الفصل الأول : لغة غير مفهومة

3K 211 103
                                    

- منظور الفتاة.

ما هذا المكان، لِماذا أنا هنا! مالذي يجري؟..

فتحت عيناي منذ دقائق لأجد نفسي في مكان ضيق، أرى شخصاً بجانبي يرتدي قبعة غريبة وثوباً أبيض باكمام طويلة.. انا حقاً لا أعلم كيف اُسمي الأشياء من حولي..

كل ما اتذكره قبل أن افقد وعيي اشخاصاً يضربونني عندما استيقظت ووجدت نفسي مصابة ملقيةً على الأرض! لكن لا اعلم لماذا فعلوا ذلك!.

" مرحباً؟ هل أنتِ بخير؟ " قالها الرجل الذي بجانبي بينما يلوح بيديه منتظراً مني الرد، لكني لا أفهم ما يقوله.

بقيت أنظر إليه والاستفهامات تملئ حدقتي، انا حقاً لا أفهم، أريد ان أجاوب، او بالأحرى أريد المساعدة..

توقف الرجل عن التلويح بيديه وتنهد بثقل، هل هو غاضب؟.

" هل تستطيعين التحدث؟ " قالها الرجل بينما يشير بيديه محاولاً شرح ما يقوله بالإشارة.

اظن انني فهمت كلمة واحدة وهي " التحدث "، هذا مزعج، ما خطبي..

" هل تسمعين؟ " قالها الرجل مجدداً بالإضافة إلى الإشارة.

لم أفهم، لكن تشجعت ورفعت يداي، اوتششش جسدي يؤلمني، لكني كافحت ذلك الألم و لوحت بيداي يميناً ويساراً بشكل متقاطع تعبيراً عن عدم فهمي لشيء.

توقفت بعد ثوانٍ عندما شعرت بالألم بينما الرجل عاقداً حاجبيه محاولاً استيعاب ما اقصده، أتمنى أن يفهم أنني لا أفهم مالذي يجري هنا.

انتقلت نظراته إلى رقبتي من ثُم إلى رأسي، حسناً.. هذا ليس مريحاً البته، عاد لينظر إلى عينيّ بشكل طبيعي مجدداً، إذا به يأشر بإصبعه السبابة جهة أُذنه بينما يومئ برأسه، اظن أنه يسأل إن كُنت أستطيع السماع!.

أومأت بالإيجاب، حتى الإيماءة تؤلمني..

أشار بالسبابة جهة فمه، أنه يسأل إن كُنت أستطيع التحدث!.

" أ.. أجل أستطيع التحدث " قلتها بصوت خافت، لكن الاستفهامات انتقلت من حدقتي إلى حدقة هذا الرجل أمامي! لماذا؟.

" ما هذه اللغة؟ " قالها الرجل أمامي، لكني لا أفهم ما يقُوله!.

تنهد الرجل واسند ظهره على الجدار وأبعد نظره عني، يبدوا انه يأس مني.

مرت دقائق، عندما فهمت أنه لا يريد التحدث استندت انا الأخرى على الجدار وأغمضت عيناي، كم هو شعور مخيف، من أنا؟.

غطيت بالنوم لكنه ليس النوم الذي يتوق إليه المرهقون، رقبتي وظهري وكل منطقة في جسدي تشتكي الألم حيث أن الأرض ليست بتلك الحنية لأرخي عضلاتي عليها..

استيقظت بعد وقت ليس بطويل على صرخات وضربات قوية، فتحت عيناي بثقل لأجد الرجل امامي متمسكاً بقضبان المكان الذي نحن محتجزان به، كان الرجل فرحاً بذلك الإزعاج!.

أصوات الخطوات تقترب أكثر فأكثر وهذا يرعبني، لا أريد أن يضربني أحد مجدداً، فما فيني يكفيني.

" كابتن!! أنا هنا! كنت أعلم انك ستأتي " قالها الرجل بينما يبكي، لماذا يبكي؟ هل هو يطلب العفو؟.

أرى ظلالاً أمام القضبان، الظلال تقترب تدريجياً، إنها لشخصين.

" أيها الأحمق سببت لنا المتاعب! " قالها ذاك الرجل الطويل الذي ظهر أمامي يحمل سيفاً مسندٌ على كتفه اليمنى وخلفه دبٌ أبيض.

" أنا اسف.. أسف " قالها الرجل.

نظر إلي ذلك الرجل الطويل نظرة خاطفة لكنها كانت مخيفة نوعاً ما فقد جعلتني أنزل نظري إلى الأسفل متحاشيةً أي تواصل بصري أخر.

" حسناً لنخرج من هنا قبل أن تتفاقم الأمور " قالها الرجل الطويل مادً يده أمامه.

" كابتن! إنها مصابة " قالها الرجل.

" بينقوين-يا.. هل تظن أنني مسؤول عن الجميع؟ " قالها الرجل الطويل بصرخة غاضبة.

" لكن.. " قالها الرجل بينما ينظر إلي.. حسناً شعرت بنظراته لكني لم استطع رفع بصري تجاهه، انا خائفة لأنني لا أفهم ما يجري حولي، لا أفهم لماذا ينظرون إلي.

- منظور الراوي.

زمجر الكابتن بغصب بعدما أتت مجموعة من جنود البحرية تجاههم مما أدى إلى استسلامه لبينقوين.

" روم " قالها الكابتن ليظهر مجال أزرق شفاف يحيط بطاقمه وتلك الفتاة السجينة، " شامبلس " عندها انتقل الجميع إلى سطح الغواصة العائمة بجانب ميناء الجزيرة.

" تصدوا إلى أي هجمة واستعدوا للغوص عندما نصل إلى العمق المناسب " قالها الكابتن إلى طاقمه لينتشر الجميع متخذاً مكانه.

" ك.. كابتن، مالذي سنفعله للفتاة؟ " قالها بيبو الدب الأبيض بقلق يملئ تعابيره.

استدار الكابتن تجاه الفتاة الجالسة على الأرض بجروح واصابات تملئ جسدها الهزيل، كانت تنظر إلى تحركات الطاقم بهدوء لكن الخوف واضح بعينيها.

" خذها إلى العيادة وسنرى ما يمكننا فعله لاحقاً " قالها الكابتن بضجر بعدما أبعد نظره وذهب ليهاجم الطلقات النارية تجاههم.

بمجرد أن مد بيبو يداه ليساعد الفتاة على النهوض، أغمضت الفتاة عينيها وادارات رأسها للجهة الأخرى محاولةً تجنب الضربة التي تتوقعها من الدب الأبيض، تراجع بيبو ليزيد قلقه وتوتره.

" ا.. اسف.. لكن.. عليك الذهاب إلى العيادة.. انه أمر من الكابتن لاو " قالها بيبو بصوت يتراعد قلقاً.

عندما سمعت الفتاة نبرة صوته التي لا توحي بالشر ادارت رأسها تجاهه لتنظر إلى عينيه، لم تقل شيئاً ولم تتحرك.

" ا.. انسة، رجاءاً اتبعيني " استدار بيبو متجهاً إلى مدخل الغواصة فاتحاً الباب للفتاة، لكنه انتبه انها لا تزال جالسة بمكانها.

" بيبو!! انها لا تفهم ما تقوله، أمسك بيدها " قالها بينقوين من بعيد بعدما انتبه لما يجري ثم عاد لعمله.

ركض بيبو عائداً إلى الفتاة ليمسك بيدها، صوت الانفجارات المفاجئ شجع الفتاة على الوقوف بسرعة ليهرع بها بيبو إلى الداخل.

أفهم صوتك | Trafalgar Law One piece | لاو ون بيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن