Part 8 | لا مزيد

34 9 1
                                    

ربما خُفِّيَا النُّور عن أبصارنا نِعمةٌ لا نقدرها
.
.
_____

مرت السنوات خلف بعضها
والشابان لا يزالان يجلسان سويًا عند ذلك التل كل يوم

لم يأت يوم يشتكي أحدهما من الآخر

ولم يمل أحدهما من الآخر

تارة يجلسان دون قول شيء
وتارة يقرآن كتاب

مرة يأكلان بعض الحلوى ويتبادلان الأحاديث
ومرة يستمعان إلى بعض الموسيقى

الأهم أن يفعلا كل شيء معًا
حتى إن كان في نظر البعض مملًا هما لن يملا،
وخصوصًا من بعضهما البعض

مر شتاء خلف شتاء
دون أن يعد أحد منهما السنوات

وفي وسط برد شتاء هذا العام
حيث البرد القارس

أستيقظ ذلك الغرابي
مثل كل يوم، فقط على اللون الأسود

لكن رغم ذلك هو اعتاد الأمر نوعًا ما

مخيلته الخصبة كانت تنسج له الألوان يوميًا
أحيانًا يشعر وكأن عقله يؤنس ظلمته بتلك الألوان

لكن ما يؤنسها أكثر هو صديقه الوحيد

سار بخطوات حذرة نحو الأسفل؛ من المفترض أنه موعد الفطور أي أنه يجب أن يشم رائحة الفطور من غرفته منذ مدة بالفعل

لكن لا شيء
لربما أعدوا شيئا لا رائحة نفاذة له؟

جلس على طاولة الطعام التي حفظ مكانها عن ظهر قلب
منتظرًا تحية جده الصباحية

لكن لا شيء أيضًا

هل غادرا المنزل مبكرًا؟
لكن دون أن يخبراه؟

لا بأس سينتظر
ظل منتظرًا لدقائق ودقائق
ساعة، اثنتان

معدته بدأت تعلن عن جوعه

نادى على جده وكذلك على جدته
لكن لا أحد يجيبه

قرر الخروج من المنزل فقد بدأ يشعر بالاختناق الشديد لهذا الصمت والوحدة

هو ظن ربما قد غادرا مبكرًا ليس إلا
غادر تاركًا الباب مفتوحًا
كان يهرول إلى أين لا يدري بعد،
لما هو يريد الابتعاد
لا يعلم...

كانت وجهته واحدة
ذلك التل الذي يلتقي فيه مع رفيقه

جلس بإهمال في انتظار قدوم صديقه

سمع صوت خطوات أقدامٍ تقترب منه

ثم شعر بتلك الأنامل توضع على رأسه برقة

"انتظرت طويلًا؟"

ذلك الصوت العميق والدافء، والمحبب إلى قلبه
طمأنه بطريقة ما شعر بالهدوء والراحة كثيرًا

"ليس كثيرًا"

جلس تايهيونغ قرب جونغكوك وتبادل الاثنان أطراف الحديث حتى غروب الشمس

وفي ذلك الوقت يحين موعد انتهاء جلستهما ليعود كلٌ منهما إلى منزله

كان تايهيونغ يحب إيصال جونغكوك إلى منزله في كل مرة

"إذا سنلتقي مجددًا بالغد أليس كذلك؟
تاي...؟"

نادى على رفيقه عندما لم يسمع ردًا منه

"جونغكوك...منزلك"

"ماذا به؟"

"حوله سكان القرية كلهم و..."

"وماذا تايهيونغ تكلم"

"سيارة نقل الموتى"

وكأنها صاعقة حلت على الفتى
لا يوجد أحد في المنزل سواهما

كل ما فكر فيه عقله في تلك اللحظة

أنه لا يريد
لا يريد المزيد من تلك الوحدة
والفقدان...

______

يتبع...

ضَـرِيـرٌ | J.JKWhere stories live. Discover now