"حلم ولا علم ؟"

129 10 30
                                    

رحلة لمشفى العقول"

الفصل الاول بقلمي چنى عمرو

(١)

في طُرقات الجامعة المليئة بالطلاب نجد حشد صغير من الطلاب مُتجمع حول تلك الملحوظة المُعلقة على حائطه الملحوظات والجميع متحمس؛ لتتكلم فتاة ما مع والدتها في الهاتف وتقول:
- ايوه يا ماما خلاص بيقولوا النهارده هيعلنوا مين كسب في القرعة بتاعة سفرية باريس

وشاب آخر يتحدث مع زميله قائلًا بكل حماس:
- يا ابني انا مش متخيل إننا لو كسبنا في القرعة هنكمل دراستنا في فرع الجامعة اللي في باريس وربنا دي هتبقى معجزة لو حصلت!

وفي جهة أخرى كانت تجلس فتاة ذات ملامح هادئه تلعب بأحد طرفى حجابها و تستمع إلى صياح صديقتها المقربة وهي تقول:
- يا بنتي ايه البرود اللي عندك دا؟! النهاردة هتظهر نتيجة القرعة وانتي قاعده متنحه و ولا على بالك دا ايه يا سيلين البرود دا!

نظرت سيلين لها بأعينها البنية والتي كان يخترقها شعاع أخضر اللون يميزها عن غيرها وقالت:
- ايه كمية "دا" اللي قُلتيها في الجملة دي يا ندى؟

نظرت ندى لها بغيظ وقالت وهي تلقي عليها أحد الأقلام:
- لا بارده فعلا مفيش كلام

أبعدت سيلين القلم عنها، وتنهدت في حزن فهي تعلم أنها لن تفوز على أية حال، فهي لم يقف الحظ في صفها مرة واحدة منذ أن ولدت، فهل سيقف بجانبها الآن؟ الإجابة هي مستحيل.

مر الوقت سريعًا؛ ليخرج عميد كلية الطب وهو يمسك ورقة مليئة بالأسماء وينظر إلى تلك الوجوه المرتقبة؛ ليقول بعدما وقف في وسطهم:
- طبعا انتوا عارفين إن نتيجة القرعة النهارده وانا جاي أعلنها ليكوا دلوقتي، بس خليكم عارفين السنين جاية ليكم كتير والقرعة اكيد هتتعمل تاني في يوم

ثم ضحك بسخرية وقال وهو ينظر إلى بعض الطلاب:
طبعا الكلام دا مينطبقش على سنة سته انتوا اصلا مكنتوش هتتحطوا في الحسبان بس قولنا وجودكم مش هيضر واهو تاخدوا بقيت الامتياز بتاعكم بره على الأقل.

نظرت ندى إلى سيلين وقالت وهي تحاول تهدئة نفسها:
- حد يسكت الراجل دا بدل ما اقوم أديله على بوقه

ضحكت سيلين ثم نظرت إلى العميد مرة أخرى منتظرة ما سيقول؛ ليبدأ العميد في فتح الأظرف التي يحملها و يبدأ في قول بعض الأسامي إلى أن وصل إلى طلاب الصف السادس وقال:
- سيلين حازم عمرو
- شمس خالد احمد
- شهد لؤي الشمري
- آسر وليد الشامي
- عمر خالد عبد الرحمن
- يونس علي وحيد

- مبروك لسنة ستة هتكملوا الامتياز بتاعكم في باريس عاصمة الحب

نظرت ندى إلى سيلين بفرحة لتجد الأخرى تنظر امامها بشرود غيرعابئة لما حدث للتو وأنها ربحت بالقرعة الخاصة بالسفر؛ لتتحدث ندى و تقول بتعجب:
- ايه يا بنتي دا نو حماس كده خالص

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 04, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

رحلة لمشفى العقول Where stories live. Discover now