الفصل التاسع عشر "قسوة"

549 46 12
                                    

جاء صوت إحدهن و هي تقول :
-" يا أهلًا يا أهلًا .. نورتي بيتك من جديد يا حبيبتي"
إستدارت لها رزان و نهضت من مكانها و اتجهت إليها و عقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول بتحدٍ :
-" بنورك يا مي .. البيت منور بأصحابه .. مش هم بيقولوا كدا برضو "
و قالت تلك الكلمات الأخيرة بسخرية.
إبتسمت مي إبتسامة صفراء و تربت على كتف رزان بقوة :
-" كويس إنك عارفة إنه منور بأصحابه .. عقبال ما تعرفي بقى مين هم أصحابه "
إستدارت بنصف جسدها نحو الطاولة و أشارت بإصبعها :
-" اقولك أنا مين هم صحاب البيت .. عندك جدو الرشيدي و أحفاده..."
و اقتربت رزان منها أكثر و قالت بهمس :
-" يعني ولا أنا و لا أنتِ من أصحاب البيت دا .. إحنا الأتنين ضيوف يا مي"

على الطاولة

شعرا ضياء و زينه بأن الحوار سيتطور أكثر ، همست زينه لضياء بخفة :
-" نطلع ولا إيه .. دا مي فاضلها شوية و تاكلها "
عقد ضياء ذراعه بذراع أخته و همس الآخر :
-" يلا يختي ، إحنا صغيرين على إننا نشوف اللي هيحصل ''
و انسحبا بهدوء

نعود إلى رزان و مي

ظلت مي تشيد رزان نظرات الحقد تلك و كانت نظراتها لا تنوي على خيرٍ ثم قالت :
-" لأ يا حبيبتي أنا من صحاب البيت دا ، معنى كدا إن في شخص واحد هو الضيف "
رفعت رزان إحدى حاجبيها لتقول :
-" صاحبة البيت بصفتك مين معلش ، بنت خالة احفاد صاحب البيت "
قالت ذلك و أطلقت ضحكة عالية متعمدة السخرية منها.

وجهت نظرها نحو الرشيدي الذي كان يجلس و على وجهه علامات الإستفهام و لم يتفوه بنطق كلمة واحدة و قالت بنبرة مليئة بالقوة :
-" أولًا أنا اسفة على اللي حصل ، ثانيًا أنا بقول الكلام دا كله عشان الهانم مي و السلطانة هيام كانوا بيتفقوا عليا أنهم يمشوني من البيت "
و إقتربت من هيام لتقف أمامها و تقول بصوتٍ مكسور :
-" أنا مش فاهمة إيه مشكلتك معايا ، مش عيزاني اقعد هنا ليه ، رغم إنك عارفة إني فاقدة الذاكرة و مش فاكرة حاجة و دا بسبب غلطة ابنك على فكرة ، طب من باب الإنسانية حتى إنك تستقبليني في بيتك ، تعرفي .. لو عليا إني امشي همشي ، لكن هروح فين؟ ، معرفش حد غيركوا "
أنهت حديثها و قد اغرورقت بالدمع عيناها ، و ظلت تنظر لهيام التي كانت تنظر في كل مكان عادا عيناها ، لن ننكر أنها قد شعر بالحرج قليلًا ، لكن ليس من حديث رزان ، بل شعرت بالحرج أن تلك التي في عمر ابنتها تقريبًا قالت ذلك الحديث أمام الجميع ، حاولت تجاهل النظرات لتبرر موقفها أمام الجميع لكن لم تستطع فعل ذلك ، فصعدت إلى الأعلى هاربة من أي حديث قد يُقال لها.

عاليًا بغرفة زينة

كانت تجلس زينة على كُرسيها أمامها لوحة و في يدها الوان و اليد الأُخرى فرشاة ، فهي تُحب الرسم كثيرًا ، عندما تشعر بحزن و ضيق ، يكون ملجأها الوحيد هو الرسم.
رسمت منظر طبيعي أخضر كما تُحب و ظل فقط أن تضع اللمسات الأخيرة ، حتى فوجئت بشخص يدفع الباب بقوة و كانت هيام التي إقترب و وقفت أمام زينة.
زينة بإحترام :
-" في حاجة ، حضرتك عايزة حاجة يا ماما "
كانت مشاعر هيام تملؤها الغضب و الحقد ، اخذت اللوحة التي تعبت عليها زينة كثيرًا و القتها أرضًا ، و أيضًا أمسكت الألوان و القتها فوق اللوحة ، حتى أصبحت اللوحة مدمرة تمامًا ، خربت اللوحة و كسرتها و كسرت معاها قلب ابنتها.
قالت بحنق و صوت عالِ مليئ بالغضب :
-" اياكِ يا زينة تكلمي البت اللي تحت دي ، و شاهين حسابه معايا بعدين ، والله لأخليها تطفش قبل ما شاهين ينفذ اللي في دماغه "
و تركتها في صدمتها و خرجت...

صعدا رزان و شاهين على ذلك الصوت العالي و صوت التخريب و التكسير حتى وجودا زينه تقف أمام لوحتها التالفة بصدمة و تضغط على أصابعها محاولة منع البكاء
اقترب منها شاهين و أردف بقلق :
-" مالك في إيه .. إيه اللي حصل"
تحدث و هي لم تحرك عيناها بنبرة جمود :
-" جت و زعقت و بوظت الرسمة و مشت "
ضمها شاهين إليه بقولك و هو يمسد على شعرها :
-" معلش ، رغم إن معلش مش بتعمل حاجة ، بس متضايقيش نفسك يا زينه ، هي هتفضل طول عمرها كدا مش لسة هنتعرف عليها ، المهم تعالي نخرج كلنا أنا و انتِ و رزان و ضياء و هشوف عبدالرحمن عشان اليوم كان مشحون اصلًا"
ابعدته عنها لتقول بصراخ :
-" مش عايزة أخرج ولا اروح في حتة .. و اتفضلوا اطلعوا برا "
شاهين :
-" طب يلا يا رزان نطلع احنا .. و أنتِ يا زينة اهدي "
و أخذها شاهين و خرجا من الغرفة

خارج الغرفة

قال شاهين بخفوت و يحدث رزان :
-" تعالي نروح أنا و أنتِ نجيب لها ورد و الوان"
أومأت رزان برأسها بخفة و أخذها و ذهبا تخفيًا دون أن يراهم احد.

__ __ __ __ __ __ __

في إحدى المقاهي

كانت تجلس رزان في المقعد المُقابل لشاهين الذي كان يشرب قهوته في صمت ، حتى قطعت رزان ذلك الصمت بقولها :
-" شاهين ، ما تجبلي ورد أنا كمان! "
اومأ شاهين برأسه و قال :
-" حاضر "
قالت بتهكم و هي تلوح بيدها امام عينه :
-" بتكلم بجد على فكرة ، تعرف إني رومانسية اصلًا و بحب الورد و بكتب غزل فُصخى و حاجات كتير اوي" 
رفع حاجبيه بإعجاب و قال ببعضٍ من الحماس :
-" بتكتبي غزل بجد؟ .. طب قوليلي حاجة "
حمحمت أولًا قائلة بثقةٍ عالية كأنها تُلقى أحد ابيات شعر أمرؤ القيس :
-" لو كُنت رأيتُكَ يا فتى .. ما كان أبو العيال آتى "
تبدلت ملامحه من الحماس للإشمئزاز ، حقًا كان منتظر منها أن تقول شئ يُثير إعجابه لكن في النهاية هذا ما تفوهت به.

نظر لها بيأس و قال بهدوء :
-" ماتقوليش الهبل دا تاني يا رزان الله يسترك "
قال الأُخرى بحزن :
-" إيه معجبكش؟ "
ابتسم و قال بهدوء و هو يضع حساب المشروبات على الطاولة :
-" لأ عاجبني جدًا .. يلا نمشي نروح نجيب الحاجة".....

__________________

هالو يا شباب❤️
بحاول إني اثبت معاد آلا و هو كل ثلاثاء و جمعة بس لسة انا مش عارفة ظروفي إيه ، لكن إن شاء الله حاولي تتأكدوا كل جمعة و ثلاثاء على البارت نزل ولا لأ ✨
عايزة رأيكم في البارت و متنسوش تيجوا إنستجرام هعلن على حاجة قريب👈👉
و أخيرًا بقى عايزة اقول إني بحب كل ١١٩ شخص اللي بيقرأوا الرواية بجد🌚✨

 قصر الرشيدي Where stories live. Discover now