PASSION01

107 12 12
                                    

و من هنا انطلق ذلك الطالب بكل سرعته ليلحق الحافلة،فهو و للاسف الشديد لم يستيقظ باكرا اليوم بسبب سهره المفرط في الليل تضحيرا للامتحان الاخير الذي به يكون انهى مسيرته الدراسية ليصل بعدها الى حلمه الذي لطالما سعى له منذ طفولته و لحسن حظه وصل قبل ان تتنطلق الحافلة ليصعد بسرعة و يتخذ له مجلسا محاولا التقاط انفاسه، بينما يفكر انه يجب عليه العودة لممارسة الرياضة عاجلا كي لا يفقد لياقته البدنية.

وضع سماعته و اخرج من حقيبة ظهره كتابه ليعيد المراجعة للمرة الالف ربما رغم انه ذكي الا انه يخاف ان ينسى او شيء كهذا، و في نفس الوقت حتى يمضي الوقت فالطريق طويل بعض الشيء و لا مرافق له في وحدته غير كتبه و سماعته.

كان ذلك النوع من الاشخاص الهادئ الذي لا يتدخل في شؤون غيره، عاش منذ دخوله الجامعة مستقلا بنفسه بعد ان غادر منزل والده الى العاصمة طوكيو ليلتحق بتخصص احلامه متخليا عن رفاهية والده معتمدا على نفسه، و رغم كون الامر صعبا في البداية الا انه اعتاد مع مرور لوقت و استطاع ان ينظم وقته بين عمله و دراسته و فترات تدريبه.

نزل بعد فترة مزفرا بخفة كمحاولة منه لتهدئة نفسه و تقدم بخطواته المتزنة الى قسمه حيث اتخاذ له مجلسا كالعادة لا يحب ان يكون اول الصف و لا ٱخر فيجلس في المنتصف سواء في الدراسة او الإمتحانات بعد فترة وجيزة دخل المعلمون ليوزعوا لهم الاوراق و بسرعة بدأ الطلبة في الإجابة.

خرج ليفاي من الجامعة مبتسما بخفة، أخيرا انتهى من الدراسة و في غضون اسبوعين سيطلق عليه لقب الدكتور اكرمان حيث تخصص في جراحة القلب اذ انه خسر امه التي كانت مصابة بمرض قلبي مزمن، و منذ تلك اللحظة قرر ان يكون طبيبا و ينقذ الأرواح، لا يقصد المرضى فقط بل عائلاتهم ايضا و احبائهم فهم اكثر المتضررين عند الموت.

عاد ليفاي الى شقته التي اجبره والده على العيش فيها مقابل ان يغادر مدينته الاصلية و كل هذا ليضمن راحته افضل من السكن الجامعي، و قد كانت شقة متوسطة الحجم تحتوي على غرفتين ملحقتين بحمامهما الخاص، مطبخ و غرفة جلوس مع شرفة جميلة، كانت بطابع حضاري و كلاسيكي في نفس الوقت يغلب عليها الأثاث البني و الأسود و رغم كونها مرتبة يمكنك ان تلاحظ الكتب المنتشرة في ارجاء الغرفة.
بعد ان نظف المنزل، قام بتحضر حمام ساخن ليتلخص من كل ذلك التعب الذي لازمه طيلة فترة تجهيزه لامتحانه الاخير و الذي كما ذكر سابقا بمجرد اجتيازه سيطلق عيه لقب الدكتور، شرد ليفاي في اعكاسه في المرآة  في ذهنه تتبادر بعض الذكريات 

'سأصبح طبيب و ستفتخرين بي'

'انتظر ذلك اليوم عزيزي' قالت تلك المراة الجميل التي لا يستطيع تذكر ملامحها كاملة فصورتها مشوشة في ذهنه.

تنهد بخفة اقصى امنياته ان يتذكر صورة امه بوضوح،لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن.

انتهى من حمامه بعد مدة طويل لقد فقد اشتاق حقا لشعور الاسترخاء دون وجود التوتر الذي لازمه طيلة فترة دراسته في  الطب، حمل هاتفه و استلقى على الاريكة مشغلا التلفاز ليجذب انتباهه تصدر والده الاخبار بعد تحقيقه لنجاح آخر، حسنا هو حقا فخور به لكنه يكره واقع ان والد يضغط عليه ليرث منصبه و هو حتما امر لن يقوم به ليفاي عاجلا او آجلا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 02, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

PASSIONWhere stories live. Discover now