شاشات

17 5 6
                                    

غدونا نعيش في عالم افتراضي حاصرين أنفسنا خلف شاشة إذا خسرت وميضها نخسر عقولنا! .. شاشة من خلفها نراقب بعض السخافات، هذا يعرض حياته في مقطع وآخر يسخر منه في مقطع حتى فقدنا تواصلنا الملموس على أرض الواقع!

ونتساءل كيف غدونا جيلا انطوائيا متهشم الأرواح لا يرتاح سوى في العزلة والظلام...

جيل لا يرضى بحياته ويتهرب من واقعه...

جيل يخشى المواجهة حتى مواجهة أتفه مشاكله...

جيل يبالغ في تعبيراته لا يستخدم كلمة "مشكلة" إن كانت كلمة "فاجعة" ستفي بالغرض...

لم نعد نشعر ببعض "الضيق" وإنما صرنا "مكتئبين"

لم تعد الفتاة تبحث عن "زوج صالح" بل تبحث عن "أعظم انتصاراتها"

نضخم كل شيء ونبحث عن يوتوبيا التي نسخر منها عند القراءة عنها...

غدونا فارغين من الداخل وخسرنا بعضنا وأنفسنا!

نحن في غفلة لا ندري متى قد نستيقظ منها...

لكننا نرجو...

نرجو أن يحدث ذلك قبل فوات الأوان...

قبل أن نخسر أرواحنا...

قبل أن نخسر جوهرنا...

قبل أن نخسر حقيقتنا.

نحن من عقد حياتنا بأيدينا، نحن من ضللنا عن حقيقتها...

نبحث عن المثالية في كل شيء...

نقلد غيرنا تقليدا أعمى صافعين بمبادئنا وتقاليدنا عرض الحائط!

حتى لو كان يعرض فقط الجزء الجيد من حياته...

حتى لو كان لديه ملايين المشاكل والضغوطات...

نحن لا نزال نحلم بهذا الجانب المثالي الوردي...

سخطنا على واقعنا ولو رضينا به لأشرقت قلوبنا ولزال عنها تحجرها...

سخطنا على كل شيء...

بسبب شاشة...

بسبب واقع افتراضي ملموس...!!!!

واقع افتراضي ملموس!!Donde viven las historias. Descúbrelo ahora