1|هِيل الصَّغيرَةُ

248 2 0
                                    

"حسنًا سأغلق الآن يبدو أنَّ زوجي قد عادَ" بسرعة تكلّمت سيِّدة تبدو في منتصف العشرينات من عمرها تُربِّت علي ظهر ابنتها النّائمة بجوارها وتبدو هي في حديث عمرها لم تُكمل الخمسةَ أعوامٍ، تبدو مستيقظة لكن لم تلاحظ والدتها ذلك بينما يوافق والدتها مَن تُحدِّثه علي الهاتف بأنَّها ستُغلق المكالمة بقوله "حسنًا عزيزتي وداعًا، لا تنسِي الإتِّصال بي من وقت لآخر" انتفضت من مكانها حينما سمِعَت خطوات أقدام تصتدم بالأرض مقتربة من الغرفة، أغلقت الهاتف ترميه فورًا غير مدركة مكان استقراره يأخذ مكانه فوق الفراش "عزيزتي لق-" تحدَّث صوت رجولي أثناء اقتراب صاحبه لآخر درجَتين لهذا الدَّرج الطَّويل يقترب من الغرفة التي تقبع بها من يناديها بألطف الألقاب.

لاحظ ارتيابها ولمح بصره عند دخوله رميها الهاتف، ضيَّق عينيه يُناظرها بشكٍّ ثم يقترب منها "أوه، مرحبًا عزيزي" بتلعثم ردَّت هي.

استمرارية تقدَّمه نحوها تلاحظها ليقترب من الفراش بينما هي تتراجع علي يمينه ينظر لطفلته التي تُشبه الملاك النَّائم في جمالها، بعض من خصلات شعرها البنِّيُّ تلتصق علي وجنتيها اللتان اتَّخذتا لون الزُّهور الزَّاهية في منتصفِ فصل الرَّبيعِ، وجهها وملامحها لا يعرفان شيئًا سوي البراءةِ، ينسحر في جمالها من يراها.. أبعد نظره عنها ثم اتَّجه يلتقط الهاتف الذي رمته زوجته منذ ثوانٍ تُعد..
فتحه بهدوء يتصفَّح آخر المواقع التي زارتها.. في خلفه هي تمشي للوراء بخفوت وخطواتٍ ثابتةٍ حتي وصلت لمقصدها عند بداية الغرفة بجوار طاولة تلتقط من عليها في طبقٍ مليئٍ بالفاكهة المتنوِّعة سكِّين حاد تخفيه خلف ظهرها بينما تعاود الوقوف في مكانها علي مقربةٍ من زوجِها ولا ننسي قنبلة التوَّتُّر التي انفجرت بداخلها وجعلت يدها التي تحمل السِّكِّين تُصاب برعشة وكذلك قدمها، أو دعنا نقول جسدها بأكمله أُصيب بتلك الرَّعشة..
سمِعَت صوت فتح مكالمة تعطي جرس رنين لتنظر لما يفعَله زوجُها بذهول، انفضَّ قلبها رعبًا من الذي سيحدث في هذه اللحظة وتتمنَي موت أحدٌ منهما حتي لا يقتل أحدهما الآخر، لكن رغم خوفُها ممَّا سيُفتعل خلال ثوينيَّات، فَفي كلتا الأحوال هي المُنتصرة، في يدها سلاحٌ تحمله ستستطيع جيِّدًا الدِّفاعُ به عن نفسها لكن الآخر لا يحمل معه سوي ثقتُه بها.

"مرحبًا عزيزتي!!، هل رحلَ زوجك بهذه السُّرعة، وماذا كان يريد ذلك الوغد؟" نظر زوجها بثبات دون إبداء أيِّةِ ردَّة فعلٍ ويبدو أنَّ هذا ما يُسمَّي هدوء ما قبل العاصفة.. فقد أحست هي بشعوره بالفخر حينما تأكد من شكُّه
ارتعش جسدها بينما تحاول منع أي تواصل بصري يحدث بينهما ليُكمل مَن علي الهاتف "عزيزتي! هل تسمعينَنِي" ظل يكرِّر الجملة يدرِّج فيها صوتَه بينما زوجُ الأخري يحدّق في إسم متلقِّي الإتِّصالُ 'locas' حتَّي أنَّه لم يكُن يقرأَه حتَّي، كان فقط محدِّقًا من الصَّدمة وكأنَّ لسانُه فقد القدرة علي التعبير لا يعرف ماذا يقول أو كيف يتصرَّف؛ لأنَّ حتمًا إذا فعل شيئًا فسيكون شيئًا سيِّئًا جدًّا

The Hospital Where stories live. Discover now