قِرْمِزيّ الزِّنْجَفْر، كارمن || Carmine

ثلاثة، العالم يتحطم اسفل قدمي.

_

٢٠٢٣.٤.١٨
_

تحذير!: الفصل يحتوي على مشاهد ربما لا تناسب البعض.

خذوا نفسًا عميقًا قبل البدء في هذه الأحداث المليئة بالدموية و الكآبة المميتة.

_

كان المنظر بشعًا، بشعًا لأبعد الحدود. 

حيث تستلقي جثة، لم استطع سوى تمييز العقد المرمي بإهمال بجانب رأسها المهشم، كأنه هُشّم بمطرقة ما. ثم كان رقبتها مقطوعة و مرمية على جانب الباب، أطرافها غير موجودة لذا ربما تم أكلها. 

جسدي الذي اهتز بهستيرية أصبح متجمدًا الآن، بعد رؤية هذا المنظر. شقيقتي ميرثا... كان جسدها ممزقًا بوحشية. 

انفاسي التي كانت تخرج متدافعة قبل قليل، أصبحت لا تخرج بتاتًا. و نبضات قلبي المتسارعة توقفت، و اعتقد أنني فقدت قدرتي على الصراخ او البكاء، لأنني لم افعل شيئًا سوى التحديق في بركة الدماء أمام الباب. 

الشمس تشرق، و لم اعتقد ان اليوم الذي لا ازفر فيه براحة فور شروق الشمس قد اتى... انا الآن لا استطيع أبعاد عيني على اللون الأحمر القرمزي ابدًا. 

ذلك الشعور الذي شعرت به، السقوط، الغرق، الغرق في السائل الأحمر القرمزي، الغرق في دماء شقيقتي. الغرق دون أي قدرة على المقاومة، رغم انني اجيد السباحة… لكنني اغرق. 

ثوانٍ فقط، و كنت قد سقطت على ركبتاي بعد أن خارت قواي، و تناثر الدم إثر ذلك. الأعين التي اعتادت النظر لي بنظرات حب، امتنان، معاتبة، تحذير، اصبحت الآن خاوية لا حياة فيها. 

ذلك جعلني اختنق، اختنق بالغصة التي تكونت في حلقي، الشعور المقيت لأنني اغرق رغم جلوسي الآن هنا، في الخارج، و الرياح الهادئة تهب لتجعل أطرافي ترتعش. 

لقد كنت الفتى الوحيد في البيت، الفتى الذي من المفترض أن يحمي ما تبقى له من عائلته، الفتى الذي من المفترض أن يدافع عن شقيقاته وقت الخطر، لكن ماذا حدث؟ تم نهش جسد شقيقتي امام باب منزلنا. 

ما الذي سأقوله لكريستين؟ ما الذي سأقوله لوالداي اللذان وصياني عليهما؟ ما الذي بحق خالق الجحيم سأقوله لنفسي؟! لقد تركتها تموت… فقط لأنني غبي لا يفكر، الخطأ خطئي، إنها غلطتي. 

ارتجفت شفتاي، و رفعت رأسي حين غطى ظلٌ ما ضوء الشمس، و حينها كنت أحدق في عيني العمة جيزيل، التي شحب وجهها و وضعت يدها على فمها بصدمة… لكنها ما لبثت أن صرخت بقوة و انهارت بجانب رأس شقيقتي المهشم.