[12]

66 21 21
                                    

"استعدي للقيام برحلة عمل إلى مدينة هيدا، ستُقابلين عميلة هناك."
أردفتْ السيدة آن لرين بعدما طلبتْها لمكتبها، حاولتْ رين الاعتراض بقولها: "لكن لماذا لا تحضر هي إلى هنا؟"
- لديها ظرف منعها من الحضور.
= لكن.. إن هيدا بعيدة عن هُـنا و...
- أتقولين أنكِ لا تستطيعين إنجاز هذه المهمة؟
= لا بالطبع يُمكنني...
- إذًا انتهى النقاش. ستجدين التفاصيل في ملفٍ على مكتبكِ.

خرجتْ رين بغضبٍ مكتوم، لم تستطع الاعتراض أكثر. هي حقًا تشعُر بالاضطهاد في هذا المكان، بدا وكأنَّ السيدة آن تُوكل إليها المهام الصعبة عمدًا.

لكنها حاولتْ النظر إلى الجانب الإيجابيّ، هذه المهمة بالغة الأهمية، إن كانتْ لا تراها بالكفاءةِ اللازمة لمُقابلة العميل والحصول على كافة المعلومات اللازمة منه بخصوص التصميم الذي يرغب به، لم تكُن لتوكلها لها.
ومن هذا المُنطلق راحتْ تُشجِّع ذاتها على المُضيِّ في الأمر.

أتاها اتِّصالٌ من هاروكي، أجابتْ: "مرحبًا!"
وصل لها من الجانب الآخر صوته الهادئ: "مرحبًا رين! هذا أنا، هاروكي."
= كيف حالك؟
_ بخير، ماذا عنكِ؟
= بخير كذلك.
_ هل أنتِ مُتفرِّغة غدًا؟
= نعم.. ااه أقصد لا، عليَّ تدبير موعد مع أحد العملاء والذهاب إلى حيث هو؛ لذا سيستغرق ذلك وقتًا.. أعتذر حقًا.
_ لا بأس في ذلك. يمكننا الالتقاء في وقتٍ آخر.
= نعم بالطبع، دعنا نفعل.

كان يتحدَّث بنبرةٍ هادئة تُغلِّفها لمسة حزن؛ لذلك لم تستطع تحديد ما إن كانتْ تلك طبيعته أم أنَّه قد شعر بالخَيْبة. لكنها استبعدتْ الأخير؛ إذ أن لا سبب لديه للشعور بذلك.

حينما عادتْ إلى المنزل قرأتْ ملف العميلة الذي استلمتْه، عروسٌ أخرى.
حينما تتذكر خَيْبة المرة السابقة يُصيبها الفتور، لا تُريد أن تذهب. لماذا ستذهب وتستقي المعلومات إن كانتْ لن تُصمم فستانها على أيِّ حال، أليس حريًّا بالمديرة آن أن تفعل!

صرختْ صرخة قصيرة ناقمة علَّها تنفِّس عن غضبها قليلًا، ثم تنفَّستْ الصعداء ببطءٍ واتصلتْ بالعميلة تحدد معها موعدًا غدًا.

في الصباح أخذتْ سيارة دار الأزياء من الجراچ هناك وانطلقتْ في رحلتها.
كانتْ رحلةً شاقةً وطويلةً، وهي ليستْ مُعتادة على القيادة. على الرغم من حصولها على رخصة لكنها تذهب إلى العمل إما بالمواصَلات العامة أو طلب سيارة أجرة.

وعلى عكس العروس الأولى، فالعروس الثانية كانتْ تتسم بالحِدَّة والجُرأة، كانتْ ستُقيم عُرسًا فخمًا وهائلًا، كما وجلسة التصوير في قصرٍ عريقٍ.
طوال حديث رين معها وعقلها يُحاول ربط الأفكار وجمعها معًا وطرح تصميماتٍ أوليَّة.
هي تعلم أن لا جدوى من الأمر، لكنها باتتْ عملية تلقائية يقوم بها عقلها.

بيـن أزهـار الساكـورا || Between Sakura 🍁Where stories live. Discover now