12

657 46 55
                                    


ماذا  قصرتُ في حقِك لتطلُب العوده إلى الملجأ؟'' ضربتُ على المقودِ بنفاذِ صبرٍ و انا أتساءل.'' أنتم تعاملون كالحيواناتِ هناك و تُصنفون بقذارةٍ و عنصريةٍ واضحه! أهذا ما تريد العودةَ إليه؟!'' و أرى الصدمةَ في عيونِه و وددتُ لو قُطع لساني قبل الحديث. ضربتُ على المقود بغضبٍ يُكرهُني حياتي. أشدُ شعري و أجزُ على أسناني حتى شعرتُ بفكي سيُكسر.

تنهدتُ أحول إصلاح ما لتوِي قد نطقت لكن يبدو أن الرب يكرهني اليوم.
'' يكرهونكَ و لا يُريدون لأحدٍ أن يأخذك ! إن لم أصرُ على تبنيك لَبقيت هناك حتى الفناء!'' ما بالُ اللسانِ ينطق بما لا أريد؟
''ألا يعجبُكَ دلالي؟'' و لم أسمع إلا صوتُ بكاءٍ و شهقاتٍ بائسه.
شهقاتٌ داميه وددتُ لو أموت قبل  سماعها. ينظُر لي بمقلتاهُ يذبحني و يبعثر غضبي الآن. بدى مخذولاً بعض الشيء. ظن أن الأمان في الملجأ حيثُ كان.
'' ولن تعود إلى هناك والربُ لن تفعل!'' و لكنهُ بكى أكثر و أكثر و لا شيء يُسكتهُ الآن. أعضُ على أصابعي من الندم.لم أقصد. لكن كان يجب أن يعلم حقيقة نا يدور حوله.

حملتُ جسدهُ برفقٍ و كان مُستسلماً إلى لمساتي.  لا يقوى على الحديث أو الحراك فقط يبكي و يُشذب روحي معهُ. يقول أنهُ يَكرهني و يُخبئ رأسهُ بين أحضاني..يريدُ أن يُفارقني لكن تروا تعلُقه و تمسكهُ بي.وضعتهُ على الأريكةِ و رُحتُ أُضيءُ الأنوار.  عُدتُ أجلس إلى جانبهِ و بداخلي أنا غُصةٌ أليمه،بكاءٌ عالقٌ في حنجرتي كيفَ أخرجه؟ مال برأسِه على كتفي و بكى بشهقاتٍ آلمت روحي،هل يعلم بتأثير بكائهُ علي؟

و بحنان قلبي  قد قَربتهُ إلى أحضاني،فإستوطن أحضاني و دفن رأسهُ إلى عُنقي و لف ذراعاهُ محتضناً جسدي إليه أكثر..و انا حاوطتُ خصره بيداي.
طبعتُ أول قُبلاتي على شعرِه. أردتُ أن أهدئ بكائهُ و أن أعتذر. لكنني جاهلٌ يا ساده جاهل. كان يبكي و مع كُل شهقةٍ فإني أقبلُ  شعرهُ حتى هدأ بكائهُ متحولاً فقط لشهقاتٍ خافته.'' لِما البكاء يا روحَ أباك؟'' و لا يزالُ يأبى الحديث و يدفن وجههُ في عنقي،أشعرُ بأنفاسِه السريعه،دافئةٌ تضرب ذلك الجلد في رقبتي.أغمض مُقلتاي و أقربُ خصرهُ ألى جسدي أكثر.

'' تُريدُ الحديث؟'' سألتُ و هز رأسهُ موافقاً يالسعادتي بأولِ
خُطاي لمُحادثتِه.باعدتُ وجههُ عن رقبتي أجعلهُ ينظُر إلي.اردتُ فقط أن أرى عيناهُ آسرتيأنفاسٌ مُضطربه حاولتُ تهدئتها.
شهيقٌ و زفير،كان يُقلدُني حتى هدأت أنفاسهُ و إستقرت.
لانت ملامحهُ ممتزجتاً بالتعب و الإرهاق،ذبُلت عيناهُ إثر البُكاء و إرتسم داخلها نقوشٌ حمراء،تلك الحلوه!

'' حادثني يا بهي العيون'' نطقتُ أمسح على شعرِه و وجهِه أباعدُ الخصلات التي تمنع عني رؤيةُ البدرِ كاملاً،و أرى على ملمحهُ خجلٌ طفيف،حيثُ حَول نظرهُ إلى إدى الزوايا بإبتسامةٍ حلوةٌ خَجِله.'' لما البكاء، هاا؟'' عاودتُ سؤالي لأرى تلك الحلوةُ قد مُلِأت بالدموعِ مجدداً،و عبست شفتاهُ و أرخى جسدهُ فوق خاصتي.إحتضن جسدي بقوةٍ بين بكائه يخبرُني أنهُ يكرهني و يكره وجودي.

 زمهريرَ|| وُوسَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن