الفصل الرابع

159 10 19
                                    

"" بعد مرور يومان ""

كانت الساعة التاسعة مساءًا ، اجواء باردة جدا والسماء السوداء الذي يتخللها بين حين وآخر الضوء الأزرق الناجم عن الرعد  يُحذر باقتراب موجة شديدة من الأمطار

في طريقهم للشقة حيث قرر اليوم الابتعاد قليلًا عن القصر وضغوطات والديه المستمرة ، هتف بضيق صدر ونفاذ صبر

- شاهين قُلت لك يكفي ،هيا سأغلق

القى السماعه من أذنه مُتأففًا وصدره يعلوه مشاعر الغيظ والحنق لِيُعيد رأسه للخلف يُتابع بِعينيه الأمطار التي بدأت تتساقط في الخارج ، قاطع شروده صوت عمر الذي نظر إليه من المرآه وهو يقول

- اخي مراد شاهين  يريد مصلحتك لا أكثر

قلب عينيه وأجاب بانزعاج وتذمر 

- وأنت ما شأنك يا هذا ؟!!!! لا أريد اهتمامكم الكاذب يكفي يااااه

ثم أضاف بنبرة حادَّة

- وبالمناسبة لا تتحدث معي وكأني غفرت لك ما فعلته

- مراد اخي ااااننن

قاطعه مراد بتحذير وسخط

- لا تقل لي اخي  يا هذا ولا اريد الاستماع للترهات الخاصه بك ، هيا اسرع يا هذا  لقد ضاق صدري منكم جميعا

توسعت أعيُن عمر فجأة قبل أن يضغط بقوة على الفرامل ، صاح مراد بغضب جم بعد أن أيقظه ايقاف السيارة المفاجىء من غفوته

- ماذا يحدث يا هذا ؟!

أجاب عَمر بارتباك

- لا اعلم أخي ولكن على ما يبدو لقد اصطدمنا بشيء ما

- ماذا ؟؟؟؟؟؟؟

- لقد ظهر فجأة اقسم لك اخي

هتف مراد بتوبيخ  ونفاذ صبر وهو يهم للخروج من السيارة

- اللعنة عليك اصمت يا هذا لنرى أي مصيبة اوقعتنا بها

اقترب ببطىء  يقف عند مقدمة السيارة ،  سرعان ما توسعت  عيناه بصدمه وهو يرى فتاة تمسك بقدميها النازفة وتأن من الألم وصوت نحيبها يرتفع تدريجيًا ،التفت مراد الى عَمر الذي اقترب هو الآخر وهمس بصدمة

- إنها فتاة !

غمغم مراد بغيظ

- اصمت يا هذا اللعنة عليك لا يأتي من خلفك سوى المصائب

اقترب مراد من الفتاة وانحنى بجسده وهو يحاول رؤية وجهها المغطى بشعرها وما زالت تتمسك بقدمها النازفة ، رفع يده ليحاول لمس شعرها وهو يقول

- هل انتِ بخير ؟

نزعت يده عنها بقوة وهي تقول بصوتٍ مرتجف ونحيبها يشتد

- لاااا لا تلمسني ..ابتعد .... ااابتعد  ... يجب أن اذهب من هنا بسرررعة

حاولت الوقوف على اقدامها لكن لم تقوى على ذلك بسبب قوة الألم فكادت أن تسقط لولا أن أحاط بمنتصف جسدها يمسك بها

رواية قلب للإيجار بقلم عروبة المخطوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن