ليتنا نجتمع

51 13 29
                                    

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
.
.
.
لماذا يشع القمر!!
لأن الظلام إحتضنه ولم يجد المفر، في كبد السماء تموضع وبالنجوم تزين الكل ينظر له بحب وإمتنان ولا أحد يعي لم يظهر إلا في العتام، وحتى حين تنبجس السماء لا يختفي ولم!
لأنه من محبي الأجواء المكهربة الي يعمها التوتر كل واحد في مضجعه مختبأ خاشيا أن يصيبه مكروه ما، إلا البدر في السماء ينظر لنا بكل أسىء لأننا فوتنا على أنفسنا منظرا رائعا كذلك، هكذا أخبرني القدماء أن الأحزان هي التي تظهر من أنا، كلما إشتدت من حولي وعصفت الرياح الغضباء لا أيأس أبدا لأنني كطفلة أشبه قطرة الماء في حضن السحب الكل يرجعوا نزولي لأغيثهم يوما ما، أو كورقة حملتها الرياح وجالت بها كل الدنيا لتعود بها لموطنها مصفرة هلكاء، هكذا فعلوا معي تماما حين تركوني أتساقط مع المطر وأنا في أرق وتعب، يا إلهي لم أرى يوما سمكة مثلي تشعر بالغرق، في موطنها لا تعي أحد حولها الكل ينظر لها بإشمئزاز وغرابة لم تركت موطنها وجاءت هنا!!، هم لا يعلمون أن في موطني سلب كل شيء منا، وبتنا ننام في العراء، حتى العائلة تقطعت لها الأشلاء، وطارت روحها في السماء لتحكي للخالق عن مدى المعاناة والأسىء
لم ادرك قبلا أن الفقدان مؤذي هكذا، والله أنا كوردة يائسة فقدت الماء وستقطف في الحال، حتى تلك الوديان الصافية والمروج المغطات بالسندس المزينة بالعسجد والدر من كل الأنحاء ذبلت كلها وجفت منذ مغادرتي أراضيها ذات مساء ، قحط في قحط فقط أريد الهرب والفرار لأن البكاء لم يجدي نفعا
إن المشاعر ارتطمت ببعضها وأعلنت أن اليوم عزاء، الذكريات السوداوية تقفز إلى ذهني من حين لآخر، بل هي الواقع الذي يلازمني ملازمة الظل ولا يندثر إلا باندثاري ربما، إن الفراق لم يهن ولازلت أكتب ولا أحد يفهم أحاول قدر المستطاع أن اخفي ما يحدث لكنني لا أقدر، لا على البوح ولا التخطي
هل سأخبر عدوي بأن لا يقتل إخوتي أم أنسى اصلي؟؟، أمر موجع ومحبط لأنه إتخذ فؤادي موطنا واستدعى كل إحساس سيء ليمكث هناك، أنا بمثابة طائرة ورقية مصيرها بيد طفل صغير شدها بقوة ثم أطلقها لتغدو بلا وجهة وتتحطم في أي لحظة،
ولطالما سمعت أن السعادة تعتري وجوه الأطفال والكل يأمل نفسا كنفوسنا لاخبركم أنني أتعسهم لقد خلقت في الظلام وسأموت هناك لا محالة، كل ما أفعله أنني أطلق ابتسامات لأهون على الآخرين لكنني أبدو كمهرج حزين يجمع الفرح ليوزعه على غيره، شردت لحظات وأسئلتي كعواصف تجول في بالي، ها أنا أركب القطار وأذهب، لكن إلى أين! وما هي وجهتي! وما هو هدفي!، لم لم أفكر فيما سأفعل، هل لانني أريد العيش بسلام وفقط! لكن السلام لا يوجد على وجه الأرض، إن كل شيء يسبق تفكيري ويحدث أنا ضائعة والله ضائعة وفي نفس الوقت متأملة بأنني سأعود يوما ويحتضنني وطني ويربت على كتفي، سمعت الصافرة التي تعلن عن وصولي، تنهدت ودعوت الله ثم حملت حقيبتي وإنطلقت في رحلتي وأنا أردد:
     -ليت الحنين يجمعنا، ليت المشتاقون يجتمعون في أحضان واقع لا حلم،
     - ليتنا نجتمع بكل مشاعرنا مع أحباءنا حتى نكرس ما فاتنا، وما تبقى لنا منهم وهم منا
     ليتنا وليتنا...

            ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 14, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ليتنا نجتمعWhere stories live. Discover now