الفصل الثالث عشر الأخير

1.1K 93 12
                                    


الفصل الثالث عشر

اعتدل جالسًا بعدما كان يفترش السرير، مسح على جبينه المتصبب عرقًا، وقع نظره على صورة زوجته الموضوعة بجانب الفراش، مد يديه يحملها، نظر إليها مطولًا ثم قام باحتضانها، وقف أمام المنزل والتردد يتزايد بداخله، لكن هذه المرة سوف يفعلها من أجل زوجته، أسرعت بفتح الباب عندما استمعت إلى رنينه، تجمدت مكانها عندما رأته يقف أمامها.

رفعت حاجبيها بتساؤل عندما طال صمتها:

- ماذا؟ هل يوجد بعض الكلمات التي لم تقلها فجئت لتسمعني إياها.

مسح(معتصم) بكف يديه وجهه محاولًا التحكم في غضبه، لا يعلم كيف تستطيع هذه الفتاة في كل مرة يرها أن تخرجه عن شعوره:

- أعلم أنني تماديت، لكن هذه ردة فعل طبيعية عندما قمت بالدخول فيما لا يعنيك.

زمت شفتيها في غضب، ثم حاولت دفع الباب لكن أوقفها:

- آسف لم أقصد أن أضايقك، لكن لقد جئت في أمر خير، إذا ما زلتِ غاضبة مني أستطيع أن أغادر.

أبعدت يديها عن الباب، ثم تطلعت إليه بفضول، ضحك بداخله فهو علم جيدًا كيف يدلف إليها، سألت بنبرة تحمل الفضول:

- ما هو هذا الأمر؟

رفع بنصره وهو يقول:

- أولًا ستقومين بتغير ملابسك، وسأكون أنا بانتظارك بسيارتي، أمامك عشر دقائق.

ألقى جملته ثم غادر وتركها تتضارب من داخلها، فهي غاضبة من أسلوبه، ولكن من منهم سوف ينجح فضولها أم غضبها؟

أخذ يتطلع إلى ساعة يديه، فقد زاد أكثر من نصف ساعة ولم تنزل فقد الأمل، فأدار السيارة لكي يتحرك، لكن شعر بأحد يقوم بفتح باب السيارة ويجلس في المقعد بجانبه.

كان الصمت هو صديقهما الثالث طول الطريق، كانت هي تشعر بالغيظ بسبب تجاهله لها، بينما كان يلاحظ غضبها وهو ينظر بطرف عينيه، عندما رأت أنهما قد غادرا القاهرة بالفعل لم تستطع الصمت أكثر من ذلك:

- أنت إلى أين تأخذني؟

في الأول كانت متأكدة أنه لن يجيب، لكن تخلى عن صمته ونظر لها وهو يجيب:

- اذهب لأعيد ابنتي.

فغرت فاها من دهشتها، حاولت استيعاب ما نطق، هل حقًّا قرر أن يعيد ابنته إلى أحضانه، لا تصدق ما يحدث.

اعتدلت في جلستها ثم هتفت متسائلة:

- لماذا؟

نظر لها لثوان ثم أعاد أنظاره إلى الطريق دون أن يجيب، عندما طال صمته علمت أن هذه المرة لن يجيب.

بعد أكثر من ساعة قام بركن السيارة أمام أحد المباني، ثم ترجل منها، فقامت باتباعه، وقف أمام أحد المنازل، كانت تقسم أنه لن يقوم برن الجرس، وأقسمت إذا طال وقفتهما ستقوم هي بدقه، ولن تهتم بردة فعله، للمره الثانية يخيب ظنها ويقوم هو بدقه، ثوان وظهرت سيدة قد خطا الزمن على وجهها ، تغيرت معالم وجه هذه السيدة إلى الدهشة:

🎉 لقد انتهيت من قراءة عمارة في شارع 9 ... للكاتبة مريم محمد 🎉
عمارة في  شارع 9 ... للكاتبة مريم محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن