مُقَدِمة - 0

729 29 0
                                    

Enjoy

.......

كانَ يَسيرُ ناظرا لقدميه بينما يجولُ في باله ألف مَوضوع ، بِدءًا مِن الوَاجَبات و العُروض التقديمية التي عليه العملُ عليها و إنتهاءًا بِقراره بأن يبحث عن عملٍ و الإعتماد على نَفسه منذ أنه عامه ما قَبل الأخِير من الجامعة ، هُو ليس بِحاجة للنقود فعائلته بِخير مادِياً لكنه يعتقد أن الوقت حان ليعتمد على نفسه
واصل سيره مُنغمساً بأفكاره حتى تَعثّر بِصدرٍ صلبٍ و رأى عيونًا واسعة و شخَصاً بشَعرٍ فَحمي يعرِفه جَيداً
" هَل أنتَ حتى مَعنا على الكَوكب؟ إن لم أقف أمامك كُنت ستَرمي نفسك أمام السيارات "
عَقد حاجباه بِسخرية بينما يتَكتف مُكملاً حَديثه الساخر
" هذا و أنتَ تخصص عِلمِ حاسُوب "
قَلب تايهيونغ عَيناه لأنه كُلما ألقى جونغكوك المُزحة السخيفة عن كونه ليس طالب هَندسة كما رفيقه ذو الشعر الفحمي شَعر بِالرغبة بخنقه
" إخرس الآن أو دفعتك أمام السيارات  "
واصل المَشي بِرفقة جونغكوك حتى أوصَله ، و كَلا تِلك لَيست بادِرة رُومانسية مِن جِيون بَل ذَلك لأنه يَسكُن فِي البيت المُجاور  .. حَرفِياً
إنتَقل جُونغكوك بِجانب مَنزل تايهيونغ حينما كان فِي الصف الرابع ، كان الجِيران يَملكون إبنًا بِسنه كذلك و بِنفس مدرسته
لكنهما لم يكونا قريبان فعلا حتى الصف السادس عندما انتقلا بنفس الصف
مُنذ ذلك الحين أصبح جونغكوك و تايهيونغ لا ينفصلانِ البَتة ، يتشاجران طَوال الوقت لدرجة أن هدوئهما أحيانآ يُثير الريبة ، لكنهما دائما هنا لأجل بعضِهما .
إمتلك جونغكوك و تايهيونغ منزل شَجرة كان يقع
في الشَجرة التي تحول بين مَنزلهما ،
كان من السهل الوصول إلى المكان منذ أنه يطل على كلا غرفهما ، لذا إعتادا التسلل ليلا و مشاهدة الأفلام و لعب العاب الفِيديو حتى الصَباح ،
مِن ثم تلقي التوبيخ من والدة جونغكوك صَباحا عِندما يَشي بِهما جاستِن أخ جُونغكوك الصغير من أبٍ آخر
أما والدا تَايهيونغ فَلم يُوبخاه بِهذا القَدر ،
لطَالما كانا مُتساهلين منذ أن تايهيونغ و أخته الأكبر هُما أبنائهما الوحيدان ،
عَمِلت والدة تايهيونغ كَمُنظمة حَفلات فِي حين عَمِل والده كطيّار لذا كانت حالتُهم المادية مُمتازة و كِلاهما حاول أن يكون حاضرا لأطفاله بقدر الإمكان.

اما جُونغكوك فَقد إمتلك أما عازِبة و أخًا صَغيرا غير شَقيق لكنه لم يشعر بالفرق يوماً
، بالطبع حالتهم المَادية لم تكن الأفضل لكَنهم كانو بَخير
إحتاج جونغكوك لِمنحة كي يدخُل للتخصص الذي حلُم به
، و رغم أنه لم يكن الألمع في دراسته دائما الا أنه فورما وضع هدفه فِي باله لم يتردد عن تحقيقه مهما تَطلبه ذلك
، يذكر جونغكوك حينما كان تايهيونغ يُشجعه و يسحبه من قدميه من على السَرير حينما يَشعر بالتكاسُل أو بعدم الرغبة بالذهاب للدروس التكثيفية
، حَضر تايهيونغ معه الدُروس في كل مرةٍ و كان كثيرا ما يوقظه و يحضر برفقته القهوة ، رغم أن تايهيونغ لم يحتج لهذا
، لطالما كانت درجاته جيدة و لَم يحتج لدروس تكثيفية أو لِمنحة ، حاول والداه أن يعرضا على يُونا والدة جونغكوك أن يدفعا للجامعة الخاصة بإبنهما و هي لم تكن لتمانع لولا أنها علمت أن جُونغكوك لَن يَرضى أبدا ،
و حينما قُبلت إثنين من المنح التي قدمها من أصل سِت جامعات و كانت واحدة مِنها خاصة تايهيونغ،
و عنى ذلك أن كلاهما سيذهب لنفس الجامعة، هُما بَكيا بتلك الليلة لأن تعب جونغكوك لم يذهب سدى ، بكيا و عانقا بعضهما و حل بعد ذلك صمت طويل مَثلا فيه أن لا شيء حصل قبل قليل.

ⁱᵗˢ 𝑈𝑆Where stories live. Discover now