( العملاق )
وفي اليوم الثالث الذي كنت انفذ به وعدي لها ، واكسر جميع زجاجات الخمور من النافذة ، استفاقت طفلتي وتحركت ، ارتبكت كثيراً ، وتوقفت عن تكسير الزجاجات ، كنت خائفاً عليها ، ومن فزعها ، شعرت باهتزازها ، ورجفتها ، من خوفها ، فاخذت غطاء كنت قد صنعته لها من أوراق الشجر يناسب حجمها ، ووضعته عليها كي تشعر بالأمان ، وتعرف أنني لا اريد بها سوء ، وغادرت الغرفة كي تتحرك ، وتفكر جيداً ، ولكنها هربت كما توقعت ، كنت اريد تركها ترحل ، لكني أردت الحديث معها ولو لمرة واحدة ، ربما تعذرني عما فعلته بها ، امرت صيادي بجلبها مرة أخري من الشاطئ ، وبالفعل لم يمر وقت كبير وعاد بها في غرفتي ، تنزف الدماء من قدمها ، وفي حالة من الفزع ، والخوف مني ، كما سمعت أفكارها حينها ، وهي أحدي الهيبات التي لم افصح عنها...
عندما قلت لها ( لا تخافي ) ، كنت أريد أن أقول (الأطفال لا يهابون آباءهم ، ارجوكِ لا تخافي) ، ولكني نطقت بما يمكنني قوله ، بكاءها كان يمزقني ، كأنها قطرات من نار تراها عيني ، لكن تتساقط علي قلبي ..
كانت هذه المرة الأولي التي تكلم بها قلبي مع شخص غيري ، أفصحت لها عن كل ما بجبعتي ، عيناها كانت تشجعني للتحدث أكثر معها ، كنت أشعر أنني إذا أفرغت كل ما اريد قوله ، ستمر سنين ، ولن ينتهي كلامي معها ..
لم اتوقع رد فعلها عندما انتهيت
لقد تقبلتني ، تقبلتني طفلتي ، ولن تخاف ، كان هذا بمثابة الشعور الاعظم لدى ، لم أشعر بشيء مثله من قبل ، تلك المشاكسة الصغيرة فعلت بقلبي شئ عظيم ، جعلتني جميلاً لأجلها ...وعندما حملتها لأول مرة بين يدي ، وفقدت وعيها مرة أخري ، فزع قلبي خوفاً من فقدها ، أنا من اعتاد الفقد والوحدة ، رق قلبي ، ودق الخوف أبوابه بسببها ..
فحصتها بعيني ولم اتوقع ان اري مثل هذا في يوم ، تلك القطعة المستديرة الضعيفة التي تنبض بجوفها ، وبها بعض المشاكل التكوينية ، وبرغم معرفتي جيداً أن هذا حدث نتيجة ضعف جسدها ، إلا أنني شعرت أن هذا حدث بسببي ، لذلك حملت نفسي مسؤوليتها ، ومسؤولية صحة جنينها الي أن يكتمل ..
وعندما أخبرتها ، وخيرتها أن تبقي تحت رعايتي أو ترحل ، كان داخلي يحتاج بقوة لوجودها ، وللمرة الثانية لم تخذلني (صغيرتي ) ، واختارت البقاء معي بإرادتها دون خوف ، ومنذ هذا اليوم انقسم قلبي بينها وبين جنينها
في الأيام الأولي كنت احب مشاركتها معي في كل شئ ، وكلما كبر جنينها يتعلق قلبي به وبها ، اعتدت وجودها وأحببت الايام معها ...
كنت اسمع أفكارها دائماً ، وهي تفكر في زوجها ، وفي كيفية مساعدتي قبل رحيلها ، هي لا تعلم أن مجرد وجودها هنا هو المساعدة الأكبر بالنسبة لي ، فقط جعلتني أشعر أنني حي ، ويمكن محبتي مثل أي مخلوق ...لم تخلو الليالي من حديثنا المستمر ، ولم اخلو من ثرثرتها ، وازعاجها المحبب لقلبي ، فهي ذات فضول كبير لكل شئ ، ولكن هناك الكثير الذي لم اتمكن من شرحهُ لها ، كنت علي وشك الاعتياد علي وجودها ، ونسيان أمر رحيلها ..
ولكن عندما أتمت شهرها الخامس ، و اقترب موعد إنجابها ، حينها ابتعدت عنها علي أمل أن اعتاد حياتي بدونها من جديد ، لكن كيف يحدث هذا مع إصرارها علي الإقتراب ، والمحاولة معي ، حتي عندما تقمصت الغضب والاستياء منها ، لم تبتعد ، ولم تحزن ، وكأنها قد قرأت ما بداخلي ..
لم اسهو عن أمر صنع القارب لها ، وقمت بتصنيعهُ بنفسي ، وفي اليوم الذي بدءت بصنعه ، بالطبع كانت تلازمني ، وتجلس بالقرب مني في الغابة ، تساعدني بقطفها للفاكهة واكلها ، وكعادتها في الثرثرة ، واقتراحتها التي تناسبها فقط ، ظلت تتحدث ، وتتحرك بثقل بلا فائدة ، حتي جائت عند كومة ورق الاشجار التي أسقطها لاستخدمها في صنع دواخل القارب ، جلست عليهم ، وهي تقول :
ـ ساساعدك في عد هذه الأوراقوظلت تلعب بهم مثل الأطفال ، وتضحك إذا تطايرت من حولها ، وتتائب ، حتي غلبها النوم مكانها ، وبدءت في أحلامها الطفولية ، والتي كنت احب كثيراً رؤيتها معها ، تركت الاخشاب ، وجلست بجانبها مغمض العينين أري ما تحلم به تلك الصغيرة ، وكان هذا الحلم سبب في تغير مسار حياتي كلها ... ...
![](https://img.wattpad.com/cover/331922672-288-k161590.jpg)
أنت تقرأ
العملاق أديل ما _الجزء الأول
Fantasyأديل ما ... هو عملاق ضخم قبيح يعيش بجزيرته التي تتوسط البحر وحيداً، يقوم باختطاف انثي من البحر ليطلب منها اغرب ما يمكن سماعهُ ... تعالوا نشوف أسطورة أديل ما وأسرار جزيرته وحياته الغامضة الشيقة والفتاة اللي هيقوم باختطافها هيحصلها اي !