الفصل التاسع عشر

1K 83 3
                                    


وبينما كان الدوق يقف عند الباب الأمامي يتأمل المشاهد الطبيعية أمامه ، أخذ يتساءل في ما إذا كان ما قد سمعه معقولاً ، أن يقتله ابن أخته لأنه بحاجة إلى مال كثير لينفقه على اللهو ؟

فأجاب نفسه أن الفكرة كلها سخيفة ورفض ان يخاف ، ولو في عقله فقط ، من شخص حقير إلى هذه الدرجة .

لـكـنـه لـم يستطع أن يتخيل أن كل ما أنجزه وأضافه من تجديد وتحديث على أملاكه ، يهدر على اللهو والتسلية .

فقال في نفسه بحسم : أعتقد أنني يجب أن أمنح ساردوس المزيد من المال ، بالرغم من أنني سأكون قد أهدرته سدی ! كان لا يزال واقفاً عند الباب عندما عاد جاك الذي كان يقود عربة بخيل واحد بسرعة كبيرة ، وحين رأه الدوق ، ابتسم ، لثقته بأن جاك كان لينفذ تعليماته بالحرف الواحد .

أوقف جاك العربة قرب البوابة وقال للصبي الذي كان لا يزال واقفاً أمام أكيلين : تعال وساعدني ، فلدي الكثير لأضعه في منزل والدتك .. "

ولفضوله لمعرفة ما يحمل جاك ، سارع لمساعدته  بسرور.

عاد الدوق ودخل إلى غرفة النوم وقال : « لقد عاد جاك . وبما انك مصممة على البقاء هنا ، فقد أحضر لك بعض الملابس لكي تكوني مرتاحة ."

"لطف منك أن تفعل ذلك ، كنت اتمنى أن أبدل ثيابي بشيء أخف بسبب حرارة الطقس .."

« هذا ما أقترح عليك أن تفعليه الآن ، وأنا سأتحقق مما قد أحضره جاك . »

ثم توجه نحو العربة وأحضر حقيبة صغيرة وعاد إلى غرفة النوم ، في الوقت الذي كانت فيه مارسيا قد قامت عن السرير ووضعت ليزيت في مكانها ورأسها على الوسادة .

وكانت تقف على الأرض قرب السرير ومنحنية فوق الطفلة الصغيرة حين دخل الدوق .

ولدى رؤيته إياها في هذا المشهد ، عاد إلى ذهنه صورة رسام شهير اسمها الفتاة والطفل  .

فقال : « ها هي حقيبتك . وأنا واثق ، لمعرفتي بجاك ، أن ما من شيء قد نسيه . "

« أرجوك أشكره نيابة عني . وأنا ممتنة لك كثيراً ، لأنني سأتمكن من ارتداء ثياب تخفف عني الحرارة .."

وبعد أن خرج الدوق وأغلق الباب ، فتحت مارسيا الحقيبة ، واكتشفت أن جاك قد أحضر لها واحد من أثواب نومها المفضلين وآخر من الساتان الأبيض مزركشأ بقطع من المحمل الأزرق السماوي ورغم أنها تحب هذا الثوب إلا أنها لم تكن تتوقع أن ترتديه في كوخ فلاح ، وإضافة إلى ثوب النوم ، أحضر لها جاك فرشاة شعرها ، ومشط ، ومرآة صغيرة التي يسهل استعمالها أكثر من المرأة المعلقة على الحائط فوق طاولة الزينة .

فأسدلت مارسيا شعرها وسرحته إلى أن عاد بريقه إليه ، وقد كان منسدلا على ظهرها وصولاً إلى خصرها .

أغلقت مارسيا بعد ذلك الحقيبة بعد ما أخرجت منها حذاء بلا كعب ، ولقد أدهشها أن تجد في الحقيبة أيضاً الكتاب الذي كانت قد بدأت بقراءته والذي كان موضوعاً قرب طاولة سريرها .

[مكتملة✓]سجين الحبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora