الحَادِيَةَ عَشَرَ لَيْلاً ؛ كِيم تَايهيُونغ.

89 13 40
                                    

__________

دلف جناحه من القصر زافراً أنفاسه بحدةٍ و حنقٍ .. فهو لم يعتد على الخسارة .. لطالما كان إسمه في الطليعة ! .. عقله لا يتقبل فكرة أنَّه قد حلَّ ثانياً ..

هو ليس متكبراً و لا مغروراً .. لكن بعض الأخطاء التافهة جعلته يعود لنقطة البداية .. هذا ما أغضبه و أعمى ضميره النزيه

مولعٌ و مهووسٌ إن صحَّ القول بالبيانو .. لا يتصوَّر حياته دون تلك النوتات و الإيقاعات .. الأوراق المتناثرة و السلالم الموسيقية

طلب منه أحد أنداده قبل مدَّةٍ نزالاً ساحته أزرار الآلة الكلاسيكية هذه .. أبطاله أناملهما .. و هو قد قبل التحدي مستهزءاً بمن قصده متجهزاً ..

إستخفَّ كثيراً بقدرات خصمه .. لكن ما قدمه هذا الأخير جعل من أفواههم تقع جميعاً .. نشر الكثير من القلق و التوتر في كيان بطلنا .. ما جعله يرتكب أخطاء و يقدم أسوأ معزوفةٍ من بين يديه ..

رمى بمعطفه ترابي اللون على طرف سريره المفروش بأرقى أنواع الأقمشة آنذاك .. نعم .. فتايهيونغ يكون إبن الملك و الوريث المدلل الوحيد له .. كل ما يحيط به فخمٌ و باهض الثمن ..

تقدَّم من نافذة غرفته و قد فتحها على مصرعيها وافقاً أمامها .. يطل على حديقة القصر الخلفية .. مستنشقاً بعض الهواء النقي فهذه عادته عند الغضب ..

دقائقٌ مرَّت .. و هاهي سيجارته الرفيعة تتربع فوق شفته السفلية .. يستنشق منها القليل يداعب رئتيه بدخانها .. هو ليس مدمناً لكنه يلجأ للتدخين أحياناً عندما يضيق به صدره

يشعر أنه فاقدٌ .. فاقدٌ لشغفه ، و كأنه قد كان أمامه و تلاشى في لمح البصر من بين عينيه .. لا رغبة له بالعزف و لا يدري إلى متى سيستمر هذا

و لمعلوماتكم .. فهو يخصص غرفةً متوسطة الحجم للبيانو الكبير الذي قد رافقه منذ طفولته .. منذ نعومة أظافره ، لهذا وصفناه سابقاً بالمولع و المهووس

تعود ذكراه مع الموسيقى لأوَّل مرَّةٍ عزف فيها .. و وقع بقوَّةٍ في حب هذه الآلة بل فيما تصدره من ألحانٍ شجيةٍ ، مذ ذاك اليوم ؛ و هو يتعلم و يعزف و يطور مهاراته حتى أضحى العزف بالبيانو لعبةً بين يديه ..

من شبَّ على الشيء شاب عليه .. و تايهيونغ شبَّ على الموسيقى فكبر عليها و نمى بين أحضانها .. ترعرع يلهو بين سلالمها و غدا شاباً ذا خبرةٍ عاليةٍ بها ..

إبتسم بخفةٍ مستذكراً لكل تلك المحطات التي حُفرت في ذكراه حتى أضحت صعبة الإزالة .. مستحيلة الحذف .. و قد أغلق الباب على تلك الغرفة هامّاً بالرحيل تاركاً خلفه مسيرة سنينٍ ..

الحَادِيَةَ عَشَرَ لَيْلاً ؛ كِيم تَايهيُونغ.Where stories live. Discover now