17

1K 48 41
                                    

إجتمعوا و تعالو نحضى بنظرة عن مستقبل إيطاليا المش***

قبل أيام ظهر إضطراب في صفوف المافيا الإيطالية ليس الأول من نوعه لكنه الفريد من نوعه . تشهده إيطاليا بين الفترة و الأخرى ، و لأصارحكم القول هو ليس كأي إضطراب عادي ، إن قلت أنه ليس الأول من نوعه فهذا يعني أن سابقه يكون هو بحد ذاته ... على مدى أيام متواصلة يتلقى زعماء المافيا في إيطاليا رسائل مشفرة و التي تحمل أساميهم، مبعوثة لكل واحد بإسمه تحديدا ... يختلف وقت إرسالها و مضمونها و تشترك في المرسل و ختمه .. لا يحتاج أحد لفتحها حتى يعرف من المرسل ، لأن التاريخ يأتي ليعيد نفسه .. هم حتى لم ينسوا ما حدث بعد آخر رسالة تلقوها و ها هم الآن يحصلون على أخرى ... حالة من الذعر المهيب تسيطر على الأجواء في إيطاليا ، الأمور أصبحت تخرج عن المراقبة بعدما كانت تنحرف و فقط.. لا يملك أحد الآن سلطة على الآخر .. يعلمون جميعا أنهم الآن تحت سلطة جهة واحدة ، الجهة التي ما في يوم تجرأ أحد على وضعها تحت السلطة و هم يعلمون أنها تعريف السلطة بحذافيرها .. قوة، طغيان، بطش رعب المافيا الإيطالية ليس كفيلا أمامها ، كيف لا ؟ و هم بحد ذاتهم يضعون رأسهم على حافة السكة ليقطعها قطار الحكم عندما يضيء رأس الهرم !

رأس الهرم يضيء يا جماعة ... السقف الأعظم قادم ليعيد مجريات الأمور إلى نصابها ، قادم ليملئ ثغرات باتت تتوسع منذ مدة ... تلك الثغرات التي أحدثها قدوم الساولو إلى الساحة ، لم يعد هكذا فقط ، عاد لأن الساولو بات يأخذ حجما ضخما يجعل الجميع يحاول الارتفاع للنظر إليه ، ولابد أن السقف الأعظم كان يراقب هذا من مكانه و لأنه تحرك فهذا يعني أنه إكتفى من النظر ، بل حان وقت التطبيق العملي ..

من بين كل أفراد المافيا الذين تلقوا رسالة من السقف الأعظم، شخص واحد لم يفعل ، شخص واحد لم يستلم رسالة .. لقد إستثناه السقف الأعظم و نفس الشخص الذي لم يتلقى هجوما من الساولو بعد الهجمات التي قام بها في الفترة الأخيرة يعني أن الساولو قد إستثناه كذلك ، و هذا الشخص يكون إيرا

إيرا جاكسو ...

****

" هل ترين كل تلك النجوم في السماء ؟ "

" أجل "

" هي لا تعني لي شيئا "

" لماذا ؟ "

" لأنك نجمتي الوحيدة "

إيلان الطفل صاحب العشرة أعوام لإيرا الصغيرة ذلك اليوم على السطح في منتصف ليلة باردة في بريطانيا ،حين أرادت أن ترى النجوم و لم يسمح لها والدها بالخروج و الصعود إلى السطح لأن الجو كان صاقعا و ليس باردا .. و لم يهن على إيلان أن يتركها تتمنى شيئا و لا تحصل عليه فقام و أحضر لها لحافا قطنيا دافئا و قام يغلفها به كأنها كنز لا يجدر حتى للريح بلمسه و راح يخبرها أن تنتظر أن ينام والدها و يصعدان معا في الخفاء .. فأشرق وجه الصغيرة سعادة .. السعادة التي أراد ذلك الطفل رؤيتها على محياها و يكون أكثر بهجة و هو يراها عليها و كيف تزين وجهها ... كيف تكون جميلة و تزداد جمالا فقط لأنها سعيدة .. ذلك كان يجعل شيئا يتحرك داخل صاحب السنوات العشر .. الأشقر كان صغيرا و لكنه يظل الأشقر ... أمسك يدها بإحكام و راحا يصعدان الدرج و هي تتبعه بكل حماس حتى فتح لها باب السطح و قابلتها السماء الواسعة و كيف للمصابيح الفضية أن تملأ كل رقعة منها ... إتسع بؤبؤ عينيها و هي ترى منظر السماء الفاتن .. كان أمرا بسيطا و لكن معبرا .. و أخذت الرياح تعبث بشعرها و تلوح به يمينا و شمالا و بدت أسعد إنسان على وجه الأرض فقط لأنها ترى النجوم في السماء ... هي فرحة فتاة صغيرة بريئة ، و ليست إيرا فتاة المافيا ...

7 Ways حيث تعيش القصص. اكتشف الآن