الكابوس المرجو...

6 4 0
                                    


هي تدري أنه سيؤلمها بل وترتعد خوفا من قدومه ولكن تتأمل عقارب الساعة بقلة صبر ترجو الدهر بأن يسرع في خطاه قليلا لأنها حتما ستخوض هذا الوضع فاليأتي وينتهي إذا والتتعايش مع النهاية التي سيسطرها القدر هذه المرة كيفما كانت....

#وميض ديسمبر _هاجر سيد

.................

جاء الممرض يوقظها من غفوتها وهي قد أغلقت جفونها منذ بضع دقائق فقط ولكن إستفاقت واعتدلت في جلستها ثم رتبت خمارها المبعثر وتفقدت بزعر ما إن كانت خصلات شعرها قد ظهرت دون قصد ليقاطع الممرض تشتتها قائلا: هل أجريتِ جميع التحاليل المطلوبه وأجرى أحدهم رسم قلب لك فآمأت بمعنى أجل  ثم إطلع على يديها ليجد الإختبار الذي أجراه إليها مسبقا على ما يرام وهي قامت بعد خروجه من فراشها تتسائل عن شريكتها في الغرفة ومتى ستخضع لعمليتها الجراحية وتطمئنها ثم جلست تترقب عقارب الساعة تنتظر أحد يأتي لأخذها رغم ما يتوغلها من خوف تحاول أن تخفيه بكل الطرق ولما شعرت بالملل وضعت سماعات الهاتف في أذنيها وبدأت تستمع إلى تلاوتها المفضلة لمرتلها المفضل "إلا تنصروه فقد نصره الله"  لعبد الرحمن مسعد.... وتسطحت مجددا ليمضي الوقت  حتى كادت تغفو وجدت من يوقفها بتبعثر وهستيرية إذا بها شقيقتها تخبرها عن مجيء من يأخذها ويتوجب عليها الاستحمام أولا وارتداء ذلك الشيء الورقي الخفيف دخلت وتحممت بسرعة ثم ارتدت ما جلبوه إليها وخرجت ترتجف من البرد ثم صعدت بسرعة إلى ما سيأخذوها عليه ذلك الفراش المتحرك ووضعو عليها مدفئة وبدأت شقيقتها تحاول مواساتها واخبارها أن كل شيء سيكون على ما يرام وهي تشعر بعدم استيعاب لكل هذه الأصوات من حولها ولا حتى لذلك الوضع الذي باتت فيه كأنها حتى هذه اللحظة كانت تنتظر أن يخبرها أحدهم بأنها مزحة سخيفة وقد إنتهت ولكن الآن تأكدت أنها ليست مزحة ....ظلت في هذه الغرفة التي وضعوها فيها تتأمل سقف الغرفة وتردد "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" حتى مر طبيب ما من أمامها ثم توقف لحظات واتجه إليها بدأ يتحدث إليها بود يحاول تلطيف الأجواء وجعلها تبتسم ولم يكلفه الأمر عناء أبدا فهي بسيطة جدا وتضحك بكل يسر ثم ذهب بعدما بعث فيها بعضا من الطمئنينة والارتياح ولم تمر بضع دقائق إلا وقد وجدت ممرضة قادمة إليها  تحاول حقنها بمادة ما ولكن تألمت هاجر حتى إرتجفت كليا وكأنها أصيبت بصعقة كهرباء قوية واهتز الفراش بقوة  ليتضح لاحقا أن الكالونا وضعت بطريقة خاطئة ثم بكت هاجر بتألم لم تستطيع منع دموعها من أن تنساب بقوة هذه المرة ثم أخذتها الممرضة إلى غرفة الجراحة واستبدل الطبيب الكالونا الخاصة بها بطريقة ودودة وإعتذر لها عن ما سببه من ألم ولم تمضي بضع لحظات إلا وغابت تماما عن وعيها واستسلمت لعالم مجهول اختطف كل قواها واستيعابها في لحظة وسلبها إدراكها لكل شيء .....................

تتفتح جفونها المنهكة وتتفرق رموشها الكثيفة بسقم لترى بشكل غير موضح شيء أبيض، لازال نفس اللون البائس في الأرجاء لازالت في نفس المكان المليء بالصرخات والدماء والأدوات المرعبة ، لا تقوى على رفع إصبعها حتى وكأنها شلت تماما عن الحراك رباه ما هذا الضعف!؟ لا تفقه ما تقول وتتعلثم أيضا كلمات غير مفهومه مرهقة حقا تشعر بالألم ولا تدري أين تماما ولكن شيء ما يؤلمها أو ربما كل شيء مؤلم تعالت آهاتها دون إذن منها ولا طاقة لديها تكفي لكبحها هذه المرة ليس لديها ما يكفي من القوة لإخفاء أي شيء هذه المرة هلال تلك اللحظة كانت على حقيقتها تماما منهزمة بطريقة مفرطة لا تضحك أو قد نست كيف يمكنها فعل ذلك ، شقيقتها تصرخ في الممرض وهي تنتحب :إفعلو شيء ما لا يجب أن تتألم أنت لماذا تقف هكذا أحضر مخدر أو مسكن أو أي شيء لا تدعوها تشعر بالألم لا تنظر هكذا أرجوك أريدها بخير إجعلو شقيقتي بأفضل حال ،....جاءت هنا تلك الفتاة الصغيرة ذات الملامح الرقيقة تقدمت إليها بخطوات متوتره تفرك يديها بخجل حتى وصلت إلى فراش هاجر وبدأت تتمتم بكلمات  هاجر التي كانت تحفزها بها وهاجر لا تفقه ما تسمع ولكن شيء ما يدفعها للإبتسام ولم تستطع مقاومته فابتسمت في الحال ولكن دون أي مقدمات إجهشت بالبكاء بكت بكت كثيرا بطريقة هستيريه لا تدري لماذا هي تبكي الآن ولكنها لا تقوى على فهم أو مقاومة أي شيء الآن ، حاولت شقيقتها مواساتها لتتوقف عن البكاء خوفا على جرحها ربما تنزف إن أحد الجروح قريب كل القرب من عينيها ستتأذى لا محال إن لم تتوقف .......

استيقظت مجددا لا تتذكر كيف ومتى خلدت إلى النوم ولا تدري في أي وقت هم الآن ولكن استفاقت قليلا وانتفض فكرها عندما تذكرت "هنا"الفتاة  الصغيرة اللطيفة شريكتها في الغرفة ترى هل ذهبت لخوض العملية أم لازالت هنا هل خرجت؟ يجب علي التحدث إليهابطريقة ما لا بد أنها قلقة الآن كما كنت منذ قليل

أجابت والدة هنا هاجر وكأنها أدركت ما يجول في ذهنها دون أن تنطق :هنا تتجهز للخضوع لعمليتها الجراحيه  .....قلقت هاجر وعادت إلى ترقب عقارب الساعة وظلت تنظر إلى الباب تنتظر خبر ما أو شيء يطمئنها على صديقتها الحديثة فقد تعلقت بها بسرعة غير منطقية ربما لأنها لطيفة أيضا بطريقة غير منطقية، ولكن حقا لا شيء من ما يحدث في حياتها حتى الآن منطقي كل شيء يحدث بسرعة فائقة وهي تكاد تستوعب حتى الآن كلما كادت تنتبه وتتخطى صاعقة أصابتها ثم تتكئ لتنهض تصيبها أخرى .

#وميض ديسمبر _هاجر سيد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إمبراطورية وميض...🦄🤎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن