|ما خلف الستار| 9

524 34 9
                                    

إبتسمت ببهجة غريبة حين إلتق بصرها ببصر طفلتها التي كانت في أوج سعادتها، عانقتها حتى شعرت بالإختناق، قبلت كل شبر من وجهها .

بالرغم من غرابة آرورا هذه الأيام إلا أن قلب الأم شعر بالسعادة لتغيرها بدل البقاء أربع وعشرين ساعة في غرفتها الآن هي تمنح عائلتها بعض الوقت الخاص.

"ماذا تريدين هذه المرة؟"

أردفت أليسيا تشدد من عناق آرورا.

"لا شيء فقط اشتقت لك"

صرخت ببهجة بينما تقفز من هنا لهناك، بالرغم من خلو القصر من وجود نواه إلا أن آرورا كانت كفيلة يإعادة روح المرح للمكان وخصوصا بالنسبة لأليسيا التي لم تعتد عن غياب نواه من أمام نظرها .

"أشعر بالغرابة، كنت قادرة على رفض قرار نواه من المغادرة لكنني لم أرد تدمير أحلامه "

إبتسمت أليسيا تقول بنفس النبرة عميقة وغامضة بينما تنظر للأمام في هذه اللحظة لم تلتقي عيناها بخاصة آرورا.

"بعد موته شعرت بالضياع وأنني غير قادرة على حماية ما تركه في ذمتي، كنت خائفة من الفشل ومن أنني سأكون السبب في تشتيت هذه العائلة لكن الآن وبفضل الإله أنا واثقة بأن كل شيء سيكون على خير بوجودكما في حياتي لا شيء سيخيفني"

حاولت آرورا الاستفسار لكن كالعادة لم تجبها وأمرتها بالذهاب لترتاح حتى موعد الغذاء، بينما أليسيا غادرت بإتجاه الطابق الثالث حيت تقع غرفتها.

وقفت لبعض الوقت تحدق بالصورة المعلقة على الجدار.

"لا تنظر لي هكذا، أنت تعرف أني برؤيتك أبكي"

كان مبررا سخيفا، وهي تدرك ذلك، مدركة بأنها لن تستطيع نسيانه رغم مرور عدة سنوات شبحه يطاردها.

فضلت التخلي عن ذكرياتهما لتعيش براحة رفقة طفليها، ولكن القدر لم يرد ذلك وترك لها نسخة مصغرة عنه نواه والذي يشبه والده في الكثير من الأشياء مما جعل من الصعب تخطيه.

ليام بالنسبة لها كان شخصا إستثنائيا، جعل من حياتها معنى، وذهابه ترك أثرا عليها.

" عيد ميلادك قريب، هل له معنى حتى بعد وفاتك؟"

ظلت تتحدث لنفسها بينما تستند على الحائط تحدق بالفراغ، كانت هذه عادتها كلما اقترب تاريخ لموعد يجمعهما معا.

"كيف سيكون شعورك لو كنت مكاني؟ هل ستشعر أنت كذلك بالضياع؟ تركت هذه المرأة الأرملة بمفردها تحارب لتعيش، الحياة قاسية علينا"

تنهدت في آخر جملتها شاعرة ببعض المشاعر المعتادة الشوق الحزن الفراغ لكن مع ذلك محاربتها ستكون بلا فائدة ستظل محاصرة في نفس الغرفة برفقة ظله يناظرها بنفس تلك الأعين الناعسة بينما يهمس بمدى اشتياقه لها.

دفعت الباب بظهر يدها، مما أحدث صرير خفيف, عندما فتح الباب، إمتد ظلها داخل الغرفة، سقطت عيناها على الإطار الضخم المتواجد وسط الغرفة، صورة لزفافهم يحاوطها من الخلف بينما يشع وجهها سعادة يضحكان بعد تحقق أحد أحلامهم أن يجتمعا بنفس المنزل وأن يكون إسمها بجانب إسمه بإختصار بناء أسرة .

"أليس من المضحك أنني أهدد في كل مرة بنسيانك لكنني أعلق صورتنا لتكون أول شيء أراه في الصباح وآخرها في المساء"

"أنت كاللعنة الجميلة لن تنفك عن مطاردتي"

"ارجوا أن تكون أيضا مشتاقا لي بنفس القدر لأنني على وشك الإنفجار، أنا في حالة يرثى لها بدونك"

تمتمت ببعض اليأس كانت على وشك الخوض في محادثة مع صورة وحينها سيكون من الصعب العودة إلى الواقع.

بدل أن تهدء من روعها إنخرطت في تذكر آخر لقاء لهما مما جعل من الصعب عليها التحكم في دموعها.

"أليسيا أسرعي سنتأخر على موعد الفحص"
كان يحمل بيده حقيبة نسائية صغيرة بينما في الجهة الأخرى سترة سوداء لحماية جسده من البرد في الخارج .

"سأقوم بوضع مرطب الشفاه فقط بالأصل الوقت لا يزال مبكرا"

"قلتي هذا قبل ربع ساعة"

زفر بحنق يتجه صوب السيارة تاركا إياها في الصالة الرئيسية تتأكد من تيابها لتتبعه راكضة بينما تحاول تفادي الدوس على بقع الماء التي تتوزع بشكل كبير في الحديقة بعد ليلة ممطرة.

فتح الباب الامامي لتدخل، عندما إمتدت يدها لحزام السلامة أخده من بين يدها ليعدله بنفسه، طبعت قبلة خفيفة على خده تاركة أثر أحمر الشفاه.

"به تبدوا جميلا"

نظر لها طويلا قبل أن تتسع شفتاه للجانب، كان ضعيفا أمامها وتأثيرها عليه لم يتغير لا يزال بالنفس القوة .

شغل محرك السيارة ومعه تغنيتها المفضلة، كانت تغني معها في الخلفية ومن حين لآخر تتلمس بطنها البارزة .

كانت حامل للمرة الثانية وبشهرها الثالث واليوم كان موعد الفحص

لكن لم يمر كما كان مخططا له، حادث سير كان آخر توقعاتها، لم تفكر قط بأنها ستفقد أعز ما لديها في نفس اليوم الأب والجنين .

في البداية لم تكن مدركة لما حدث، ظلت تكذب الجميع قائلة "أنه بخير" أما لجنينها كانت قد شعرت بالفراغ وتقبلت موته بشكل مخيف .

ليام كان شخصا مميزا بالنسبة لها، لم تتوقع موته بهذه الطريقة، لم تكن مستعدة أبدا ولن تكون.

جلست فوق الكرسي تحدق بإنعكاسها في المرأة، لتحمل المنديل تجفف به دموعها التي كانت السبب في إفساد مكياجها.

"أرجوا ألا يتأخر موعد لقائنا يا ليام" .

|

كيف حالكم؟

هذا الفصل كان مؤلم بالنسبة لي، شعرت وكأنني مكان أليسيا

بحق كيف ستكون ردة فعلكم لو كنتم مكانها؟

موت أعز شخص عليكم وأن تكون كل المسؤولية على عاتقكم؟

سيكون متعبا حقا..!

اتمنى رؤية بعض التعليقات الجميلة حول رأيكم في الفصل وبين الفقرات أيضا...♡|

أريد أن أكون سمفونيتكOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz