الفصل الرابع:وَنَسْ

36 2 0
                                    

"واتلم القرد علي النسناس وقعدوا يجيبوا في سيرة الناس" أردف بها أسر إلي حازم وعمر الجالسين في مقهي صغيرٍ يجتمعوا فيه عادةً في أوقات فراغهم.

نظر كلاً من عمر و حازم لآسر وأردف عمر بغيظ " يراجل شوف نفسك الاول مبتسبش حد غير ما تجيب سيرته "

سحب أسر مقعد ليجلس بجانبهم وهو يردف " يراجل أرحم ودان حازم التعبانه ده انت مسبتش ودنه كنتوا بتقولوا اي بقي يا قرد ويا نسناس "

ضحك حازم علي أسر وأردف " عمر كان معزوم مع أهله فكان بيحكيلي علي الي حصل وأنه قابل البت بتاعت الزبادي دي فاكرها؟"

حدق أسر في سقف المقهي كأنه يتذكر من هذه ثم صرخ فجأة وهو يهتف" أفتكرتهااا دي البت الي مدتلوش حقها"

حرك كلاً من حازم وعمر رأسيهما بمعني نعم ثم أردف عمر " ايوه هي دي شكلها اتغير جامد تحسها بقت من غير روح كده عينيها معدتش زي اول مره شوفتها فيها تحس كده عينيها مليانه حزن حاسس انها متمرمطه "

حدق أسر وحازم لبعضِهما بنظراتِ خبث وأردفوا في نفسٍ واحد " ألعب"

حدق عمر لهم بنفاذِ صبر وأردف " انا غلطان إن بتكلم معاكوا "

أردف حازم بضحكٍ " يا عم الولهان انت عايز تقنعني بعد الوصف ده كله مفيش ذرة إعجاب "

أستقام عمر من مقعده وأردف " والله لو مبطلتوش الهبل ده همشي"

أردف أسر سريعا وهو يسحبه ليجلس مرةً أخري " أقعد أقعد هنسكت اهو"

نظر عمر لحازم الذي وضع يديه علي فمه علامة سكوته.

أردف عمر لهما " ايوه كده أحبكوا اكملكوا بقي بعد اما شوفتها وقولت حرامية العشره جنيه امي سمعتني وطبعا عمتي متسيبش الموضوع يعدي قعدت تقول اي الي ابنك يقوله ده قدام الناس الي هما جواز ولادها وكده وان بوظت القعده بالكلمتين دول وبعد اما روحنا امي ما سبتنيش غير اما كرهتني في نفسي مفكراني لسه عيل في ابتدائي تزعقله متعرفش ان خلاص قربت علي السبعه وعشرين "

أخرج عمر كل ما في صدره لصديقاه هم الوحيدون المستمعين لشكواه.

أردف حازم وهو يربت علي كتف عمر " مضايقش نفسك هي بس عايزاك تبقي أحسن واحد ومتغلطش قدام عمتك انت الكبير برضه و عارف علاقتهم ازاي مع بعض"

أردف عمر له بسخطٍ"متقولش كلمة كبير دي قرفتوني بيها "

أستقام أسر ووضع حساب ما طلبوه علي الطاوله وهو يردف " حصل والله الأخ الكبير الي بياخد علي قفاه دايما و يلا عشان هوديكوا مكان تعملوا فيه موف اون من اي حاجه مضيقاكوا"

صعدوا جميعهم في سيارة عمر الجيب ، جلس أسر بجانب عمر بينما حازم جلس في الخلف.

"ملاهي يا أسر" أردف عمر بعدم تصديق .

"والله احنا غلطانين إن مشينا وراك لف وارجع يا عم عمر الولا ده عايز يعيل من اول وجديد"

ترجل أسر من السيارة وأردف من خلف زجاج السيارة " امشوا انتوا بقي انا عايز اروح الملاهي "

حدق عمر وحازم لبعضهِما بتفكيرٍ ، أردف عمر " خلاص انزل يا حازم نجرب الملاهي تقريبا مروحتهاش من تالته إعدادي "

وافقه حازم وأردف وهو علي وشك الترجل من السيارة " الصراحه الواحد حن للايام دي بجد"

كلاهما وجدوا في أنفسهم جزء صغير يطالب بالنزول والذهاب ، ليس من العَيبِ أن نطالب ببعض المرح لكي نتناسي ما مررنا به من آلام ومشاقٍ في حياتُنا لا ضرر من أن نطالب لأنفُسنا بعض الحُريه وتجريدُها من أعباء الحياة ليس من الضرر أن نرجع بالعمر للوراء لماذا هذه الأشياء ترتبط دائماً بالعُمرِ كِلانا بشر .

وقفوا أمام بوابةِ الملاهي وهم يحدقون في وجوه بعضِهم بفرحه عارمه وابتسامه تشق وجوههم جميعاً.

أردف أسر بإبتسامه وهو يسحبه خلفه " لنتناسي يا أصدقائي اي شئ عكر مزاجنا"

---------------------------

إنتقام من نوعٍ آخر |سِهام|Where stories live. Discover now