PART 10

164 4 1
                                    

مر أسبوع كامل.. لا مكالمات و لا رسائل منه.. كانت هيفين تشعر بالسوء ظنت ان دارك كان يتسلى بها لا غير و لم يكن صادقا بمشاعره معها لذا انغلقت على نفسها و عادت لهيفين القديمة و الباردة..
استيقظت ذات صباح بمزاج معكر وجدت تاتيانا و هي تجهز نفسها للخروج لتلتقي بصديق ما لذا لم تكترت.. أعدت فطورها و كل ما يشغل بالها كيف تمسح ذكراه عن ذهنها.. لذا خطر ببالها ان تنظف المنزل بما انها في عطلة الأسبوع لربما تلتهي قليلا و تريح تفكيرها منه..
غسلت أطباق الفطور و ما إلى ذلك و اتجهت لغرفتها لتجمع الغسيل و تنظفه.. رتبت غرفتها جيدا و بينما تتفحص خزانة ثيابها وقع نظرها على علب سوداء كانت نفسها التي أحضر فيها دارك الفستان الزهري مع الكعب العالي تلك الليلة كهدية.. أخذتها بعيدا و رمتها في مكب النفاية قرب منزلها.. لتعود و تتم اعمالها اليدوية.. و حالما تخطت عتبة الباب لمحت شيئا غريبا.. كان جو المنزل مريبا.. و رائحة عطر رجالي غير مألوفة تحوم حول المكان.. حملت مزهرية كانت خلفها و سارت ببطئ نحو مصدر الرائحة.. وجدت أن الرائحة تصدر من المطبخ.. وجدت رجلا ما يستند بجسده على الطاولة.. حينما اقتربت وجدته شبه نائم فوقها.. ارادت ضربه بالمزهرية كونها لم تتعرف عليه و هو يدير ظهره لها.. و فجأة و بسرعة البرق وجدت نفسها مستلقية فوق الطاولة بينما ذاك الرجل يبعد المزهرية بعيدا ممسكا بيدها الاثنتين بيد واحدة..
دارك :" أهكذا ترحبين بالزوار؟"
هيفين :" أهكذا يدخل الزوار منزل غيرهم؟"
دارك :" تبدين غاضبة.. أووه أعلم لماذا.. اشتقت لي أليس كذلك؟"
هيفين :" أتمزح معي ها! من أنت حتى أشتاق لك؟ أأنت أمي؟ أم أبي؟ لحظة.. لحظة..أيعقل أنك ابن عمي؟"
ليشتد خنق دارك ما إن سمع ما قالته..
دارك بنبرة شبه غاضبة :" أتشتاقين لابن عمك؟ "
هيفين بعفوية :" أجل!"
و بينما هما يتحدثان كان دارك لا زال يمسك بالمزهرية بحثا عن مكان ما ليضعها فيه لكن ما إن سمعها تتحدث عن ابن عمها حتى كسرها بين يديه من شدة غضبه و غيرته.. رأت هيفين منظر يده و هي تنزف لتشهق بخوف.. استقامت من مكانها بسرعة لتمسك يده الجريحة و تسحبه بكاملها خلفها صوب صنبور المياه.. فتحته و وضعت يده أسفله لتنسكب مياهه و تزيل الدماء عن يده.. ليقوم دارك بسحب يده من خاصتها بغضب و يعيدها لمكانها و تستمر في النزيف..
هيفين بقلق:"لما نزعت يدك فجأة انا لم انتهي بعد؟"
دارك :"و لما يهمك أمر يدي ها! أنا لا أعني شيئا لك فأنا لست ابن عمك!"
للحظة ارادت هيفين الضحك على هذا الموقف لكن سرعان ما كتمتها و استمرت قائلة :" أعطني يدك فهذا ليس وقت الجدال.. النزيف لنيتوقف إن استمريت على هذا الحال! "
دارك :" لا تشغلي بالك حتى إن سالت دمائي لآخر قطرة فلا يوجد من يكترث لأمري للأسف لست ابن عمك لتكترثي بي!"
هيفين و هي تحاول جاهدة كتمان ضحكتها :" أنا لا أكترث لدمائك لكني أكترث لارضية المطبخ فبفضلك صار مطبخي مسرح جريمة! "
دارك بسخرية :" أووه عذرا يا أميرتي مطبخك أولى من حياتي فل أمت انا و ويل لمن يلطخ مطبخك الراقي هذا! "
هيفين و هي تتحدث بجدية هذه المرة :" جديا! ما خطبك معي؟"
دارك :" لا خطب لي معك فلست ابن عمك! "
هيفين :" ابن عمي يبلغ ست سنوات فهل ستقارن نفسك به.. حقا ! "
ليصمت دارك للحظة.. لكن علامة الرضا ظهرت على وجهه فجأة حين علم أنه ليس راشدا كفاية ليسيء الظن بها.. لمحت هيفين معالم وجهه تلك لتقوم بسحبه خلفها ببطئ بينما كان منشغلا بالتفكير مع نفسه.. اعادت يده أسفل الماء لتزيل الدم عنها.. فتحت الدرج عن يسارها لتتناول منه منديلا أبيضا لفت يده بها فيما بعد.. سحبته خلفها مجددا ليجلس على الكرسي أمام الطاولة.. تركته و عادت مع عدة الإسعافات الأولية و جلست على الكرسي المقابل له على الطاولة.. فتحت العلبة و شرعت في علاج يده الجريحة.. أما هو استمر بالتحديق بها باهتمام.. و بعد فترة من الصمت لم يعد يحتمل ليتحدث بعدها..
دارك :" اشتقت لك!"
رفعت هيفين عينيها نحوه بعدم اهتمام و اعادتهما نحو يده :" حقا! لا يبدو لي الأمر كذلك!"
دارك :" أنا جاد فيما أقوله!"
هيفين بعدم اكتراث :" حسنا صدقتك!"
دارك و هو يعلم أنها لا تعني ما تقوله :" ما الذي غيرك فجأة لم تكوني هكذا آخر مرة كنا سويا!"
هيفين بتساؤل:" و أنا أتساءل عن الأمر ذاته كذلك! ترى ما السبب؟"
دارك :" كفاك تحاذقا و أجيبيني! "
هيفين :" أنت أجبني متى آخر مرة كنا سويا؟"
دارك :" منذ أسبوع تقريبا!"
هيفين:" أتعلم ما مررت به خلا هذا الأسبوع أو كيف قضيته.. مرضت أو تعرضت لحادث.. تزوجت أو مت؟"
دارك :"..."
هيفين:" أرأيت! لا تعلم شيئا.. أسبوع بطوله يا رجل.. كان يمكن لرسالة قصيرة أن تحل كل شيء لكن ماذا وجدت في المقابل لا شيء!"
دارك :" أ أفهم من هذا أنك تكترثين لأمري لدرجة انتظرتني لأسبوع كامل لرؤيتي.. حتى أنك حرصتي على تفقد مكالماتي و رسائلي لك و لهذا انت غاضبة مني؟! "
هيفين و هي تضغط على جرح يده
دارك و هو يناولها سكينا :" خذي.. اغرزي هذا السكين بجرحي فأنا أستحق ذلك.. لكن يجب أن تعلمي بقصتي لتحكمي علي أولا! "
تناولت السكين من يده في استعداد لغرزه بيده لكن اولا بعد سماع جانبه من القصة.. حيث ان دارك أخبرها عن التوأمين و أنه هو ولي أمرهما الوحيد.. كما أخبرها عن عراقيل عمله و كيف يعود كل ليلة منهكا من العمل و السفر من مدينة لأخرى لتوقيع صفقات عدة.. كل ليلة يعود للمنزل فيها يرتمي على سريره كجثة هامدة من كثر التعب و لم تسنح له فرصة للحديث معها رغم أنه يشتاق لها في كل لحظة.. كما أخبرها أن أحد التوأمين تعرض لحادث مؤخرا جعله في وضع صعب و لم يجد حلا أمامه سوى البقاء بقربهما لبعض الوقت و يعود حيث كان من قبل.. و بعد سماع تفاصيل قصته شعرت هيفين بالأسى عليه و على توأميه لذا لم تعد تلومه على غيابه قط.. كما انها بدت كأنها تلين له قليلا.. مسك حينها دارك يديها و قبلهما بحب..
دارك :" لكي أعوض عليك اسمحي لي أن اعد لك ألذ عشاء ستتذوقينه الليلة!"
لم تعترض هيفين لذا سمحت له بالقيام بما يريده بينما تبتسم بجانبية.. لكن لم يدوم ذلك طويلا فسرعان ما سمعا ضجة غير مألوفة خارج المنزل.. ذهبا صوبها لمعرغة مصدرها فإذا بهما يتفاجأن برؤية سرب كامل من دراجات الهارلي و معهما فلاد بصحبة تاتيانا يلحقان بهم بدراجته.. نظرات استغراب و استفسار في الآن ذاته اعترتهما.. قامت بعدها هيفين بسحب تاتيانا جانبا و أخذها لداخل المنزل بحثا عن جواب لأسئلتها بينما ظل الشابان مع رئيسة العصابة سكايلا و الشلة.. في تلك الأثناء دارت محادثة صغيرة بين فلاد و سكايلا لتتلوه مناداة سكايلا على دارك حيث أهدته شيئا سيلعب لصالحه فيما يخص علاقته بهيفين.. ما إن رحلت سكايلا و بقية الشلة قام بمراسلة هيفين لتجهز نفسها و يخرجا سويا بجحة إخلاء الجو للعاشقين فلاد و تاتيانا.. قرأت الرسالة من فورها و اختلقت حجة لتهرب سريعا من البيت و تخلي لهما المكان وحديهما..
صعدت سيارة دارك دون إذنه و تلاها هو الآخر بصعوده على متنها.. شغل محرك السيارة و قادها لتقاطعه بصوتها :"إلى أين؟"
دارك :"إلى مكان ما! إنها مفاجئة!"
لينتهي به المطاف آخذا إياها لقصره.. منظره من الخارج يبدو مظلما على عكس داخله.. لحسن الحظ كانت داليا ( أخته و توأم ديمون) تبيت في منزل رفيقتها أما ديمون فلا أثر له.. دخلا سويا و لم يتكبد عناء أخذها في جولة حول القصر بل نزع ربطة عنقه و أغمض عينيها بها.. ثم حملها بين ذراعيه و سار بها نحو مكان نزهته لها.. حديقة قصره الداخلية..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝑴𝑰𝑫𝑵𝑰𝑮𝑯𝑻☁︎𝑺 𝑴𝑰𝑺𝑻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن