نزهة ليلية

50 7 7
                                    

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
.
.
.

عيون تبكي وأخرى تضحك، افواه تبتسم وقلوب تتألم، أياد تصفق وراحات تتوجع، أقدام تخطو وأجساد تتعب، صداع شديد رجفة يليها إختلال في التوازن كرى تربع على الجفون فأنامها
إنتصف الليل وخرجت الأرواح من أوكارها الكل مختبأ ولا أحد يعلم مابها، أنين يحطم الحجر ويكاد يخمد اللهب، نجوم زينت السماء وأم قويق تسبح في الفضاء، علامات الاستغراب ملأت الأوجه أصابع تأشر وألسنة تتفوه: هناك هناك أنظر هناك ، التفتت ورائي ولم أجد شيئا، أيعقل أنني مصاب بالاضطراب الوهامي؟! أم أن وقت النوم قد أتى
أكملت سيري متعجبا أيعقل أن تمنحنا الحياة شيئا من دون مقابل!؟ ألا يوجد في قاموسها قانون هاتني أمنحك؟! تساؤلاتي لم أتشاركها أنا ونفسي فقط بل كان هناك ثالث بيننا سمع كل حديثنا وفسره كما يحلو له، وضعت يداي على رأسي محتار إن كنت مهلوسا أو سهر الليالي أثر على بالي... مضت دقائق وأنا على تلك الحالة إلى أن شعرت أن احدا ورائي نظرت لأجد فتاة حنطية بملامح أندلسية بشرتها قطنية وعيونها غزالية، خدودها شامية زين رسمها حبر سماوي لأعظم ملوك العباسية، جلسنا على حافة النهر هي تنشد قصائدا عذبة خيالية وأنا أسمع بكل جدية، توقفت وسألتني: ألم يحن موعد الرحيل بعد؟!
أجبتها بصخرية: لم يحن يا وردية لكن من انت؟!
-أنا لست الحياة ولست السماء ولا الأرض ولا الماء أنا مجرد صبية عاشت حياة بالية تحت صقف العبودية، لم تكن تعرف مبدأ هاتني أعطيك واليوم وأخيرا كسرت سلاسل الحرمان ضحت بالأصدقاء والأحباب ومضت في طريق وردية، جبت مشارق الأرض ومغاربها بحثا عن الحرية لكنني لم أجد شيء فأتركني أكمل سيري لمبتغاي
-توقفي يا أختنا أخبرك سرا إن حريتك بين يديك أنت فقط لم تسقطي ناظريك.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 01, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نزهة ليليةWhere stories live. Discover now