الفصل الأول والأخير.

85 14 90
                                    


꧁بسم الله الرحمن الرحيم꧂







عشرة أعوام مضت منذ تلك الحرب الضروس التي نشبت أنيابها في أرضنا وحصدت الأرواح، في الواقع لم أعبأ يوما لما سببته من خراب أو سلبته من أرواح، كنت أكرهها فقط لأنها سرقت مني والدَي!

كنت في الخامسة من عمري وقتها، وأتذكر جيدا سجلات حياتي من قبلها بعامين…

كانت حياة بهيجة مشرقة، كما هو متوقع، وكنت خلالها مفعما بالحيوية والنشاط…

يقال أن بريق عيني قد انطفئ من وقتها، هل هذا هو السبب في رؤيتي للعالم مظلما بعدها؟

كايند إيزوس، أحد أصدقاء والدي، رجل طيب هو من تكفل بي بعد وفاتهما، كان يحرص على إطعامي أفضل مطعم، والباسي أفضل ملبس، باختصار، كان يساوي بيني وبين ولده كابو، بل يفضلني عليه في بعض الأوقات…

لكن خمن ماذا، هل تعرف مالنظرة التي لطالما لمحتها في عينيه؟ ليست نظرة أبوة، ليست نظرة حب وحنان، إنها نظرة شفقة يا سادة! كان هذا يقتطع من روحي ثم يعيد إلصاقها كويا بالنيران..

لست حاقدا عليه، بالعكس تماما، أقدر له ما فعل، لكنني لم أتحمل العيش في بيته كثيرا… هذا كل شيء..

بيتي الذي ولدت فيه هو بيت كبير، يبدو أن والدي كان غنيا للغاية أو شيء من هذا القبيل، ولست أفهم للآن لم عساه يسكن شيئا بهذا الحجم، أكان يعلم أنني سأحتاجه؟ أم أعده خصيصا لاستضافة بعض الأفيال؟

كان كايند يؤجره، لم يكن يتصدق علي إذا، استلمت زمام الأمور منه على أية حال…

لم تكن السنوات الخمس التي قضيتها في أحد أجنحة داري سعيدة بطبيعة الحال، لكنها لم تكن حزينة كذلك… أنام، أستيقظ، أتناول الإفطار، يزورني كابو كل بضعة أيام، أمارس هوايتي الجديدة لنسيان الملل لا أكثر، وأتسوق مرة كل خمسة أيام… غالبا جدا لا أبتاع إلا ما يقضي حاجتي من طعام…

لم أطلب صداقته، لكنه عرضها علي فلم أستطع إجابته بلا…

كانت الأيام تمر بهدوء وسلام، لا أقول أنني لم أمل من رتابتها، لكنني بالتأكيد لن أتمنى قيام حرب أخرى حتى أقتل مللي، هكذا جيد، هكذا جميل… كان هذا حتى مجيئه في ذلك اليوم…

كابو، ومن غيره يزورني، كنت أعتقد أنها زيارة عادية ككل مرة، حيث بادرني بابتسامته المعتادة، والتي أحاول جاهدا ألا أحسده عليها، أخفي ذلك عن نفسي قبل أن أخفيه عنه، ثم أخذ يتجاذب معي أطراف الحديث المعتاد… لا شيء جديد.. ملل… أريد أن…

"كوكين."

هاه؟ لقد كان مبتسما منذ قليل، مالذي جعله جيدا للغاية في لحظات؟!

"هناك شيء… مهم يجب أن نتحدث عنه.. "

مالذي قد يكون مهما في حياة كلينا بل في هذا العالم بأكمله.؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 12, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مدرسة الإرهابWhere stories live. Discover now