الرسالة السابعة عشر.

18 7 0
                                    

إلي دِيجَا،

لا أطلب الكثير حقًا، لكن لا يبدو أن الكون ينتوي السماح لي بالحصول علي ما أرغب فيه... ربما هو يعاقبني علي كل الخطايا التي اِرتكبتها في حيواتي السابقة، بل لابد من أن الأمر كذلك؛ إذ أنني لا أذكر أي ذنب اِقترفتُ في هذه الحياة لأستحق هذا.
أردت روحًا تُشبهني، روحًا أري في ملامحها سمات التفاؤل التي أعرف أنها ترتسم علي وجهي. أردت أحدًا قريبًا مني يفكر كما أفكر، يحدثني كما أحدث نفسي في لحظات جنوني ويناقشني بشأن أتفه الأمور وأكثرها جدية. أردت شخصًا لا أتغير لأجله، أردته ولو لمرة مضبوطًا علي مقاسي، شخصًا لا أحتاج لأغير من حجمي لأضبط نفسي علي مقاسه هو... يكفيني حديثًا عن أمور لستُ أحبها حقًا. يكفيني حديثًا عن أنواع النباتات مجاراةً لماركوس، وعن أحدث أنواع السيارات لأري حماس ناثانيال، أو عن روعة آخر المسلسلات الرومانسية لكي أُسعد روزلايندا. أريد عقلاً أحدثه عن بريق النجوم، ومدار الكون، عن حبكات قصص الجريمة وعبقرية أجاثا ودويل، عن أفلام الأكشن والكوميديا رغم غرابة الخليط، عن روعة السفر وحلاوة التجارب الجديدة. أردت ولو لمرة أن تواسيني الحياة وتهبنِي أحدهم، أن تهبني شخصًا صُنع لأجلي، كما صنعتني لأجل الجميع. أشعر بأن الحياة قد جعلتني سائلًا أناسب كل أنواع الكؤوس، وبدا لي أنه من العادل فحسب أن تصنع لي كأسًا مريحًا يحتويني، كأسًا أضع فيه روحي فأشعر بأنها في المنزل.

لكِ وحدك،
مَجهُول.

(٩/٩/٢٠٢٣)

Letters From Unknown | رسَائلٌ مِنْ مَجهُولOnde histórias criam vida. Descubra agora