34. جُزء .. مفقود !

15.3K 1.1K 2.8K
                                    





انتبهت لندبة كبيرة على جانب وجهه قريبة من أذنه اليسرى وبدت قديمة بعض الشيء ، كما لمحت يده التي كانت تحكم قبضتها على هاتفه وهو يبدو مترقباً بِشدة لشيء ما !

ولأن الباب مغلق بالفعل ولا يمكنه الدخول لجأت إلى حيلة سريعة وقد وضعت هاتفي على أذني بينما أقول بهدوء : اختبأتِ بسببه ؟

لحظات حتى أتى صوتها من خلف الركن ولم تُخفى عني الرجفة الطفيفة فيه : سأمنحكَ المزيد من القسائم ولكن .. تصرف وكأنك لا تراه وحسب ! طالما أنهيت التنظيف أغلق الإنارة وتظاهر بالمغادرة !

هكذا إذاً ..

ابقيت هاتفي على أذني وقلت بجدية : ابقي حَيث أنتِ .

اعدت ناظري إلى ذلك الرجل وقد ابتسَمتُ بهدوء أتظاهر بإنهاء المكالمة وأدس الهاتف في جيبي ..

أتصرف وكأنني لا أراه ؟ هذه الفتاة لا تتصرف بحكمة أبداً ! ستثير حيرته واستنكاره بمقترحاتها وحسب ..

ومع أنني لا أريد التورط أكثر في شؤونها فلا شيء جيد يأتي من وراء هذه الفتاة ولكن ..

تبدو حذرة جداً بالفعل ولا يمكنني تجاهل الأمر مهما حاولت !

اقتربت من الباب وقمت بفتحه بالمفتاح أُبقي كتفي على الباب بينما أتساءل بهدوء : مرحباً ، يمكنني مساعدتك ؟

نظر إلي بعينيه البُنية الحادة وتفحصني بتمعن قبل أن يحك عنقه ويتساءل بصوت مبحوح بنبرة عالية غير متزنة : متى يتم افتتاح المقهى صباحاً ؟

عقدت حاجباي أخفض رأسي فوراً أكبح انزعاجي الشديد من رائحة الشراب التي تفوح منه ممزوجة بالسجائر بوضوح وأكاد أستطيع تخمين ما قد تناوله للتو حتى ! ..

رسم على ثغره ابتسامة مترقبة وهو ينظر إلي بفضول : أخبرني .. لابد وأنك تعرف كافة زملائك هنا ، أبحث عن شخص ما و..

_ سيدي ، انتهى وقت عملي بالفعل ..

أضفت أحدق إليه بترقب : يُفتتح المقهى في تمام السابعة صباحاً ، ترغب في تجربة القهوة أو المخبوزات التي نقدمها ؟

تلاشت ابتسامته قليلاً وهو ينظر إلى الداخل قبل أن يعيد ناظره إلي وترنح بعض الشيء ليسند نفسه بيده التي استقرت على طرف الباب ، عاد لسانه الملتوي إثر ثمالته ليتحرك بينما يتساءل : أنصت .. هناك من أبحث عنها ! سمعتُ أنها تعمل هنا ، دعني أسألك أولاً ! طالبة جامعية تُدعى تاتيانا .. لا بد وأنك تعرفها !

حافظت على هدوئي بينما أستمر في التحديق إليه بترقب ..

إلّا أن هدوئي قد تذبذب أثر قوله بابتسامة عابثة ويده اليمنى يحك بها صدره دون توقف : هي تعمل هنا بلا شك ! تعامَلت معها ؟ تتحدث إليها؟

انتابني الإشمئزاز الشديد ما ان اقترب قليلاً وهمس بينما تحافظ ابتسامته العابثة على موقعها : متى تكون متواجدة تحديداً ؟

بَيْنَ الرّذاذْWhere stories live. Discover now