ما لا أتوقع

512 44 21
                                    

أفتقر إلى الندم، أحتاج إلى إصابة بالغة به
الندم لأنني أحببتك ..

لكن المرء يندم على ما اختاره، أما أنت فحبك كان بغتتة كانفجار إطار عجلة سيارة على الطريق السريع .

الأرواح على أشكالها تقع عشقا
أنا..
إحدى تلك الأرواح ...

اتفقت مع ناتالي أن نذهب باكرا إلى الجامعة اليوم، مع اقتراب الامتحانات لا أريد تفويت أي حصة، ارتديت شيئا بسيطا سروالا أسود و قميص صوفي، لم أبذل جهدا في تصفيف شعري أيضا جعلته منسدلا فحسب.

خرجت إلى الشارع أنتظر نات التي أخبرتني أنها استعارت سيارة أبيها . لا أدري كيف فعلتها و هما متخاصمان، ذلك الموضوع المزعج طال أكثر من المتوقع، لا أصدق أنه يحاول إجبارها على الزواج.

من مكاني يلوح بيت إيرين، بعيدٌ قليلا يظهر طابقه العلوي. الآن فقط تمنيت أن أحظى بفرصة لدخوله ،

تساءلت..

هل يا ترى ما يزال نائما؟ سؤال غبي، هو رياضيّ بدهي أن يستيقظ باكرا ليلتهم البيض و البروكولي.
عبست ملامحي بتفكير، ان كان هذا ما يحدث فلا بد أن زوجته من تطبخ كل هذا، تذكرت أنه طلب مني قهوة عندما افطر عندي، يا لها من ذكرى فضيعة و يبدو أن فطوري بالنسبة له كان أشد فضاعة، اذ اكتفى بالقهوة.

ايقضني صوت بوق السيارة من شرودي، لم ألاحظ متى وصلت نات و متى صفت السيارة أمامي.

" صباح الخير " قلت أجلس قرب مقعد السائق، أضع حزام الأمان.

" صباح النور " قالت نات و شرعت في القيادة.

" هل تناولتِ افطارك؟ " ، أضافت تركز بعينيها على الطريق.

" لم أفعل، ماذا عنكِ؟ "  أجبت و يدي تعبث بمسجل الصوت أحاول إسكاته.

" لم أكن لأسألك لو أني أفطرت " ردت ببساطة فقهقت.

نجَحَت و أصبح الجو في السيارة هادئا، أكره الأصوات صباحا تشعرني بالصداع.

" أخبريني أنك على الأقل وضعت أحد الكريمات على وجهك "  تهكمت نات عندما نقلت بصرها إلي.

نفيت بتعب، لم أكن في مزاج لوضع شيء ثم إن هناك تدريب رياضة ينتظرني في المساء لا داعي لأتبرج.

" نات لما قد أفعل، لأجل الجامعة أو لأجل تدريبات الرياضة؟ لا رغبة لدي " تذمرت

" ستقابلين المدرب بهذا الوجه، بسببك سيعشق زوجته أكثر " كلامها سبب وخزا في معدتي و قد تذكرت قبلة البارحة و براوني.

توقفنا عند الاشارة فرمت ناتالي علبة مساحيقها في وجهي " حددي ملامحكِ على الأقل "

زفرت أقلب بينها، فعلا لا رغبة لدي. وضعت قليلا من مُخفي العيوب تحت عيني و بعض الماسكارا ، بحثت بين أغراضها عن أحمر شفاه فاتح قليلا أو حتى ملمع.

𝙼𝚊𝚛𝚜𝚑𝚖𝚎𝚕𝚕𝚘𝚠Donde viven las historias. Descúbrelo ahora