Part⁸

42 6 1
                                    

"إفعل كما شئت، في النهاية سترحل كما جئت"

إذكروا الله🤍
صلي على رسول الله🤍
قراءة ممتعة🤍

__________

(صباح اليوم التالي)

يجلس بهدوء في غرفته، شارد بتفكيره في عائلته، آخر مرة ضحكوا فيها من قلوبهم كانت منذ شهرين، هو يعلم أن هذا اختبار من ربه، يختبر صبرهم وقوة إيمانهم به لكن هذا الإختبار صعب للغاية عليهم فهي ليست ابنة "باتيك" فقط بل إنها قطعة من قلوب أفراد العائلة كلها، بداخله يبكي دمًا على فراق الصغيرة، صورتها وهي جثة هامدة، غارقة في دمائها لا يُفارق رأسه البَتَه، كلما تذكر ما حدث في خلال الدقائق السابقة تحترق روحه، صوت صراخ "ديلارا" التي لم تهدأ سوى بأدوية مُخدرة، "باريل" التي حتى الآن صامته لا تتحدث فقط تنظر إلى الفراغ والدموع تسيل من عينيها بصمت، "باتيك" حاله لا تقل عن زوجته مازال إخوته يحاولون معه لكي يخرج ما بداخله ويتخلى عن سكوته الذي طال، هو لم يبدي أي رد فعل سوى الصمت، جميع شباب العائلة يخيم عليهم الحزن، منهم من يبكي ومنهم من تنزل دموعه في صمت، ومنهم من يحاول الصمود حتى لا تنهار العائلة أكثر من هذا، نظر من نافذة غرفته وجد "ليام" يتحدث في الهاتف، دقائق ورأى أصدقاء "ليام" يركضون خارج سياراتهم متجهون إلى حديقة القصر، سمعه وهو يقول لأصدقائه أن يتوقفوا عن البحث، ثم أراهم صورة الصغيرة، رأى معالم الصدمة والأسى على أوجه أصدقائه، ثلاثتهم عانقوا "ليام" ثم خرجوا لتبليغ فِرق البحث بالتوقف، خَيم الظلام والإكتئاب على القصر ومن به، شعر بقدمه لم تعد تقوى على حمله وشعر بدوار يسيطر على رأسه فجأة، يشعر بأنفاسه تتلاشى، جلس على الكرسي بجانبه، يحاول تنظيم أنفاسه، حاول أن ينادي على أحد لكن لم يستطع، حاول الوقوف والخروج من الغرفة لكن خانته أقدامه وسقط على الأرض بجوار الكرسي عند الشرفة، تباطئت أنفاسه أكثر، لم يعد يقوى على فتح عينيه، شعر بالبرودة تحتل جسده، إرتعاش أطرافه، استسلم إلى الظلام من حوله وآخر ما كان يفكر به هو الصغيرة، فقيدته، وآخر ما سمعه صوت ضحكاتها في القصر وهي تركض اتجاهه وهي تناديه "جدي"، أغلق عينيه، وابتعد عن العالم بأسره

______________

دخل "ليام" إلى القصر بعدما قال لأصدقائه مع حدث وأن يتوقفوا عن البحث، رفع رأسه ونظر إلى القصر من حوله، طاقة سلبية منتشرة به، حزن وإكتئاب، أصوات بكاء، أمه بالأعلى مع "باريل" و زوجة عمه مع "ديلارا"، جدته الجالسة تبكي وزوج عمته يحاول تهدأتها، عمته الجالسة مع إخوته وأبناء عمه و ابنتيها تحاول تهدأتهم و الدموع تنزل من عينيها أيضًا، والده الجالس بجوار عمه يحاول إخراجه من حالته، سمع صوت صراخ قادم من الأعلى، يبدو أن "ديلارا" أفاقت، وجد الممرضة المُكلفة بحالة "ديلارا" تركض بسرعة اتجاه غرفتها، بدأ صوتها يهدأ علم أنها أخذت المُهدئ للمرة التي لا يعلم عددها، الجميع هنا يحاولون مُواساة بعضهم البعض، الجميع تعرض لصدمة كبيرة، فقد توفيَّ أحد أفراد العائلة، أصبحوا تسعة عشر فردًا، فكرة أنهم فقدوا "أرامينتا" إلى الأبد تجعله يريد البكاء، فهذه الصغيرة كانت بمثابة أخت له، تذكر مشاغباتها، مرحها معه حين يعود من جامعته، يشعر بالعجز الشديد، هو لم يستطع إيجادها، والآن أيضًا لا يستطيع إيجاد جثمانها على الأقل ليقوموا بدفنها، نظر حوله لم يجد جده، تذكر حين قال أنه يشعر بالإعياء وصعد لغرفته، ترك الجميع واتجه إلى غرفة جده ليطمئن عليه، طرق الباب لكن لم يصل له إذن بالدخول، طرق الباب مرة أخرى وكانت نفس النتيجة، طرق الباب ثلاث مرات، هو يعلم أن جده يستيقظ من أبسط حركة تحدث جواره وهذا ما أثار قلقه.

《3025》Where stories live. Discover now