عقاب مؤجل ٣

1.4K 108 7
                                    

#عقاب_مؤجل #الفصل_الثالث

-بصي هو مش حب لأني ملحقتش اعرفه, بس مقدرش انكر إني منجذبه له وحاسه باعجاب وراحة ناحيته.

أغمضت عيناها براحة وهي تستمع إجابتها .. حسنًا على أي حال اعجابها بهِ أفضل كثيرًا من حبها له, فالاعجاب سهل التخلص منه.

اتجهت لخزانتها لتخرج فستان كحلي اللون قررت ارتدائه اليوم, لتتوقف على صوت " رغد " يقول بتعجب:

-أنتِ مش هتلبسي الفستان!

-لا محبتوش.

اتجهت لها " رغد " بضيق حقيقي وهي تقول:

-ريهام في ايه! الي بتعمليه ده مش ممكن بجد, يعني كنتِ طايرة بيه ولما عرفتي إن عاصم جايبه كرهتيه! أنا دلوقتي عاوزه افهم تعرفي ايه عن عاصم مكرهك فيه كده لدرجة إنك مش طايقة فستان جابه؟

توترت ملامحها وهي تجيبها:

-معرفش.. مفيش حاجة.

زفرت "رغد " باختناق وهي تسألها:

-اومال مش عاوزه تلبسي الفستان ليه! على فكره عاصم هيزعل بجد لو لاقكِ ملبستهوش لأني للأسف عرفته إني قولتلك إنه اختياره, أنا كمان يومها جبت فستان بسيط لمامته لو النهاردة جت لابسه حاجة تانية أنا هزعل وده حقي, هو كمان حقه يزعل.

" ما يولع " جملة رددتها بداخلها لكنها لم تقدر على قولها بلسانها, حسنًا على أي حال يبدو أن عدم ارتداء الفستان سيسبب الكثير من التساؤلات والشكوك سواء من رغد أو والدتها وهي اليوم ليست بكامل طاقتها لمواجهتهما فلترتديه رغمًا عنها كما فعلت أشياء كثيرة مؤخرًا وهي مرغمة..

---------------------

" يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.. ونبني طوبة طوبة في عش حبنا... نتهنى بالخطوبة من قلبنا يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا "

كلمات صدحت في أرجاء الشقة أثناء وضع " عاصم " خاتم خطبته في إصبع " رغد" وحولهم الكثير من الزغاريد والمباركات.. وهي .. وقفت بعيدًا تطالع ما يحدث بصمت وقلبٍ باكٍ.. كلمات الأغنية اخترقت أذنيها بقوة لتحدث أنينًا قويًا امتدَ لقلبها النازف... ما يحدث أمامها الآن وهذه اللقطات هي بكل آسف لن تعيشها يومًا ليس بعد أن عزفت عن الزواج بكل قوتها مقررة أنها لن تسمح لرجل آخر بالدلوف لحياتها مرة أخرى... وهل لها أن تسمح بالأساس!؟

مسحت دمعة شاردة سقطت من عيناها لتلتفت حولها فوجدت الجميع منشغلين ولا أحد يراها فانسحبت بهدوء للمطبخ لتجهز كاسات المشروبات الغازية وأطباق الحلوى التي ستُقدم... فتحت زجاجة المشروب بقوة لتتفاجأ بها قد فارت وأصبحت تنسكب فوق الطاولة وهي لم تفعل شيء, فقط شردت بفورانها المشابه لفوران مشاعرها الآن... ولم تشعر بنفسها ودموعها تتساقط تباعًا بعجز حين رنت بأذنها جملتان على النقيض تمامًا وصاحبهما واحد.. " عاصم "

في كل بيت حكاية Where stories live. Discover now