💥داخل المنزل💥

2K 220 202
                                    

أشار آيزاوا إلى نفسه في حيرة من أمره ، إرتجفت عينا ميراري لتنزل رأسها سريعاً ، مخفية التورد على خديها ، و تومئ بقوة مع الحفاظ على عينيها إلى الأسفل مجدداً .

شوتا : أخشى أن أخيب أملكي .. لكني لا أذكركي .

بكت ميراري داخلياً ، لكنها توقعت شيئاً كهذا ، بالتأكيد فقد كان ذلك منذ سنوات عديدة ، و هي ليست أول أو أخر شخص ينقذه .

و هو لن يتذكر أي شخص هكذا فحسب .

ميراري : أ .. أعلم هذا بـ .. بالفعل .. لكن أ ... أنا لا زلت أذكر ..

مرت لحظة من الصمت قبل أن تضع ميراري صحناً فارغاً على الطاولة ، ثم إنحنت بأدب شاكرة على الوجبة .. و على كل شيء .

أخبرها آيزاوا أنها حرة في المغادرة ، لكن عندما نظر من النافذة و شاهد كيف أصبحت السماء مظلمة سحب كلامه و أوقفها عن محاولة الخروج من المنزل .

شوتا : لقد تأخر الوقت .. سأوصلك إلى منزلك .

إرتبكت ميراري و أمالت رأسها بتعجب ، مع أنها أخبرته أنها تتدرب منذ فترة و هي ليست عاجزة تماماً .. لكن آيزاوا قال أنه سيكون مسؤولاً إن حدث لها مكروه في طريق العودة .

في النهاية ، مشى الإثنان معاً إلى منزلها ، حيث أنه لم يكن بعيداً جداً ، ربما على بعد شارعين أو ثلاثة ، شكرته بأدب بينما كانت واقفة على عتبة دارها .

ميراري : شـ .. شكراً جزيلاً لك آيزاوا سان! لن أنسى صنيعك!

فتحت ميراري الباب و دخلت إلى المنزل ، شاهد آيزاوا الفتاة تختفي على الجانب الآخر من الباب ، و لسبب ما شعر بأن شيئاً ما كان ناقصاً .

كان هناك قطعة لا تزال مفقودة .

من جانب ميراري فقد أخذت نفساً عميقاً قبل أن تمشي بخطوات خفيفة على الأرضية الخشبية ، محاولة عدم إصدار أي ضجة .

لكن محاولاتها بائت بالفشل عندما أصدرت الأرضية أصواتاً مزعجة لفتت إنتباه والدتها إلى عودتها .

صحيح أنها كانت لا تتحدث إليها في الغالب ، كما لو لم تكن موجودة ، لكن ذلك كان في النهار فحسب .

خلال فترة المساء ، يكون ذلك وقت الشرب لوالدتها ، حيث تصبح طائشة و عدوانية و كثيرة الأذية .

مدت كازومي .. والدتها بتعبير سكير رأسها من غرفة المعيشة التقليدية ، و كانت تبدو غاضبة جداً مع ذلك التعبير الملتصق بوجهها .

كازومي : أين كنتي بحق الجحيم يا قطعة القذارة؟

إبتسمت ميراري مثل البلهاء بينما لا تجد شيئاً لقوله لوالدتها .

ميراري : أوه .. حسناً كما ترين ..

إبتسمت الوالدة بسمية بينما تقرب زجاجة الشراب من وجهها و تلفها في دوائر .

كازومي : أوه أجل دعيني أحزر! هل أصبحتي شريرة و أخيراً؟ أم قاتلة متسلسلة؟ كم عدد الضحايا حتى الآن؟

حدقت ميراري في الأرض بتعبير محايد ، لقد إعتادت على هذه الثرثرة ، إنها تحصل كل ليلة تقريباً .

و لكنها في كل مرة تظن أنها قد تعتاد عليها ، تسقط كلمات والدتها كالسكاكين في قلبها .

لم تكن حزينة بالكامل ، كانت ممتزجة بالغضب في عروقها ، إذا كانت تنعتها بالقاتلة و الشريرة فلما ليست خائفة منها؟ يمكنها أن تقتلها بلمسة واحدة إن أرادت فلما هي هكذا ...

إتسعت أجفان ميراري على قدميها و لعنت نفسها عندما لاحظت الأفكار التي بدأت تتسلل إلى رأسها .

ميراري : أفترض أنكي سترغبين في مشاهدة الأخبار إذاً .

سطعت عينا والدتها بلمعة غير سارة ، و توجهت لتغيير قناة الأفلام إلى الخاصة بالأخبار ، و بدأت تشاهد منتظرة أن يعرضوا تفاصيل قضية قتل متسلسل أو ما شابه .

إتجهت ميراري إلى غرفتها بعد أن قامت بتشتيت والدتها بتلك الحيلة الصغيرة التي كان عليها أن تعتمد على الحظ لو أرادت لها أن تعمل ، لأن والدتها أحياناً تكتشف الأمر و تضربها لذلك .

أغلقت باب خرفتها بإحكام ، لأنها لا تريد أي مفاجآت غير متوقعة ، و رمت نفسها على سريرها و أغلقت عينيها ، و لم تكلف نفسها عناء تغيير ملابسها أو ما شابه .

في اليوم التالي ، سارت في طريقها مروراً بمنزل إيزوكو ، كانت سعيدة بشكل غريب ، متناسية المحادثة مع والدتها من الأمس .

عندما سألها إيزوكو عن السبب لم تجب ، و بدلاً من ذلك أخبرته أنه سر مما جعل الصبي المنمش يعبس قليلاً بفضول .

وصلا إلى المدرسة قبل أن يدركا ، و لسوء حظهما كان باكوغو هناك أمام البوابة .. لم تتمكن ميراري من إحتجاز الإبتسامة البلهاء عندما تذكرت كيف هربت آخر مرة .

تبادلت النظرات مع إيزوكو الذي كان يبدو كما لو أنه فكر في الشيء ذاته ، عندها أومأ أحدهما للآخر ، ليبدآ بالجري إلى المدرسة بعيداً عن باكوغو الذي كان لا يزال يقف في مكانه يحدق بالأحمقين الذين يركضان .



ميراري : حـ .. حـ ... حنجرتي!!

قالت بينما تستند إلى حائط الساحة الداخلية للمدرسة ، بينما جلس إيزوكو على الأرض بتعب .

إيزوكو : لـ .. لم يفجر وجهي!! كاد حظي أن يكون سيئاً منذ الصباح .

خلال لحظات ، دخلا إلى الفصل بحذر ، و وجدا أن باكوغو قد ترك حقيبته على مكتبه و غادر بالفعل ، عندها تمكن الإثنان من أن يتنفسا الصعداء .

ميراري : جـ .. جيد؟ على ما أعتقد؟

قفز قلب كل منهما عند سماع فرقعة المتفجرات الصغيرة القادمة ناحية الباب .. إلتفتا ببطئ و من وجدا؟ باكوغو بلا شك!

كاتسوكي : صباح الجحيم اللعين أيها الفاشلان!! هل ظننتما أن الهرب مني ممكن حتى؟!

إبتسم باكوغو بغضب بينما تقدم ناحية الإثنين المرتجفين و يداه في جيوبه .. لحسن الحظ إنتهى ذلك اليوم بعدة كدمات صغيرة هنا و هناك .

لم تتمكن إلا من أن تكون شاكرة لكونها على قيد الحياة مجدداً .

COWARD [B. Katsuki]Where stories live. Discover now