صبية وصبان

364 4 3
                                    

(عمرة) بعض الماء في قربة صغيرة وقالت:
اشربي يا عمة..
(دعجاء): ماذا حدث لي؟
(عمرة): لقد فقدت الوعي فذهبت مع (شَبَث) للبئر واحضرنا بعض
الماء.
(دعجاء): كم بقيت فاقدة للوعي؟
(عمرة): يوماً ونصف اليوم تقريباً.
(دعجاء) وهي تأخذ قربة الماء وتشرب منها: ماذا يحدث لي؟
(عمرة): لم تستعيدي عافيتك بعد لقد كنت مريضة لفترة طويلة.
(دعجاء) وهي تضع قربة الماء جانباً كيف اقنعت الشيطان بالذهاب
معك ؟
(عمرة): لقد لحق بي دون أن أطلب منه.
(دعجاء) وهي تبتسم بسخرية: يبدو أنه يستحق لقب (شَبَث) الذي
اطلقته عليه
(عمرة) وهي تبتسم : نامي الآن يا عمة وارتاحي.
(دعجاء): لا يمكنني أن أرتاح قبل أن أعرف مصير بناتي.
(عمرة): سنبحث عنهن بعد أن تستعيدي عافيتك وتستطيعي تحمل
مشقة السفر.
(دعجاء): لولا هذه النقوش اللعينة لاستطعت استخدام طلاسمي
والعودة لآخر مكان كنت معهم فيه.
(عمرة): هل تظنين أنهم ما زالوا بانتظارك؟
(دعجاء): لا أعرف لكن يجب أن أبحث عنهم.
(عمرة): بحثت في خيمة الشيخ ووجدت بعض الطعام هل ترغبين
بشيء يسد جوعك؟
(دعجاء): لست جائعة.
(عمرة): لم تتناولي شيئا منذ يومين.
(دعجاء): أنت غريبة.
(عمرة): لماذا؟
(دعجاء): لم أعرفك إلا منذ يومين وخلالهما قتلت أباك ومع
تعتنين بي !
(عمرة): أنا أعتني بك منذ مدة أطول من ذلك يا عمة.
(دعجاء) لوكنتِ سوية لسعيت للثأر لأبيك بقتلي خلال نومي.
(عمرة): وهل ذلك سيعيده؟
(دعجاء) : لا .. لكنك ستطفئين نار سخطك علي.
(عمرة): ومن قال أني ساخطة عليك؟
(دعجاء): وهذا ما يريبني منك.
ذلك
(عمرة) وهي تبتسم: أعرف أنك فعلت ذلك في لحظة خوف فقط.
(عمرة): ومن قال أني ساخطة عليك؟
(دعجاء): وهذا ما يريبني منك.
(عمرة) وهي تبتسم: أعرف أنك فعلت ذلك في لحظة خوف فقط.
مكتبة
(دعجاء)....
‏t.me/ktabpdf
(عمرة): قلقك الدائم على بناتك لا يشير إلى أنك امرأة شريرة.
(دعجاء): هل أنتِ واثقة بأنكِ في الثانية عشر من عمرك؟
(عمرة) وهي تبتسم : هل أنتِ واثقة من أنك لا تريدين بعض الطعام؟
(دعجاء) وهي تبتسم: نعم لا أريد.
(عمرة) تمرر أصابعها في شعر (دعجاء) وهي تبتسم..
(دعجاء): ماذا تفعلين؟
(عمرة): شعرك جميل يا عمة.
(دعجاء)....
(عمرة): هل تسمحين لي بتجديله فهو طويل جداً والضفيرة ستكون
جميلة جداً عليك.
(دعجاء) باستغراب: أليس لديك شيء أفضل تقومين به بدلاً من
اللعب بشعري؟
(عمرة) وهي تنهض وتستقر خلف (دعجاء) وتبدأ في فل شعرها
لا..
(دعجاء) تبتسم..
(عمرة): كم ضفيره تريدين يا عمة؟.. واحدة أم اثنتين؟
(دعجاء) بوجه حزين : خمسة..
(عمرة باستغراب: خمسة؟!
(دعجاء): نعم خمسة .. ضفيره عن كل بنت من بناتي..
بدأت (عمرة) بتجديل شعر (دعجاء) بصمت..
(دعجاء) تحدق بالأفق الذي بدأت الشمس تختفى خلفه ببطء...
(عمرة) : هل تسمحين لي يا عمة بقص جزء من شعرك؟
(دعجاء) بغضب: لا!
(عمرة): لماذا ؟
(دعجاء): لم أقصه إلا مرة واحدة في حياتي وأقسمت ألا أقصه بعدها.
(عمرة) وهي تبدأ في ربط الضفيرة الأولى: ومتى كان ذلك؟
(دعجاء) بوجه حزين ليلة زفافي...
(عمرة) وهي تضحك: زواجك من أبي (شَبَتْ)؟
(دعجاء) وهي تبتسم بحزن: ليته كان شيطاناً ولم يكن ذلك الرجل..
(عمرة) باستغراب: ماذا تقصدين يا عمة؟
(دعجاء) بوجه :حزين: لقد كان أسوأ من أي شيطان على الأرض أو
تحتها.
(عمرة): أخبريني يا عمة..
(دعجاء): لن أخبرك كي لا تظني أن الزواج بشع لهذا الحد وأن كل
حب يتبعه سَدَم.
(عمرة) وهي تجدل شعر (دعجاء) وتبتسم: هل كنت تكرهين زوجك
إلى هذا الحد يا عمة؟
(دعجاء): لم أكره أحداً في حياتي كما كرهت ذلك اللعين؟
(عمرة) باستغراب: لماذا تزوجته إذاً؟
(دعجاء): هل تريدين حقاً معرفة ذلك؟
(عمرة) وهي تبتسم:
نعم فشعرك طويل وكثيف وسيستغرق وقتاً حتى أنتهى منه.
(دعجاء): سأحكي لكِ إذاً من البداية.. بداية حياتي مع أبي بعد
خروجنا من «هجر» بسنوات.

                                  *********

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 25, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

رياح هجر Where stories live. Discover now