مِصعدٌ مُعطَل

3K 240 379
                                    


أعلى وأبعد، لا شيءَ يذكره
باللامكان، فيمشي في هواجسه
يمشي... ولا يصل.

محمود درويش.

==========

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

note: 120 comments ,23 votes and we will have another chapter.

حكيت صح؟ القصص عدا الرباعي وملتئم وأرض الشياطين التفاعل بس يلي بحدد متى ينزل الفصل الجاي منها لإنه كدا أكتر عدلًا للجميع.

have fun<3

==========

نظراتٌ متتاليةٌ رمقتُ بها ساعةَ يدي تارةً وساعة الهاتفِ تارةً أخرى، أنتظرُ أن تمشي الدقائقُ سيرًا لا يجاوره سيرُ حصانٍ لكنها تتلكأُ وكأنما تأخذُ تنهدًا بعدَ كلِ ثانية. ضعيفةٌ ميؤوسٌ منها وقاتمةٌ هيَ الساعاتُ التي نمضيها ننتظرُ أن ينتهي يومُنا متناسينَ أنه عُمرنا في الآن نفسه، وكأننا نسخرُ منا ونضحك في الخلفيةِ رغمًا عن إرادتنا وكل شيءٍ آخر.

نعيش في دوامة، ننفضُ عنّا غبار الكسلِ ننثره على أشيائنا صدفةً لنجدَ أننا قد سِرنا وسرنا وفي النهايةِ تركنا ما بدأنا لأجله لأنّ ذلكَ لم يعد ينتمي لنا، ثمّ أنانيةُ الطريقِ تجبرنا على السيرِ وأنانيةُ ضميرنا تحثنا على التوقفِ حتى نصبح كمن يمشي على قشورِ البيضِ خائفٌ مُترقبٌ ولا يسعفه شيءٌ يخبره أنه بالفعلِ يسيرُ وليسَ بجامِد.

وبذكرِ الجمودِ انتبهت أنّ الساعة لم تكن وحدها تأبى التحركَ وآزرها في ذلكَ شيءٌ آخرُ كصندوقٍ ضخمٍ ،سَماه من سماهُ مصعدًا، حتى أضحى متوقفًا أنتظرُ أن يفتحَ بابه بعدما توقف رقمه عند ستةٍ لكنّ ذلكَ بدا ذلكَ وكأنه طلبٌ بعيدُ المنالِ إذ أنَّ ذلكَ ليسَ بشيءٍ يُصدق.

"أوه... المصعدُ تعطل؟" عدتُ للخلفِ خطوةً مصدومة.

"مرت عشرُ دقائقَ وانتبهتِ لذلكَ توًا؟"

"بسمِ الله!" قلبي صعدَ إلى حلقي تزامنًا مع التفاتي لمصدرِ الصوتِ وقد فزعتُ فزعًا كفاني عن عامٍ قادم "منذ متى وغيري هنا؟ قل أنكَ شبحُ المصعدِ أو أيًا كانَ رجاءً..."

كدتُ أنتحبُ وعدتُ أنظرُ للمفاتيحِ أمامي أضغطُ الجرسَ ليردَ ذاكَ في الخلفِ وقد صدرَ صوتُ اتكائه على المرآةِ خلفه " وكأنما تفضلينَ أن أكون شبحًا عن إنسان؟"

"بكلِ تأكيدٍ أجل!"

"كاملُ اعتذاراتي أنني لستُ بواحدٍ إذن" التفتُ ربعَ ثانيةٍ لأراه رفع كتفيه غيرَ مبالٍ يجعلني أزفرُ قبلَ أن أدلك صدغي أحاول تداركَ الموقف بما أنني أصبحت فيه وحسبُ دونَ أن أدري متى ولماذا... وعلى كلٍ، هدأت بعدها إذ لم تكن أول مرةٍ وبكلِ بساطةٍ فعلتُ ما فعلتُ بينما كنت أنتظرُ إصلاح المصعد فيما سبقَ ذلك، أخرجت القماشة التي أعتبرها سجادة صلاتي وطويتها أضعها على الأرض في الزاويةِ وجلستُ واضعةً حقيبتي بجواري ورأسي على ركبتيَ أمامي إذ لم يكن بوسعي فعلُ ما هوَ أكثر...

وَعْد «مُكتملة»Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang