في الظلام

1 : نعيم و جحيم

هو بينهم لكن لم يراه أحد بعد .....

نحن نعلم أننا في صراع دائم مع الحياة قد ننتصر به و قد نهزم لكن النتيجة ليست محسومة دائما اعتقد أن هناك كفة متوازنة في هذا الصراع بقدر ما تخسر تربح و بقدر ما تقع تقف

كما أنه بقدر ما تحزن سوف تفرح لكن يجب أن يكون لديك إيمان كبير أنه مهما زرفت من الدموع سيأتي يوم ترتسم على وجهك ابتسامة تشرق من خلفها السعادة كما تشرق الشمس بعد يوم ماطر كئيب فقط عليك أن تؤمن بنفسك

الجميع في حالة تئهب تام من أجل بدأ خطاب أحد أهم السياسيين في إسبانيا

عناصر الأمن وزعت في كل مكان حول استديو الأخبار .. كميرات الصحفيين كلها في حالة تئهب لنقل الخطاب الأهم لاقتصاد إسبانيا

على سطح أحد الابنية المقابلة لذلك الاستديو تمركز هو و قناصته .. حدد هدفه جيدا و تأكد من جاهزية كل شيء أمامه وقت ضيق لينهي هذه العملية .

دخل ليجلس أمام المذيعة و هو يتأكد من أن جميع الأسئلة ستكون وفق المعايير المسموح بها

حرك رأسه للمشرفين على النشرة الاقتصادية إعلان منه أنه جاهز للبدء

بدأت كميرات التصوير تعمل موجهة بدايتا على وجه المذيعه الحسناء

" سيد جيمس ويلسون أرحب بك في نشرتنا الاقتصادية شاكرين تواجدك لتوضح لنا المرحلة الانتقالية للاقتصاد في إسبانيا "

و ما أن وجهة الكميرات على السيد جيمس و بخلال لحظات قليلة و قبل أن ينطق بأي كلمة اخترقة رصاصة القناص نافذة الاستديو المقابلة للسيد جيمس لتستقر تلك الرصاصة في قلبه و لم يتسع الوقت لينصدم الجميع حين أتت الرصاصة الثانية لتستقر في رأسه

فك قناصته بوقت قياسي و أسرع يخرج من ذاك البناء قبل أن يكشف أمره متخليا عن ملابسه السوداء ليعود و يخرج من هناك مندسا بين المارة بطريقة يستحيل بها على أحد أن يشك أنه القاتل

ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية و هو يتمتم بهدوء حين وقف فوق إحدى الجسور ينظر للسيارات في الأسفل
" ها قد عدت لك إسبانيا .. عدت لأنفذ انتقامي "

ليشد على قبضت يده حين تابع كلامه بغضب
"جعلوني ميت وأنا على قيد الحياة و أنا الآن  سأقلب نعيمهم لجحيم و أرقص فوق جثثهم و هي تحترق  "

.................................................................

دخلت إلى مكان عمله لتنظر له و هي تبتسم بسعادة شديدة لرؤيته

" عزيزي روبين كيف حالك لقد اتصلت بك كثيرا لما لم تجب "

عند سماعه لصوتها رفع رأسه لينظر لها بحدة عندما قال
" ميلا ألم أخبرك أنه ليس عليك القدوم إلى هنا "

بقيت ميلا واقفة مكانها تنظر له بحيرة لما هو أصبح يعاملها بهذه الطريقة بعد أن شهد الجميع على قصة حبهما لما بدا الآن بهذه الغرابة