الجزء الثامن

75 7 1
                                    

بِسم رب الحُسـين الغريب عليه السلام

العلوية زينب | بدأت مراسم الحزن تقرع طبولها على خوافقنا في كل يوم كنا نذهب قرابة الساعة الرابعة عصرا الى الهيئة ونبدأ بالتحضير والتجهيز سرعان ما اندمجنا انا وزهراء مع بقية الاخوات في الخدمة أصبحنا كـ خلية النحل نعد ونستعد كانت الهيئة من اكبر الهيئات في محافظتنا كان الطابق الثاني مفرغا للنساء بشكل كامل  ومزود بشاشات عرض كبيرة و اعداد المعزين من رجال ونساء بلآلآف، الطابق الارضي كان للرجال مفصول المداخل والمخارج عن الطابق العلوي وعلى الرغم من هذا كانت توصيات السادة لنا مستمرة ومنها:  ( ديروا بالكم وحده من النساء تجي ع مكان تجمعات الرجال بالخروج دائما وصوهم يطلعون من الطريق الثاني وهالله هالله بالٱمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خلوا عزائكم حسيني فاطمي، اياكم تشوفون وحده من الاخوات اذا كانت لاسامح الله هيئتها ما تليق بالعزاء من لبس او تبرج وتضلون متفرجين استقبلوهم برحابة صدر لان هذا مجلس ابو علي مو من حق اي شخص يطرد واحد من عنده او يقصي ولكن انتو بكلامكم وياهم ونصائحكم قوموا تصرفاتهم وخلوهم معزيات لائقات انهم يجون يعزون فاطمة الزهراء عليها السلام ) وهكذا كانت تسير الامور الاعداد كانت كبيرة جدا وكنا نسعى جميعا ان نسير وفق هذه النصائح ويكون عزائنا خالٍ من اي امر مِن الممكن ان يؤذي قلب مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه او مولاتنا الزهراء عليها السلام ان حضروا المجلس ورأوا هذه الامور.

العلوية زينب | ليلة السابع من المحرم
ليلة ما اصعبها من ليلة
كانت صعبة علينا جميعا، هذه الليلة خاصة جدا رغم اننا نعلم جيدا ان استشهادهم جميعا حصل في اليوم العاشر من المحرم ولكن ليلة السابع نبدأ بأستشعار الفقد للمولى ابا الفضل العباس عليه السلام بكل شعورنا

كنا انا وزهراء قد نزلنا الى الطابق السفلي فقد حان الوقت للذهاب الى الهيئة واثناء نزولنا سمعنا صوت قصيدة ( راح اخوي - قحطان البديري)  تصدح في الارجاء

وتفاجأت بمنظر السادة ( السيد احمد يسند السيد حيدر الي صدره ويحاوطه بيديه ويجهشون بالبكاء بطريقة تقشعر لها الابدان) 
تصنمنا في مكاننا انا وزهراء ولم نعد نعرف ما نفعله واستسلمنا لدموعنا واندمجنا مع كلمات القصيدة
هذه لم تكن المرة الاولى التي نشاهد فيها بكائهم ف في الهيئة اثناء تنقل الكاميرات على الحاضرين كنا نراهم ونرى جزعهم وحزنهم خصوصا وهم في الصفوف الاولى لتنظيم - عزاء اللطم - ولكنها المرة الاولى التي نراهم بهذه الحالة مستشعرين الفقد قبل ان نذهب الى الهيئة وقد غيم عليهم الحزن

بعد انتهاء القصيدة اعتدلوا في وضعهم واخذوا نفسا عميقا
اردف السيد احمد قائلا بحشرجة في صوته : علوياتنا الليلة ليلة ابو فاضل وهاي الليلة عدنا توازي ليلة العاشر لا تلومونا ولا تستغربون حالنه ولا جزعنا بهل ليلة عدنا محرم كله بكفه وليلة ابا الفضل بكفه..

عشقٌ طاهر Where stories live. Discover now