°^°13°^°

487 23 13
                                    

في اليوم التالي ...

جلس دون اهتمام في شرفة غرفته يحدق بالأسفل حيث والدته التي انفجرت بالبكاء و هي تعانق طفلتها ليفتح أزرار قميصه محدقا بالشريحة التي وضعها والده عليه في المرة الوحيدة التي وثق فيه بها و نام عنده ...

تحسس ندبة الخياطة ليهمس بفضول "هل ستبكين عليّ لو عرفتِ أنني اعيش بواحدة منذ  ست سنوات؟!"

ابتسم بعدها و  هو يغلق الأزرار ليتصل بالفتى و يستمع لحكاياته اللطيفة فيبتسم قائلا "اشتقت لك حقا أيها المشاغب!!"

ضحك المعني بشقاوة و استمر في شرح المقالب التي جهزها في المنزل ليبتسم الأكبر في يأس فهو لن يغير عاداته أبدا ...

أغلق الخط تزامنا مع فتح الباب و دخول والده منه ليشيح ببصره عنه منتظرا ما يريده لكنه اكتفى بجملته "تعال معي لرؤية اختك ... لقد مدح الأطباء إسعافاتك لها ... سأدعمك لدراسة الطب إن أردت!!"

رمقه ببرود ليعود للعبث بهاتفه قائلا "أنا مجرد سجين هنا مقابل سلامة الصغير ... اختلاطي معهم سيجعل ذكريات أمي تتشوش و قد تكرهك و تتدمر العائلة بسببي!! و بالنسبة للطب فقد تجاوزت الأمر أنت فقط توقف عن إعاقة طريقي و أحلامي و سأعيش بشكل جيد!! أساسا كل شيء سيء في حياتي حدث بسببك"

قدم له بطاقة بنكية ليوضح له "أنت أيضا ابن لي لذا خذها ... كلما احتجت لا داعي لفعل أشياء مريبة و اطلب مني فأنت ستتزوج قريبا!"

رفض استلامها قائلا "أنا لن أتزوج برغباتك أبدا ... يكفي ما دمرته بحياتي و لن تدمر المزيد!!"

ابتسم المعني بسخرية و خرج ليبقى الآخر هناك قلقا مما ينوي والده فعله فزفر بضيق و رغب في الخروج لكنه يحبسه و لا أمل له في الخروج!! ...

بقي الأكبر مع أطفاله يواسي طفلته الباكية و هي تشتكي له ما فعله الرجل لها و كيف آذاها في المخيم قبل أسبوع و أخبرها بما قد يفعله ...

نظر لها بألم متذكرا تلك التي زرعها بنفسه في جسد ابنه البكر فاتصل بطبيبه و أمره بالانتظار في الغرفة ليواسي زوجته المتعبة قلقا عليها ثم يذهب مجددا لابنه الأكبر الغاضب منه ...

دخل منزعجا ليجده يرحب بحفاوة بطبيبه فسألهما بشك "هل تعرفان بعضيكما؟!"

ضحك الكحلي على كلامه ليجيب "لقد عالجني مرة عندما كنت أحتضر من نزلة برد و أبقاني في عيادته و لذلك أصبح حلمي الطب!!"

همهم المعني متفهما ليشير لطبيبه بفحص الأصغر الذي لا يبدي اعتراضات بل هو مسرور حتى فهمس في أذنه بمرح "إنه عم زوجتك أيها المشاغب!!"

❤️متوقفة مؤقتا❤️   Glimpse of light || لمحة من نور Where stories live. Discover now