Ch.37 - Answers

181 17 4
                                    


" أنتِ بخير؟ " خرجت الحروف بتردُد واضح من بين شفتيهِ، وجُهه يُذكرني بكل شيء مررتُ به وكرهتهُ ولكن؛ ملامِحُه جعلتني أدرُك الفَرق الشاسع بين الماضي و الحاضر؛ بين الشخص الذي كانه والذي بات عليهِ الآن ..

" بِخير " تنفستُ الحروف، أشحتُ بوجهي بعيدًا تفكيري يتكثف بِاللاشيء

"أعتذر، أردتُ فَقط الإطمئنان أنكِ بخير " نبرة الآسف و التوتر بصوته وصلتني، إشاحتي لوجهي جعلتهُ يشعُر بالرفض رغم أنني لم أقصد ذلك

" لا تتأسف " قلتُ عاقدة حاجباي، إشاحتي لوجهي كانت بسبب شعوري بالعار؛ لم أستطِع النظر لوجهُه الحزين بعدما طردتُه من المنزل تلك الليلة وبمجيئُه هنا بدى وكأنني المخطئة

رَفعتُ يدي، دعوة صامتة ليديه أن تحتضن يداي بينما ملامحي الهادئة خانتها عيناي الجامحة التي إحمرت تحبس الدموع بها. نظر لي بحيرة لثانية؛ غير متأكد من مقصدي و غير متوقع لطلبي وكأنهُ يحتاج لأن يتاكد أكثر

أومئتُ برأسي بخفة، دمعة هربت من عيني و شعرتُ بدفئها على وجنتي وسرعان ما أدركَ هو سُرعان ما تحركت قَدميه، كفُه الغليظ إحتضن كفي المحتوى على ندوب الحادث بلطف لأرخى ذراعي بينما أشعر به يضغط على يدي

" لطالما كرهتُك " همستُ لِيرفع عيناهُ لي

" بَغضتُك و أحتقرتُك، كرهتُك حتى آذاني كرهُك ونسيتُ كونكَ أخي "

سحبتُ نفس عميق :" لطالما رأيتُ ذلك الرجُل بك، ولستُ أدري هل كرهتك بسبب ذلك أم كرهتُ شخصك "
" أنا لستُ هو " قاطعني فورًا، عيناه تحجرت و كأنهُ يرفض هذه الفكرة

" أنتَ أحببتُه " أخبرته الحقيقة :" انت أحببته و تركتني و أمي بسببُه، كُنت قاسي فقط مِثلُه "

" ولقد عُدت " قاطعني لأهز رأسي :" وما الذي أنتظرته بعودتك؟ أن ننسى كل شيء؟ أن أحتضنُك و أقول مرحبًا بك يا أخي بعدما تركتنا في الشوارع وطُردنا؟ ذهبت ورأيت حياتك؛ كنت أناني فقط مثلُه إيثان .. لم تدرك أن والدتنا تعذبت بسببه وكرهتُه- "

" هي لم تكرهُه، لطالما حاولت تحسين صورته أمامي و أمامك حتى " دافع بإصرار

" لإنها لم ترد أن تجعلنا نكرهُه،  هي كرهتهُ زوجًا و حاولت جعلنا ألا نكرهه أبًا لكن كان قد فات الآوان كثيرًا على محاولات تحسين صورته المشوهه أمامي،  لقد كرهتُه منذُ أن أصبحتُ واعية لأفعالُه؛ ولقد كرهتُك لإنهُ كان بيدك الفرصة ألا تُصبح مثله ورغم ذلك أصبحت. ألا تدرك أنهُ السبب بعدم رؤيتنا لجدي وجدتي ؟ "

"ماذا تريدين بعد أن اكتشفتُ أنكم خبئتم الأموال عن ابي لكي لا تعالجوه "

" نحن لم نخبئ شيء نورثن،  الإجراءات القانونية كانت تأخذ وقت كبير و لكون أمي لا تريد أبي أن يعلم بوفاة والديها حتى ذلك الوقت جعلتها لا تأخذ أي شيء؛ والدتك لم تستلم ميراثها إلا بعدما مات أبي لذا لم يكن لديها يد للمساعدة فكانت حالته ميؤوس منها بالفعل، فقط كما أنت ميؤوس منك " بصقتُ بالنهاية بغضب، لقد أردتُ أن نفتح صفحة جديدة لكنه لا يتغير أبدًا

Aurora 'Arabic' H.SWhere stories live. Discover now