الفصل السابع

8.2K 212 27
                                    

الثانية فجرا..

كان أدهم يطرق باب فيلة والده بعنف...بداخله
إندلعت نيران الغضب، لا يستطيع السيطرة عليها
لا زال لا يصدق ماذا حدث معه و كيف سيتصرف في هذه الكارثة التي حلت فوق رأسه.
تلك الحقيرة لا يعرف كيف وثق بها و هي
إستغفلته بكل بساطة لقد شك بها منذ
أن رآها ترتدي ذلك الفستان الفاضح الذي يشبه
فساتين فتيات الليل و العاهرات..ثم إصرارها
و غضبها عندما لم تجد زجاجات المشروبات
الكحولية التي قام بإخراجها من الغرفة اثناء
إستحمامها...
هل ظنته بهذا الغباء و السذاجة حتى لا يكتشف
أمرها و أنه ليس الأول في حياتها؟
أما انها ظنته ليس رجلا حتى يمرر لها فعلتها
بهذه البساطة...
لعن نفسه و غباءه و تسرعه للمرة الالف و شتم
و بصوت عال عندما فتحت له الخادمة الباب
و على وجهها علامات النعاس..

أبعدها عن طريقه بعنف ليأخذ طريقه نحو
الدرج...طرق باب جناح والديه ملجأه الوحيد
حتى يجدو له حلا لهذه المصيبة التي جابها
لنفسه....
-في إيه؟
كان هذا صوت والده الذي أطل برأسه
ليرى من هذا الذي يطرق الباب في
هذه الساعة المتأخرة....
دلف فهد كالاعصار ليجد والدته قد
غادرت فراشها هي الأخرى و تربط
روب قميصها على خصرها....

وجهها تلون بألوان الطيف و هي ترى
وجه فهد الغاضب و الذي بدأ و كأنه ثور
هائج، شعره أشعث و غير مرتب و كذلك كانت ملابسه و عينيه حمراوان كلون الدماء ...

تحدثت بصعوبة بينما تجزم انها
تستمع لدقات قلبها التي تسارعت من شدة
القلق :
- في إيه يا حبيبي إنت كويس... إيه اللي
جالك دلوقتي من جنب مراتك.....

لوهلة رأت نظرات الذل و الندم في عينيه
التي سرعان ما تحولت إلى غضب حارق
و هو يردد بصوت مختنق :
- طلعت مش بنت يا أمي... الحقيرة إستغفلتني
و....

غصة مريرة سكنت حلقه لتوقفه عن الكلام.. ليندفع
محتضنا والدته التي وضعت يدها على فمها تكتم
صدمتها من كلامه ..
بينما يدها الأخرى إرتفعت  لتستقر على ظهره
الذي كان يرتعش من شدة الغضب...
نفخ بصوت عال حتى يسيطر على نفسه
فالان ليس وقت الضعف و النحيب على
خيبته بل يجب عليه أن يتصرف بسرعة
خرج من أحضان والدته و هو يمسح دموعه
العالقة بأهدابه قبل أن تنزل ثم هتف بتصميم :
- أنا مش هسيبها تفلت بعملتها بسهولة، هخليها
تندم على اللحظة اللي فكرت فيها إنها تخدعني...

أتاه صوت والده الساخر و الذي خرج للتو من
الحمام بعد أن غسل وجهه :
- و هتعمل إيه يا حسرة ماللي حصل خلاص
و المدام بقت مراتك و العالم كله عرف يعني
حتى لو طلقتها مش هتستفيد حاجة
إلا إذا كنت عايز تفضح نفسك...إنت فاهم قصدي
طبعا.. داه غير المهر و المؤخر اللي سيادتك
كتبته في عقد الجواز ؟

نظرات والده جعلته يخفض رأسه بخزي
خاصة بعد أن سمعه يضيف :
- إنت حر إعمل اللي تعمله. إنت بنفسك اللي  إخترتها
و تحديت الكل عشانها و لوحدك كمان هتتحمل
نتيجة إختيارك داه ".

حب إجباري(نوفيلا) Where stories live. Discover now