الفصل الاول

6 0 0
                                    

أن يجلس على مقعد ينظر إلى النافذة التي تطل على الحديقة الخاصة بالمنزل، كانت تعكس الصورة الخارجية للزهور و، والشجر، ولكنه لم يكن ينظر على ذلك الانعكاس لا ينظر إلى هذه الحديقة الجميلة، بل ينظر إلى صورة وجهه عبر الزجاج الفاصل بينهم .

ينظر إلى الصورة التي أصبح عليها بعد ذلك الحريق الذي حدث في الدار .

كان الحريق قد شوه نصف وجهه، مظهره هذا جعله يشعر بالحزن على ذاته، على ملامح وجهه الذي قد دمرت .

جلس بشكل مريح ونظر إلى الطبيب النفسي وبدأ في تذكر الماضي ..... ذكريات قد حدثت في الماضي .

في يوم كانت الغيوم كثيفة في السماء، والمطر يصدر صوت عند وقوعه على الارض؛ خرجت سيدة في منتصف العمر ذات شعر أسود مموج وطويل من غرفتها متوجه نحو الغرفة المجاورة التي كان ينام بها صغيره "عدي"، جلست بجانبه على الفراش حتى تجعله يستيقظ وقالت :- هيا يا"عدي"حتى تذهب إلى المدرسة .

فتح "عدي" عيناه الرمادية وقال :- لا أريد الذهاب اليوم .

ابتسم "الام" قائلة :- بتأكيد لا، أني كنت أتوقع أن تذهب إلى المدرسة دون أن أتي لك .

جلس "عدي" على الفراش ونظر إلى والدته قائلاً :- "أمي" أين أبي؟، ألم يأتي بعد؟ .

نظرت له قليلاً في توتر، كانت تشعر أن هذا اليوم لن يمر مرور الكرام، تشعر بطاقة سلبية تلتف حول هذا المنزل؛ تنفست في عمق وضمت "عدي" إليها، ورغم أن "عدي" طفل لا يتعدى عمره الثامنة، ولكن كان لديه بصيره ويشعر بوالدته ملس على ظهرها في حب وحنان، ابتسمت "الام" على حنان طفلها الصغير وقالت :- ما رأيك أن لا تذهب إلى المدرسة اليوم .

ورغم محاولة "الام" على الابتسام وإخفاء حزنها إلا أن "عدي" راى تلك الدموع التي بداخل عيناها ابتسم لها قائلاً :- موافق بطبع.... ولكن متى سوف ينهي "أبي" تلك القضية التي في يده .

قالت "الام" في قلق :- لا أعلم يا صغير، من المفترض أن ينهي هذه القضية اليوم.... يمكن أن يأتي في الليل .

كان الوضع كئيب بشكل كبير، وحل الصمت بينهم فقال "عدي" بابتسامة محاولاً تخفيف القلق الذي بداخل قلب والدته :- ما رأيك أن نذهب حتى نعد كعكة الشوكولاته التي يحبها "أبي"، أنك تصنعي الكعك لطريقة رائعة .

ضحكت" مها"وهي تعلم أن هذه أحدى محاولته أن يخرجها من هذا القلق، أمسكت "مها" بيد صغيرها وسارت به نحو المطبخ قائلة :-والآن دعنا نعد ما تحب .

قرع جرس المنزل، نظر"عدي"إلى والدته ثم ركض نحو الباب ظن منه أنه أبيه؛ فتح باب المنزل ولكن تدلا كتفيه في خيبة أمل وقلب وجهه في لا مبالاة وهذا بسبب وجود عمه وزوجته وابناهم الاثنان .

بهت وجه "مها" ما أن أبصرت شقيق زوجها يقف أمام صغيره داخل منزلها، ذهبت "مها" سريعاً نحوهم وهي تقول بتوتر واضح في نبرة صوتها :- مرحباً.. مرحباً بكم، كيف حالك يا أستاذ "محسن"، ما هي احوالك يا" عبير "، تفضلوا إلى الداخل لما تقفون في الخارج .

غرفة اعدامOnde histórias criam vida. Descubra agora