الفصل 13

942 52 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الفصل 13

في المستشفى، يقف كل من عاصي وقاظم ونوال ونوران وحنين أمام غرفة العمليات التي يوجد فيها نبيل. صمت مرعب يسيطر على الجميع، ويقطع هذا الصمت صوت نوال التي أردفت قائلةً ببكاء وهي تنظر إلى باب غرفة العمليات:

_يا رب استرها يا أبوكم يا ولاد. قلبي مش مطمئن، حاسة إن أبوكم حصل له حاجة، قلبي في ولعة.

أجاب قاظم مهدئًا وهو يضع يديه على كتف أمه:

_اهدي بس يا أمي، فَال الله ولا فالك. إن شاء الله بابا هيكون بخير.

ثم نظر إلى نوران وقال بحزن وهو يسند نوال التي أوشكت على السقوط:

_لو سمحتي يا نوران، ممكن تجيبي كوب ماء؟

نظرت نوران له بتطرف عين ثم قالت بحنق:

_حاضر؟

وقبل أن تتحرك من مكانها، كانت حنين تقف أمام نوال وهي تحمل في يديها كأس ماء، وقالت بصوت ضعيف من شدة البكاء:

_اتفضلي يا ماما، اشربي. وما تخافيش، إن شاء الله بابا نبيل هيكون كويس. أنا واثقة في رحمة الله.

تنظر نوال لها بغضب، كما لو كانت رأت شبحًا وليست إنسانة. ثم تأخذ منها كأس الماء بعنف وتلقيه على الأرض بقوة، محطمة الكأس إلى شظايا، وتقول بصراخ وهي تدفع حنين بعيدًا عنها بعنف لدرجة أن حنين سقطت على الأرض بقوة، ولم يجد أحدًا ينقذها من هذا السقوط المؤلم:

_ابعدي عني يا وش الفقر! انتي السبب في كل حاجة، روحي منك الله. من يوم ما دخلتي بيتي والمصائب بقت تنهال علينا.

نظرت حنين بخجل إلى عاصي الذي يقف أمامها، ثم نظرت إلى الأرض بخجل وبكت في صمت. ذهب إليها عاصي وقبض على معصمها بقوة، ما جعلها تقف أمامه. ثم قال بجمود ودون أن ينظر إلى أحد:

_خد بالك من أمك يا قاظم. شوية وهرجع، مش هتأخر.

ثم أخذ حنين وذهب دون أن يقول حرفًا آخر، وحتى لم يرد على قاظم الذي قال:

_استنى يا عاصي، هتروح فين؟

---

**في السيارة عند عاصي وحنين**

نظرت حنين إلى عاصي وأردفت قائلة بتساؤل:

_ممكن أعرف أنت واخدني على فين؟

لم يجب عاصي ولم ينظر لها حتى. نظرت حنين بيأس إلى النافذة ثم قالت بغضب مكتوم:

_طيب يا رب تفضل ساكت كده على طول.

نظر لها ذلك المتحجر بطرف عينه ولم يقل شيئًا، وهي أيضًا لم تقل شيئًا. وظل كلاهما صامتًا حتى أوقف عاصي السيارة أمام منزل ضخم في مكان مهجور، وقال ببرود وهو يفتح باب السيارة:

قصة حنين ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن