَّتها مُبتسمًا لها حتى قطع هذه الابتسامة عندما أراد أن يعترف لها كل ما بجوفِهُ، مُردفًا بتوترٍ:

_"رهف..أنا...أنا..أنا بحبك يا رهف"

قال كلماته بتوترٍ جامح يكسو وجهه، يرمقها بترقبٍ لَعلَّ يجد ابتسامة ثغرها التي تريح وتسكن قلبه أكثر مما هو فيه الآن، ابتسامتها كرضيع في شهوره الأولىٰ عندما ينطق كلمة "بابا" ليكون هو والدها، توتره بدأ أن يتلاشىٰ تدريجيًا حتىٰ وجدها تُفرق شفتيها عن بعضهما مستعدة للحديث.

اردفت وهي تُحدق بقائمة الطعام:

="ماقولتليش هتاخد تشيكن رانش ولا بيبروني؟"

قالت كلماتها وهي تنظر إليْه؛ لتعلم إجابته، صُدم من إجابتها كاعتراف واضح بحبُّه لها وهي تتحدث عن ماذا سيختار؟، بماذا تهزي؟..أودُّ الآن أن اقتلع لسانكِ من فمكِ لتتعلمي كيف يكون شعوري الآن، ترك هيئته الهادئه جانبًا وهو يصك على فكيه بِحِنقٍ، أردف بحِدةٍ طفيفةٍ:

_"رهف أنا بقول لَكِ أنَّي بَحِبِّك، رهف أنتِ مش بتحبِّيني؟"

="بس سمعت أن صوص الرانش أحلى هطلب لَكَ تشيكن رانش"

قالت كلماتها وهي تنظر إليْه مبتسمة لا تُبالي لذاك الذي يُكاد أن يحترق ويكظم غيظه مِنها، تنتظر جوابه أو حِدته في الحديث رُبما..

_"اعتبر ردِّك أنَّكِ...."

لم يستطع أن يُتابع حديثه؛ بسبب رنين حاسوبها النقال، نظرت لشاشة الجوال بتأفأف حتىٰ أجابت وهي تزفر بضيق:

="السلام عليكم يا رنا...يا رنا هو يوم الإجازة الحيلة اللِ عرفت اخده باصالي فيه، هتنيل أجي يالا سلام"

التفتت إليْه مرة أخري تبتسم عُذرًا لهُ، ثُمَّ أردفت بأسفٍ:

="طارق أنا أسفة، عايزنِّي في المستشفى..نبقىٰ نعوضها في يوم تاني..يالا سلام"

بصقت كلماتها دُفعة واحدة سريعًا وهي تُعبئ مُتعلقاتها؛ لتخرج من هذا المطعم سريعًا قبل أن تغادر رنا، نهض طارق ليعرض عليْها توصيلها للمشفى، لكنَّها كانت قد غادرت قبل أن يقل شئ..

تمتم بنبرةٍ صوتٍ خافتةٍ:

_"طيب اوصلك..."

قال كلماته وهو ينهض من مقعده يبتسم بسُخرية، أَحبَّها كثيرًا..يُحبَّها من اول نظرة كانت كالفراشة تتنقل بين غرف المرضى بكلِ انسيابيةٍ لتُداويهم، مِنْ هذه اللحظة أرهن نفسه أنَّها ستكون لهُ، ستكون لهُ فقط، تسحر وتأسر القلوب، لم انسَ عندما طلب والدي منِّي أن أتقدم لخطبتها...ماذا أقول لهُ؟... أقول أنَّي عاشق بِها من الأساس؟!... أقول أنَّها أسرتني؟!...رهف...وهي رُهيفة المشاعر...بسيطة الملامح، وجهها الدائري كالبدرِ في منتصفِ الشهر الهجري، تُشبه كل شئ جميل في هذه الحياة...لم أشعر بهذه التفاصيل التي تسحر من قبلِ، لم أشعر إنني حي كهذا الوقت قط!
____________________________________

आप प्रकाशित भागों के अंत तक पहुँच चुके हैं।

⏰ पिछला अद्यतन: Sep 18, 2022 ⏰

नए भागों की सूचना पाने के लिए इस कहानी को अपनी लाइब्रेरी में जोड़ें!

شُعبة ثانوي.जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें