part 2

573 10 0
                                    





حلّ الصّباح حَيت يَصدح صوتَ ديك الجِيران ، هو المنَبّه الخاصْ لسُكّان بَلدة شِيزانْيا وَكلّ شخصٍ هنَا يَعتَمِد إستِيقاظه علَى أَصوات الدّجاج ليبدَأو يَوْمَهم بِكل حَيوِية ، لَكِن مِينا لَطالَما كَان نَومها مِن العِيار الثّقيل حتّى إن هوجِمت هَذه البَلدة منْ قطّاع الطّرُق الملَثّمين الذينَ يتَمتّعون بصُنع الفوضَى في مثْل هذِه البوادِي سيتكون شجار الفلاحين معهم صراخ زوجات وحتى بكاء الأطفال كل هذا والصّغيرة هُنا لَن تسْتيقَظ نومها ببساطة يعتبر كالموتى وجدّها هو الضحية الوحيدة لموتها أقصد ' لنومها' ...

كان الجدْ كَانْغ يَصنع الفُطور بمكَونات بسيطة تتوَفر عِندهم بالمَنزل وضَع زيتون الأسوَد في أحدِ الصحون كمُهمة أخيرة لكِن توقَف بعدَ أنْ سمِع طرقات على البابْ، ذهبَ بخطواتِه البطيئة يتمتم بدعاء كالعَادة عنْدما يُطرَق بابَ منْزلِهم فَتَح ليَجدَ فتَاة قصيرة نوعا ما دُو وجهٍ دائِري طفولي مع خصلات شعر قصيرة وسوداء اللون ترْتدي فستَان أحمر دو الورود الصفراء منتشرة عليه بالكامل بيْنما تحمِل قنينة تحتضنها نَحو صدرها  لتَبْتسِم نحو الجدْ وتقول
" صباح الخير  أيها الجدْ كانغ كيْف حالكْ؟"

إبتَسم الجَد بلُطف ليَسمحَ لها بدّخول ليَردّ عليها
" أنا بخَير إبْنتي كيف حالك وحال والديك أتمنى أنّهم في أحسَن الأحوال! "
عَدّلت الأخرى خصلاتها المتمردة بعفوية بينما تمد تلك القنينة نحو الجد وتقول بكل حماس
" نحنْ بِخير يا جَدّي كَما أنّ أمِي بَلغتْ لك سَلامَها ، معَ قنينـَة الٌحليبْ هذِه "  بعثر الجد خصلاتها بمزاح ليقول وهو يضع الحليب في الثلاجة
" أشكُرهَا نيابةً عنّي ياإبنتي ، وبلِغ تحِياتي لوالدِك عِندما يعود من العاصِمة "
إبتسمت الأخرى بينما ترمي بمقلتيها الخضراء في جميع أنحاء المنزل لتردف
"حسناً ياجدّي أَوامِرك مطَاعَة ،
صَحيح أيْن مٍينا هل لازَالت نائٍمة؟" أومئ الأكبر لها بينما يضَع الفطور عَلى طويلة ليقول بنبرة يائسة
" لقَد تعِبت من إِقاظها إنّها تبْدو كالأموات أَتمنى أَن تجرب حظّك معاها " وضَعت سوجين كفّها على جانِب رأْسها كتحية الجُندي بَينما تغمِز نحوه وتقول
" أمرك، لا تقْلق أيها الجَد ضع الأمْر علي "
هز الجد رأْسه بيأْس علَى هَذه الطّفلة المشَاغبة ، ركضَت سوجين بسرعة نحو المطبخ تملء أحد كؤوس الماء لتعود أدراجها نحو غرفة مينا بكل حماس طغى على ملامحها الطفولية فتحت الباب لترتمي على السرير بجانبها بكل قوة لكن لا حياة لمن تنادي ، أبعدت الملاءات عن وجهها لتصرخ بكل  جهد داخل طبلة أذنها
" أيتها ضفدعة إستيقظي "
لكن لا جدوى صعدت على ظهرها تهزها يمينا وشمالا للاعلى وللأسفل بحركات عشوائية لكن مينا فقط غمغمت بشيء ك ' إبتعدي ' وهذا لم يرضي الأخرى ،

حملت ذلك الكأس لتبتعد خطوات نحو الوراء وبالضبط أمام الباب حفاظا على حياتها من الوحش الذي يسكن صديقتها إثر إستيقاظها من النوم ،
رشت ذلك الماء على وجه الأخرى التي إستيقظت بفزع تنفست بخوف تمسح وجهها قطرات الماء التي بللتها من رأسها إلى بطنها ، نظرت نحو الباب بعد سمعت صوته يغلق لتصرخ بعلو صوتها بنبرة غلبت عليها طبقة عميقة اثر نومها الطويل
"سوجين أيتها اللعينة ، سأقتلك" 

village girl Where stories live. Discover now