شتاءٌ دافئ||01

14 3 2
                                    

بعد تجاوزك لأغلب الاشياء ستلاحظ ذكرى من الماضي مُخلدة مازالت بداخلك، تُشعرك أن كل ذٓلك التجاوز لم يكُن شيئًا رُبما لِوهلة من الزمن تتذكر الشُعور بِتلك اللحظةِ التي مررتَ بها، كان لديه الكثير من الاصدقاء وأَحَبَهُ الكثيرون ،كان يتلقى الدعوات والرسائل السارة لا اكثر، لا احد يقترب منهُ إذ لم تتبق اي صِلةٌ ولم يعد في إمكان اي احد ان يقوم بأي دور في حياته ولم يرغب احد في ذٓلك ، ينزلق العالم من حوله مبتعدًا ويتركه عاجزًا عن اقامة علاقة، جو لا ينفع في مكافحة إرادة ولا اشتياق وقد كانت هذه احدى العلامات المميزه في حياتهِ، يمضي حياتهُ بمفردهُ مع الندبات التي به.
إحدى تلك الندبات كانت والده، ظله يطارده حتّى في منتصف أحلامه، لا يغادر مخليته كلما اغمض عينيه يصادفه امامه.

كُلُّ شيء يفلت منه حتى هو، حياته كُلها ذكريات، مُخيّلته بما تحتويه من ألم، جميع الاشياء تتخبّط فيه، يشعر باستمرار الأذى في قلبه، وما زرعه والده في جسده ظن الجميع أنّه شخص مختلف، يا لصعوبة ان يكون  نفسه وآخر في آنٍ واحد، وذٓلك الذي يعانيه مشهدٌ من سيناريو، لكِن ليس بسيناريو غريب!

الاشياء الجديدة التي تحصل لقد حصلت في السيناريو القديم، لقد تألم سابقًا بسببه لكِن لن يجعلهُ يتكرر ويُكرر نفس الآلم، لكِن في النهاية هوَّ ليس انطوائي، كان لديه قناعه تامّة انهُ لا جدوى من الإختلاط، كان يُفضل الوِحدة عن الإختلاط بأشخاص زائفين، هادِئٌ ، هادئٌ جدًا يحملُ تعابير وجههُ الطمأنينة والإرهاق في آنً واحِدٌ، لم يركض لنيل إعجاب الجميع، طبيعةُ كانت اجمل من ألف تصنُّع وَ قدرتهِ على التجاوز مُخيفة، يجعلك تراجع نفسك في التقرب إليهِ...

كامرأة مثلها يقع بها المرء بكامل انتباهه، فانطباعها مختلفة ولا أحد يستطيع إتقانها غيرها. شعرها، جسدها وحتّى أسلوبها لا يتكرر. خُلقت في عائلة ثرية، وجدت بها ما يطبب خاطرها، أن أمرت وأشرّت بأصبعها؛ يرتمي كلّ شيء تحت أقدامها.

عاشت سنوات حياتها السبعة عشر بين أحضان والدايها وأولاد عمها، والآن تستقبل عمرها الجديد وهم يحاوطون جسدها الصغير.

" كلّ عام وأنت بخير هرلين."

داعبها تشانيول ودعّك الكيك في وجهها.

" لن تتوب من عادتك السخيفة هذه."

تشاجرا الاثنان ووالدايهما يضحكان عليهما، طبيعتهما لا يتدخلان في أمور الأولاد حتّى وأن قتلوا بعضهم البعض. أخذ الاثنان نصف ما تبقى من الكيك وأتجها صوب الكبير بينهم، ما أن حسّ بوجودهم حوله أغلق الحاسوب وأشار بأصبعه يهدد.

" أن لمس وجهي ستندمان."

كلّ يوم وكلّ سنة نفس الكلام يتكرر، بيكهيون هادئ ورزن أكثر من تشانيول، عصبي ولا يحتمل المزاح، كانت تظنه هكذا منذ الصغر لكن أتضح لها أنّه مفعول الشيخوخة. المفرح المبكي أن أولاد عمها كبيران وكأنهما عمها شخصيا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 22, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

سيدتي||My ladyWhere stories live. Discover now