نتخيل

3K 107 19
                                    

تعالي نتخيل....

ماذا لو التقينا بعد عشرين عام
ذات صدفة في مكان!
أنا مع عائلتي الكبيرة، التي كان
من المفترض أن تكون منك،
وانت إلى جوار  الرجل الذي
لا زال قلبك رغما عنك يناديه بإسمي،
ماذا سأفعل حين أنظر إلى أبنائك
الذين كانوا من المفترض،
أن يكونوا أبنائي،
والذين لفرط ما أحببتني،
لا أظنهم سيشبهون أحدا غيري؟
ماذا سيحدث لك
حين تشاهدين طفلي وهو يحبو إليك
وهو يتسلق قامتك،
يرفع رأسه،
ينظر إلى عينيك تارة
ويلتفت فينظر إلى عيني تارة أخرى،
ثم يعيد النظر إليك مبتسما
وكأنه أكتشف سرنا الكبير،
فيقول لك بصوت يشبه قطة جائعة :

(( ماما))؟.

ماذا لو أستهزأت بنا الأقدار
وأتاحت لنا دقيقتين
في مصعد أحد الأبنيه الشاهقة؟!
ماذا ستقولين لي؟
وكيف ستنظرين إلي؟
هل أستطيع التحدث إليك،
أم لا لأنك أصبحت أمرأة غيري؟

((ليس ثمة شيء أقسى على الرجل
من أن يأخذ أحد منه فتاته التي لا تريد غيره)).

هل ستقولين لي أنك لا زلت تفكرين بي؟
هل ستهندمين ملابسي؟
هل ستبدين إعجابك بتسريحتي؟
هل ستلاحظين همي،
و صورتك المطبوعة على وجهي؟
هل ستشفقين على الشيب الذي بدأ يزحف نحو شعري؟
هل ستقرئين حروف أسمك الأربعه محفورة
داخل التجاعيد التي تمددت حول عيني؟
هل ستقولين لي إنك لا زلت تحبينني،
أم ستعاتبيني لأنك شاهدتني مع أمرأة،
تدعي الأوراق الحكومية أنها زوجتي؟
يجب عليك من الأن البدء في تحضير الكلام الذي ستقولينه لي حين تدبر لنا الأقدار بعد عشرين عاما
موعدا في مصعد أحد الأبنيه الشاهقة،
يجب إن تكوني مستعدة متأهبة؛
لأن الأقدار يا حبيبتي تهوى السخرية.

رسالة قصيرة الى أولئك الذين كانوا السبب في هذا الفراق :

(( أنتم تتوهمون أنطفاء النار،
في حين أنكم لم تزيدوها إلا حطبا،
فالحب هو النار التي كلما حاول أحد أخمادها،
زادت توهجا وتضاعف أشتعالها)).

تعالي نتخيل.....

أنا بعد أربعين عاما،
حين أصبح على حافة الستين،
أتمدد فوق سرير كان من المفترض أن يكون سريرك،
غارقا حتى رأسي في رائحة الشيخوخة،
أنظر إلى الحائط الذي
علقت عليه لوحة زفاف حزينه،
فيها صورة لشاب كنت أشبهه،
يقف وقفة جنائزية،
يمسك بيده اليسرى باقة ورد ذابلة،
ويصطنع على وجهه أبتسامه باردة،
ويلقي القبض بيده اليمنى على أصابع أمرأة ليست أنت.
وحين يؤلمني النظر الى تلك الصورة،
أنتزع بصري منها،
وأخذ نفسا عميقا،
ثم أرفع يدي؛
لأمسح بها دمعة تزحف على خد جاف،
مل وهو يصلي صلاة الاستسقاء
من غير أن تهطل عليه قبلاتك.

ألتفت إلى اليمين،
فأجدك مستلقية على بطنك،
تسندين وجهك على يديك،
تنظرين نحوي بعينيك المشاغبتين
وتحركين شفتيك المكتنزتين بلا صوت :

((أحبك)).

وحين أمد أصابعي المجعدة كي أمسك بك تختفين

الرجل متعدد العلاقات،
هو رجل فقد ذات يوم أمرأة كان يحبها،
وسيظل ومن غير أن يعلم،
يفتش عنها في دهاليز كل أمرأة يلتقي بها،
ولن يرضى بغيرها مهما حدث.

لذلك  حمقاء هي الأنثى التي تفتش عن الحب،
في قلب رجل فقد أمرأة كان يحبها.

أحيانا يكون الرجل متعدد العلاقات،
هو رجل لم يجد الأنثى التي يبحث عنها،
وفقط حين يجدها، سيتوقف عملية البحث من تلقاء نفسه، ومن غير أن يطلب أحد منه ذلك.

حين يلتقي الرجل بالانثى المناسبة
فإنه سيكمل طريقه معها،
من غير أن يقف في وجهه شيء،
ولن يخونها أبدا،
وسيحبها وكأنها أخر أناث الدنيا،
وكأنها الامل الوحيد لأستمرار البشرية،
لذلك، على الأنثى التي تكتشف خيانة الرجل،
مغادرتة فورا،

لأنها يجب أن تعلم بأنها ليست هي المرأة التي يبحث عنها.

الخيانة لا تقتصر على ممارسة الجنس فقط،
هناك خيانات نقترفها كل يوم
ونحن لا نشعر بها،
وهناك أخطاء عادية جدا،
ولكننا بجهل نعدها خيانة.

لا يوجد ثمة قائمة بأنواع الخيانات،
فقط حين تشعر بأن شيئا
أشبه بسكين تخترق قلبك فجأة،
إعرف إن هناك من يخونك.

لا توجد في الدنيا خيانة مكتملة
للخيانة صوت سيسمعة الجميع في نهاية المطاف،
ولكن يلزمة القليل من الوقت حتى يصل الى الآذان.

لو كنت سياسيا لأصدرت قرارا
بالقبض على كل من تثبت عليه الخيانة،

لان الشخص الذي يكون في مقدورة خيانة الحب،
هو شخص في مقدورة خيانة الوطن.

هناك  دائما فتاة غائبة خلف
كل ضياع يحل برجل،
وهناك دائما رجل غائب خلف
كل ضياع يحل بفتاة

لا يوجد هناك أشخاص سيئون من الفراغ،
فكما انه لا يوجد دخان من غير نار،
فأنه لا يوجد شخص سيء

  من غير وداع حطم مجاديف قلبه في أحد الأيام.


       _____________________ .

الكاتب يتخيل كما نتخيل نحن 🤍🫂.

  

مدينة الحب لا يسكنها العقلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن