انظري إليّ

54 8 14
                                    

✧༺ انظري إليّ༻✧

فتحت عيني ثم أغلقتهما مجددا أشعر بصداع صغير يجعد جبيني من الألم مما يجعلني أتأوه رفعت يدي ببطء لإيصالها إلى جبهتي و الضغط عليها بلطف محاولة تهدئة الألم.

عدلت وضعيتي و تمددت على سريري أشعر أن الملاءات تحتي أصبحت أكثر نعومة و الفراش أكثر راحة و هو ما أفتقده،فتحت عيني بسرعة و جلست مدركة أن هذا ليس سريري و ليست غرفتي...

أرجحت رأسي ألاحظ ما يحيط بي خائفة أنظر حولي في الغرفة الكبيرة التي أجد نفسي فيها منتبهة لكل التفاصيل و أؤكد أن هذه لم تكن غرفتي و بالتأكيد ليست منزلي على الإطلاق ،واو إنها فاخرة و أنيقة للغاية..

تلوح في الأفق نافذتان كبيرتان أمام السرير المصنوع من خشب البلوط الذي أجد نفسي فوقه مما يدل على أن الليل قد حل في الخارج، الظلام حاضر في الغرفة لا ينيرها إلا انعكاس القمر الذي يمنحني رؤية بانورامية محدودة للمكان المحيط بي، يوجد على أحد جانبي الغرفة بابان أعتقد أن أحدهما عبارة عن خزانة و الآخر حمام، على الجانب الآخر من الغرفة هناك أبواب مزدوجة ضخمة مما جعلني أفهم أن هذا هو المخرج،ارتجفت ألقي الأغطية الناعمة على جسدي أخرج من السرير و أضع قدمي على الأرض الباردة مما جعلني أرتعش من رأسي إلى أخمص قدمي و و وضعت يدي على ذراعي العاريتين لمنحهما الدفء و مع ذلك توقفت عندما لاحظت ملابسي كنت أرتدي قميص نوم حريري أزرق شفاف يصل إلى منتصف الفخذ و أشعر أنني لا أرتدي تحته حمالة صدر بل سراويل داخلية فقط مما يرعبني و يخرج مني شهقة مرتعشة، من الذي غير ثيابي؟ أين أنا؟

حركة في أحد أركان الغرفة أجبرتني على أن أرفع عيني عن ملابسي و أوجهها نحو ذلك الاتجاه،خائفة لأني وجدت نفسي مع ظل رجل طويل القامة و مفتول العضلات،غريزيا تراجعت خطوة إلى الوراء و وضعت يدي في قبضة لتجنب الارتعاشات التي جعلت ساقيّ ترتعش عند رؤية مثل هذا الظل المهيب الذي يراقبني من الظلام..

"م..من أنت؟"

لا يسعني إلا أن أتلعثم و أرجع خطوات إلى الوراء راغبة في الابتعاد قدر الإمكان عن الدخيل الذي بدأ في اتخاذ خطوات صغيرة في اتجاهي و في كل مرة يكشف المزيد من جسده.لم يكن هروبي بعيدا جدا لأنه سرعان ما أصبحت مؤخرتي في مستوى المنضدة مما أبطأ سرعتي،نظرت حولي مذعورة و توقفت لأراقب الرجل و أحاول أن أجد طريقة للخروج و لكن لدهشتي أخذ الظل خطوات أسرع نحوي لأنه لاحظ الأفكار التي بدأت تتشكل في رأسي

مرتجفة بلا مفر وجهت انتباهي إلى الغريب و أطلقت شهقة عندما لاحظت وجهه الذي أصبح الآن على بعد مترين فقط مني مضاء بما يكفي من القمر للسماح لي بإلقاء نظرة على تلك الملامح التي أعرفها و التي عذبتني لسنوات..

"مرحبا يا حبيبتي"

أطلق كلماته هذه ببرودة مرتجفة تكاد تبدو ساخرة و ألقى علي نظرة جليدية تجاهلتها عندما سمعت نبرة صوته

His HeavenWhere stories live. Discover now