الفصل الثاني

155 4 0
                                    

عرفته !! نعم لقد عرفته من رائحه انفاسه الخبيثة التي علقت بوجهها , كان يتنفس بسرعه وانفاسه تجد وجهها سداً منيعاً .
اجلت حُنجرتها لاهثه متوسله للأوكسيجين الذي حُجب عنها بوجهه القريب الذي تذكُر ملامحه القاسية جيداً والندوب المحفوره على بشرته السمراء , قريباً جداً من وجهها .
قال فيصل مذهولاً من هذه الدراما أمامه , وقال بصرامه رُسمت رسماً على وجهه
: عفوا يا هوووو !! , خير اللهم اجعله خير , مين انت وكيف تدخل لغرفتي بدون استئذان .
رمش فيصل بأهدابه مصدوماً , هل تجاهله هذا الهمجي الآن ؟؟! حقاً قد فعلها وتجاهله بكل قله ذوق , وهو يُكلم مريضته بقسوه .
: ايا قليله الحيا والمستحا , جايه لحالك عند الدكتور وانتي عميا عشان تاخذون راحتكم أنت وهو , انا اوريك ان ماربيتك من جديد يا الحقيرة .
لقد كانت في حاله ذهول ولم تفق بعد من صدمه وجود شقيقها هنا وهو الذي رفض أن يأخذها إلى الطبيب وطلب منها أن تذهب لوحدها .
كيف يتهمها هذا الاتهام الباطل ؟؟!
كيف يشكك بتربيه والديهم لهم بهذه الطريقة الفجة ؟؟! .
في غمره أفكارها المذهوله ,
كان أخاها قد وجه لها صفعه قويه على وجنتها , حتى سقط لِثامها كاشفاً وجهها .
أثارت هذه الصفعة غضب وسخط فيصل ,
كيف لرجلٍ همجي كهذا ان يُعامل مريضته التي تتعالج عنده بهذه الطريقة , حتى وان كان قريبها , فهي تُعد الآن تحت حمايته طالما انها في غرفه المُعاينه , لم يتحمل الإهانات التي يوجهها لها .
واندفع اليه قابضاً بقبضتيه القويتين على تلابيب الرجل الغريب , حتى دفعه بقوه إلى الحائط مُعلقاً إياه بكل سهوله .
وأما الآخر فحاله لايُرثى لها , وقدميه تتدليان طالبتان الأرض سطحاً لهما يستقران عليه .
نظر ببهوت إلى بنيه الدكتور التي تفوقه قوه وغلظه وعلم أنه ببنيته الضعيفة من الممنوعات والخمور , لن يفلت من بين يده لو لم يرد فيصل ذلك .
سمع هدر فيصل بصوته الجهوري الغاضب , دون أن يأبه له وسينفذ ما تعب من اجله لعده أسابيع , إلى ان اصبح مُعلقاً على حائط بسببه
: انت يا الحقير يا البهيمه , وش ما تكون لها مالك حق تتهم هالمسكينه بشرفها , وتتهمني أنا الدكتور المعروف بإحترامي وتقديري بشي ماله علاقه بالصحه , هي مُجرد مريضه عندي وجت عشان افحصها , ولازم ألمس وجهها و اوجهه للجهاز
مثلها مثل أي مريضه , ويكون بعلمك هي مو اول مره تجيني , الأشوفه اول مره هنا هو انت يا القذر .
ورمقه بنظرات حادة , متقززه من الأعلى للأسفل مستصغراً اياه .
حيث التوت ابتسامه بسام بمكر , قائلاً كالثعلب
: ايه اكيد مو اول مره متعودين يا معود على الخلوه , وتدرون أنه هالشي حراااااام !!!! بس توني الاكتشفت الموضوع الكنت غافل عنه واختي تلهيني وتلعب بذيلها معك .
اتسعت عينا فيصل وازدادت الشراره خطوره في حدقتيه , وقام بسحبه إليه ثم دفعه مجدداً بقوه إلى الحائط , إلى ان ارتطمت مؤخره رأس بسام في الحائط
: يا الكلب يا الواطي .... , أمها كانت تجي معها كل مره , واليوم هي المره الأولى التجي لحالها , والله الأعلم بظروفها الجبرتها , بدل لا تتشطر على هالضعيفة شوف نفسك يا *** اليخلي اخته تروح لأي مكان لحالها , المفروض انت بنفسك تجيبها وتداريها على وضعها الصعب .
قال بسام بابتسامه ملتويه , دون أن يأبه لفيصل وهو يضربه , سيتحمل إلى ان يحصل على ما يُريد بدون أي ثمن
: الشرهه مو عليك يا الحبيب , الشرهه على امي المعطيه الثقه لهلأشكال إن كان أنت ولا هي التلعب بذيلها .
فيصل وقد فقد كل ذره تحضر في أعصابه الثائره , كشعر قطه منفوشه الشعر , لكنه لا يستطيع التدخل أكثر من ذلك وقد وضح له كل شيء ,
لا يمكنه ان ينقذ تلك المسكينة من بين براثن اخيها المتوحش .
انزله بقوه على الأرض كما رفعه بسهوله ونفض كفيه باشمئزاز ,
هز رأسه يائساً من هذه العقلية المتحجرة , لقد ظن أنهم قد انقرضوا من هذا العالم ولكن يبدو أنهم ما يزالون يتواجدون في عده أماكن من هذا العالم .
وقال مُستسلماً
: البلا مو فيها !!! , البلا فيك أنت المو قادر تثق بأختك وتربيه أهلها لها .
نفض بسام قميصه بلا اهتمام , والتمعت عينيه بمكرشديد
,وقال مُتجاهلاً فيصل للمره الثانية
: تعالي يالحيوانه , تعالي
ـ ثم اردف بوعيد وتهديد ـ
لسه توك ما شفتي شي ان مادفنتك وانت حيه ما اكون بسام .
رأها فيصل كانت ترتجف بخوف بأحدى زوايا غرفته الباردة من التكيف المركزي ,
كانت كقطه صغيره ضائعه عن والدتها , لا تعرف إلى أين تتجه , حدقتيها مُشتتان بذعر , شفتيها ترتجفان خوفاً وذعراً , وذراعيها تتحسس خمارها حتى تُغطي به وجهها الجميل المكشوف ,
هل استطاع ان يُلاحظ للتو ان وجهها جميل ؟؟!!!!! .
حركات جسدها الضئيل المُرتجف , واضحه جداً لعينه ,
وقد اثارت عواطفه الرجولية بشكلٍ لم يكن يتخيله و لم تثره من قبل امرأة , مع وضعها الصعب وهي لا ترى أمامها إلى بحر أَسْوَد عميق .
كزّ فيصل على اسنانه وهو يُزيح عينيه عنها رغماً عنه , واصدرت أسنانه صريراً حاداً وأُنشبت معركه طاحنه بداخل حنكه ,
يُفكر بعمق وافكاره مُتطرفه كما هي العادة , انه رجل طيب , وطيبٌ جداً ايضاً لا يتحمل أن يُؤْذَى أحداً بسببه حتى وان كان هذا الأذى سينتهي بلحظه ,
لا يستطيع ان يضمن ماذا قد يفعل هذا الرجل بأخته !!!!
هل يقتلها حقاً مع افكاره القادمة من العصر الحجري وعقله الهمجي البدائي ؟؟!
نعم !!! قد يفعلها حقاً قد فعلها كثيراً من قبله .
ودون أن يشعر قال بصوتٍ جهوري , جعل بسام يقف مكانه مبتسماً بخبث , وميس خلفه تشنجت من هدير صوته
: وش بتسوي فيها ؟؟! .
التفت بسام ببطء شديد ومدروس ونظر لأخته التي يرى خفوها من خلف خمارها شبه الشفاف , واضعاً كفيه في جيبيّ بنطاله المهترئ , قال بتهكم
: وانت وش دخلك وش بسوي فيها ؟؟؟!
ـ ابتسم بخبث مثبتاً نظراته على اخته وأردف ـ
وهي أدرى وش بسوي فيها مو المره الأولى يعني .
لم تفت فيصل انتفاضه جسدها الرقيق وكأنها تؤكد له أن ما ينتظرها , هو جهنم الحارقة .
وجه نظراته لأخيها وقال بصوتٍ حاد كالصرير
: وش تبغى عشان تبعد عنها وما تأذيها ؟؟؟! .
هزّ بسام منكبيه ببراءة وقال بخبث
: المسألة مسأله شرف يعني ما في شي ممكن يحل هالموضوع
ـ شتت نظراته بأنحاء الغرفه الفاخرة وأردف وكأنه لا يهتم ـ
يعني غير الزواج , وطبعاً انت ما رح تتزوجها , بالنهاية مافي حل !!!! .
فيصل وقد اعتد بوقفته شامخاً كالجبال الراسية , وقال بصرامه
: واليقول أنه رح يتزوجها عشان تنحل هالمشكله .
حاول بسام أخفاء فرحته قدر الإمكان وأن لا يظهرها , وقال
: أها يعني بتتزوجها ؟؟! وكم شهر ناوي تخليها على ذمتك قبل لا تطلقها وتخلي حكايتنا علك بلسان الناس .
اقترب حاجبيّ فيصل من بعضهما في حذر وظهرت غضنه بينهما وقال بصوتٍ واثق
: ماني قليل أصل عشان أتزوج و أطلق
ـ نظر لها ببهوت وقد تحطمت كل أحلامه في ثانيه واحده ـ
هي بتضل زوجتي لين هي بنفسها تطلب الطلاق .
ابتسم هذه المره برضا وقال مومئ برأسه
: طيب , طيب المهم خلال أسبوع تكون متزوجها ردعاً للفضيحه الصارت اليوم بسببك .
عقد فيصل ذراعيه أمام صدره العريض , وقال بهدوء
: خلال أسبوع بتكون زوجتي , بشرط أنك لا تأذيها هي مالها دخل بأي شي , وصدقني لو أدري انها مو محترمه كان ما فكرت أطلبها منك أو أهتم .
كانت ميس تُعطي ظهرها لفيصل ووجهها يُقابل وجه أخيها المُبتسم بمكرٍ شديد , ترتعش بقوه من فرط هذه الصدمات المتتالية , لقد تمّ بيعها رسمياً في التو واللحظه , وكأنها سلعه رخيصه تتقاذفها الأيدي .
هل هذا ما يُسمى بتجاره النساء ؟؟! ,
هل يكون الألم بهذه القسوة وهو يشرخ القلب ؟؟! .
كانت عينيها البُنيتين الذائبتين كالشوكولا مُتسعتين بصدمه لم تفُق منها , إلا عندما سمعت ذلك الهمس الرجولي الخشن يهمس بقربها , يقول بصرامه حاده مُختلطه بنبره الحنان .
لا تهتز كرامتك وغرورك , مستحيل أسمح له يأذيك وأنت مالك ذنب في كل الصار , وان شاء الله بكون نعم الزوج لك و مارح أقصر معك .

شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهدTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang