الفصل الثاني!.

22 2 62
                                    

جلست في العربة هي وأمها و شقيقها كريس في إنتظار والدها الذي استدعاه ولي العهد لحديث منذ ساعتين ، وبعد طول إنتظار أتى الدوق ديكس وركب العربة ، فقال كريس متبسماً بقلق:

- آسف يا والدي على هجومي على ذاك الأبله ، أخشى أن أكون قد سببت لك مشكلة مع أني أشك أن جلالته قد يغضب على هذا.

- لا أبداً ، أقتل وسأدفع الفدية ، و نأسوا بأموالنا آثار أيدينا.

قالت ديانا ضاحكة:

- ثلاثتكم اليوم حقاً بغاية الغرابة.

عادت إلى قصر هيرنيم ، ونامت تلك الليلة بعد أن أغشاها النوم من كثرة التفكير ، و لكن كل ما كان قلبها يهتف به هو الكره للمجتمع الأرستقراطي ، ورأت ذلك الفتى الأبيض الذي تراه دائماً في أحلامها ، كانت تستغرب أنها تصبح طفلة ، وتحادثه عن تفاصيل يومها ، و يبتسم لها دافئاً.

استيقظت في اليوم الثاني وتناولت الفطور مع عائلتها بهدوء ، وثم جلست في غرفتها قرب الشرفة ، وأشعة الشمس الحنونة تضيء خصلاتها الذهبية ، و البنفسج الذي في عينيها يلمع حينما تبتسم!.

دخلت خادمتها المقربة نينا بعد الاستئذان ، و قالت :

- جلالة الدوق يطلبكِ لمكتبه.

- أنا آتية ..

استغربت استدعاءه في هذا الوقت ، لربما يكون ذلك الرجل الذي تشاجرت معه بالأمس يكيد لها! ، دخلت على الدوق ديكس بعد الإذن ، كان الدوق ديكس رجلٌ حزين أسود الملابس دائماً حداداً على شقيقته التي ماتت صغيرة هي وزوجها ، وكان حسن الملامح ذهبي الشعر بنفسجي العينين ، طوقت عيناه بأهداب ذهبية كثيفة ، رجلٌ أربعيني مازال الشباب فيه .

- كيف حالك يا أبي؟.

- بخيرٍ يا فيوليت ، وأنتِ؟.

- بكل الخير.

- تعلمين أنني لا أستدعيكِ نهاراً و لا أود ذلك ابداً  كي لا أقلقك لكن الأمر مهم .

- ما الأمر يا أبي؟.

- ولي العهد.

- الملك الواعد أليكسيس جيمان ، ما به يا أبي؟.

- ... طلب يدكِ للزواج ، وسيكون عليك المغادرة في غضون شهر لأنكِ الأميرة المتوجة ابتداء من الآن.

- ماذا؟!.

- يا بُنيتي ، ستحدثكِ أمك ، ولكن اسمعيني ما كنت لأوافق لو لم أر فيه خير رجلٌ لابنتي ، فيوليت أولا تكرهين النبلاء؟ ، هذا ملك من دماء ملكية! ، رجلٌ أعرفه منذ سنوات وأعرف والده ولن يكون هناك أنسب منه لكِ في هذه الدّنيا!.

- حسناً..

استغرب ديكس من موافقتها السريعة وعدم غضبها ، وسأل:

- ماذا؟ ، أولن تعترضي؟.

- لمَ أعترض؟ ، لا يوجد ما هو أنسب من هذا العرض وعلى أي حال علي الزواج.

- يا بُنيتي...

لم تحزن ولم تنزعج ، بل ولم تبدو البتة كما لو أنها تلقت عرض زواج من شخص لا تعرفه ولم تراه إلا مرتين ، من بعيد ولم ترى سوى شعره الفضي المميز ، آمنت بكل تدابير القدر ، وأينما وضعت واطمئنت نفسها فهذا هو مكانها المقدر ، عادت إلى غرفتها لتنهي قراءة كتابها ، فتحت الباب ووجدت ديانا أمامها ، حضنتها ديانا باسمة ، وقالت:

- فيو يا صغيرتي الجميلة لقد كبرتِ حقاً! ، أوه إعذريني يا أيتها الأميرة المتوجة لقد اخطأت.

- تبدين متحمسة يا أمي ، لم يسبق لي أن دققت في ولي العهد ، هل رأيته من قبل؟.

- إنه شابٌ في مطلع العشرينات ، أما وجهه فسترينه بنفسكِ؟ ، ما بكِ أأنتِ قلقة من أن لا يكون حسن الوجه؟.

انتفضت فيوليت وقالت:
- كلا! ، كلا! ، هذا ليس المهم.

- بخصوص جلالته ، لا تقلقي .

- ألم أسمع عن أميرة تلاحقه منذ مدة طويلة؟.

- إنه لا يهتم بها ، كما أنه الأنسب لمبادئكِ .

- أنتِ مُحقة .

فِينا!.Kde žijí příběhy. Začni objevovat