الفصل 23: جاك

50 5 1
                                    

لاذ كيوني و النّاجي الوحيد من رجال شاندو بالفرار، و كان قد خيّم الليل و لم يعد باسطاعتهما التحرّك في الظلام الدامس، و عندها تذكّر كيوني منزل الرّجل العجوز الذي أنقذه عندما حاول الانتحار، و قرّر اللّجوء إليه و طلب المساعدة منه.

كان الشاب الذي برفقة كيوني متوترًا للغاية، لكن طمأنه قائلاً:
"لا تقلق، أعرف شخصًا يسكن في مكانٍ قريبٍ من هنا".

هدأ الشاب قليلاً ثم قال:
"هيا لنسرع اذن".

ثم سأله كيوني:
"هل يمكنك اخباري ما اسمك؟"

رد عليه الشاب:
"اسمي جاك".

سار كيوني و جاك مسافة قصيرة، ووصلا إلى بيتٍ مهجور في منتصف الغابة، و كان من الواضح أنّ أحدهم موجود في الداخل، تردّد كيوني في الأول فهو لم يرغب في توريط أشخاصٍ أبرياء في هذا المأزق، لكنّه أصبح مسؤولّا عن حياة جاك، ذلك الشّاب الأسمر الذي لا يتجاوز عمره عشرين عامًا، و كان قد سرد جاك قصة حياته لكيوني بينما كانا يخترقان الغابات، كيف قُتِل والده و هو طفلٌ صغير، و كم عانيا هو و أمّه من ويلات حياة الفقر القاسية التي لا ترحم الضعفاء، و كيف تركها و التحق برجال شاندو لكسب قوت يومه، رغم أن والدته عارضت الفكرة بشدّة، لكنه اضطرّ لعصيانها في نهاية المطاف.

تألّم كيوني من قصة جاك، و شعر أن المعاناة التي مرّ بها مشابهة لما مرّ به جاك، لذلك تعاطف معه و عزم على انقاذه حتى و ان كان ذلك على حساب حياته.

طرق كيوني الباب، و عندما فتح الرّجل العجوز قال له كيوني:
"ها نحن ذا نلتقي مجددًا".

دخل كيوني و جاك، و تم استقبالهما بحفاوة، ثم سألهما الرجل العجوز:
"ما الذي حدث؟"

ردّ عليه كيوني قائلاً:
"حدثت الكثير من الأمور، باختصار كدنا نلقى حتفنا".

قال جاك:
"ناولنِي الماء من فضلك سيّدي، لقد نشف حلقي".

انتظر الرجل العجوز حتى يهدأ كلاهما و يلتقطا أنفاسهما، و بعد ذلك سأل كيوني:
"ما الذي حدث في الخارج؟".

و عندما روى كيوني ما جرى معهما، بُهت الرّجل العجوز، و قال:
"إنّه لأمرٌ فظيعٌ حقًا!".

ساد الصّمت للحظات، ثم قال الرّجل العجوز لكيوني:
"قلْتَ أنّكم تبحثون عن شخصٍ ما صحيح؟".
ردّ عليه كيوني:
"أجل، لقد اختفى منذ ثلاثة أيام".
نهض الرّجل العجوز من مكانه و قال:
"اتبعني من فضلك يا كيوني".

تفاجأ كيوني نوعًا ما، ثم مشى وراء الرجل العجوز و دخلا غرفةً من غرف المنزل الكثيرة، و كان هناك شخصٌ مستلقٍ على السرير، و لما اقتربا أكثر قال الرجّل العجوز:
تعرِف هذا الشّخص؟!"

الثلج الباردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن