1| غُصن البارود.

146 17 6
                                    

(كُتبت بتاريخ ٢٧/ ٢/ ٢٠٢٣م)

-----------------------------------------------

الحرب..

ثلاثةُ حروفٍ لا يكمُن في فحواها سوى ذلك الدَّمار الذي تُخلفه وراء ظهرها بأعاصير قصفها المدوّي وجرائمها النكراءَ في حقِّ شعوبٍ لم تُرِد إلّا الوطن لها أمانًا وهُويًّةً وسكنًا. ببطءٍ شديدٍ فتحتُ عينيَّ على وَقع أقدامٍ شعرتُ بها بجانب رأسي تخطو خطواتها، لا أريد كشف ستار جفنيّ عن نافذة عينيّ، لا أرغب في رؤية ذلك الخراب الذي تؤول إليه الأمور، صدقًا قد عايشتُه كثيرًا.

نقر الحذاء رأسي بعنفٍ وصوت صاحبه الغليظ يُنادي:
«يا هذا، ألازلتَ مُغمضًا عينيكَ؟ هيَّا فلتنهض! لقد حان الوقت ليعمّ السّلام.»

لم أتمالك نفسي أجيبه بلسانٍ ثقيلٍ من وقع ما سمعت:
«أيُّ سلامٍ ذلك الذي سَيعُم؟»

أبصرتُ ذلك الرُّجل يعبث بشعره الأشقر ناطقًا بحالميّة:
«ذلك السَّلام الذي ستنقشع في حضرته كلَّ شحناءَ وعداوةٍ بيننا، سلامٌ ما إن تُبصره الحرب، تضع أوزارها وكأنها لم تكن.»

رفعتُ جسدي أرتكز بمرفقيّ وكفَّي يدي على الأرض أسفلي أنظر صَوب الأشقر أسأله:
«أيُعيد سلامُكم هذا جَنين وبيسان؟ أيُحيي ضحايا مجازرَ دير ياسين وهي رميم؟»

قلَب الآخر شفتيه بينما يضع قلنسوته العسكريّة:
«سنبني ما هو أحسن من جنين وبيسان نعلِّم شعبنا كيف يُعمّر السَّلام إسرائيل.»

رفعت كفّي من على الأرض لأجد صِبغةً زرقاء على باطنه، نظرتُ أسفلي لأجد عَلَمهم يرتسم حولى على شكل مستطيل حاد الحواف، وأنا ما بين الحد الفاصل بين أبيضه وأزرقه أتمدّد، أجبتُ الجندي أصحّح عبثه:
«قد استشهد السّلام في وطنه ووطننا.. فلسطين.»

رمقته للمرّة الأخيرة أرى التوعّد في مآقيه، أسدلتُ جفنيّ أتمدّد من جديد وابتسامة راضيةً ترتسم على ثغري أستمع إلى زمجرة الدّباب وعجلاته تمرّ فوق جسدي وعظامي ودمائي الدَّافئة تعانق جسدي بكِ، فلسطينُنَا يا فلسطين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأيكم❤️‍🩹.

اللهم انصر إخواننا في فلسطين واربط على قلوبهم، وارنا في أعدائهم عجائب قوّتك وجبروتك وانتقامك منهم؛ فأنت العزيز ذو الانتقام يا وليّنا وولي عبادك الصَّالحين.

قد استشهد السّلام Where stories live. Discover now